حياك الله أختي الكريمة

نعم أنا أبكي على أطلال زوجتي لأنها كانت لي كل شيء

وقلت في أول موضوعي إني أستغرب من الرجال الذين يطلقون ويتزوجون مباشرة وينسون

فأي قلب يملكه هؤلاء؟؟؟

من عادتي وطبعي أنه إذا أسدى إلي أحد معروفا فإني لا أنسى فضله

فكيف بامرأة ظلت تسدي إلي جميل صنيعها مدة عشرة أعوام؟؟؟

تعرفت عليها في إحدى مواقع الدردشة.. وأحببنا بعضنا حبا عظيما

وحين أعلنت لأهلي رغبتي في الزواج منها رفض جدي بحجة أني مازلت طالبا

وقال لي لن تتزوج إلا إذا تخرجت ووجدت عملا واعتمدت على نفسك

جدي هو الذي كان يصرف علينا بسبب عجز والدي

لم أستمع لكلام جدي فغضب مني وقاطعني

لم يهمني ذلك فالأهم أنني قد ظفرت بحبيبتي وتزوجتها

وبعد الزواج عشت ملكا منعما مخدوما مدللا

لله درها لم تقصر عني بشيء

في بداية الزواج كانت جدتي (وهي منفصلة عن جدي) تنفق علي وتعطيني ٣٠٠٠ ريال شهريا

وكانت حياتنا المادية بسيطة جدا

فكانت زوجتي قنوعة صابرة حتى تخرجت من الجامعة ورزقني الله بالوظيفة

تحسنت حياتنا المادية لكن لم أستطع أن ألبي جميع رغبات زوجتي

فكانت تشتري ما ترغب فيه من حسابها ولم تتذمر قط

كانت تشبعني بمعسول الكلام رغم تقصيري الكبير معها في هذا الجانب

كنت فجأة أتلقى منها رسالة تقول فيها الله لا يحرمني منك.. أو أحبك أو إنت تاج راسي وحبيبي وحياتي

تأتيني هذه الرسائل منها دون مناسبة وأنا كنت أبخل عليها بذلك

كانت إذا مرت أمامي جاءت إلي وحضنتني وقالت ما أتخيل حياتي بدونك!!

وأحيانا كانت ترى في منامها أنني تركتها فتأتي إلي مفزوعة وترتمي في أحضاني وتقول اوعدني إنك محا تسيبني!!

لكن سامحها الله هي من تركتني في النهاية

وفي جانب الإشباع الجنسي كانت تحقق لي كل رغباتي فيه في أي وقت من ليل أو نهار

بل كانت تترك ضيوفها وتأتيني لو رغبت في ذلك

وليس كل شيء يصلح الإفصاح عنه في هذا الجانب لكنها حقا كانت تغنيني عن نساء الأرض

كانت مهتمة بنفسها ونظافتها وتغير ملابسها مرتين أو ثلاثة في اليوم

كنت لا أشم منها إلا الرائحة الزكية

مهتمة بالطبخ وتتعلم صنع ما أحبه من الطعام وتنتظرني حتى أذوق طعامها وأمدحها

تجيد أعمال المنزل كاملة.. وكانت على صغر سنها تحسن رعاية الأطفال

كانت تعرف هل أنا مسرور أو حزين.. راض عنها أو غاضب.. تعرف ذلك حتى من رسائل الواتس دون مواجهة

وإذا عرفت أني غاضب منها تظل تلح علي في معرفة الأسباب ومناقشتها معي

كانت تهيء لي المناخ المناسب للدراسة وتصرف عني كل شيء يمكن أن يشغلني

ولا تكثر علي من المطالب، وحتى مشاويرها كانت تقضيها مع تطبيقات التوصيل وعلى حسابها !!

كانت تعرف ما أريد دون أن أتكلم !!!

أكتب هذا الكلام وأنا أبكي لكن ماذا ينفع البكاء بعد ان فرطت فيها بنفسي

وما ذكرته عنها هو غيض من فيض .. ففضلها علي أضعاف ما ذكرته

أفبعد كل هذا تستغربين من بكائي عليها؟؟

أما ترددي من الزواج فله أسباب

أحدها ما تفضلت بذكره من ترقبي لعودتها إذا انفصلت عن زوجها

وثانيها أني أخشى أن أقصر في حق زوجتي الجديدة وأقارن بينها وبين السابقة

وثالثها انشغالي بالعمل فأخشى أن يوقعني ذلك في الإهمال الذي كان أحد أكبر أخطائي


نعم زوجتي السابقة مستمتعة بحياتها وربما أخرجتني من حساباتها نهائيا

لذلك أؤيدك في ضرورة أن أتزوج حتى أجد المرأة التي تنسيني إياها

ولا أظن أن في كلامك أختي الفاضلة ما يزعج

فنصائحك ثمينة وجوهرية

وأما زوج صديقتك فلن يشعر بقيمة زوجته الأولى إلا إذا فقدها

هذا هو طبع البشر لا يقدرون النعمة حين تكون بين أيديهم

ثم يتباكون عليها حين يفقدونها.. مثلي تماما

جزاك الله خيرا أختي الكريمة

وشاكر ومقدر جدا مشاركتك المستمرة في موضوعي

كتب الله لك الأجر، وفرج همك، وأصلح حالك مع زوجك، إنه ولي ذلك والقادر عليه

__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!