رد : تمرجحي يـا طفلة الصبح ~ بـشويـش
أهلين بالمنطلقات للحياة
جمعتكم رائعة فيكفي أنها تنعش في النفوس حب الحياة و الرضا بما بين أيدينا
بحالتي ابني من زواجي الاول معاي ولكن كما ذكرت مسبقا أمي هي من ربته فشعوري تجاهه كأخ أكثر منه ابن
ابني يعاني الوحدة لأن بلا أخوة أو أخوات...لكني دوما أزرع فيه انه مميز و أن أغلب أبناء العائلة يتمنون مكانه من حيث هذه الميزة فهو وحيدي و كل اهتمامي و عطائي مسلط عليه ...
و بصراحة أنا أيضا فقدت ابنتي و لذا شعرت بأن هناك ما ينقصني وخاصة اني متزوجة من أربع سنوات و حتى الآن لم أرزق بذرية و لكني أخذتها بايجابية ... كنت أبحث عن ايجابية وضعي بأي طريقة ...مثلا عدم وجود اطفال أعطاني حرية و عدم تقيد في حركتي و خروجي بعكس من لها أطفال أجد أنهن أثقل و حركتهن محسوبة و يكفي عندما كنت أذهب للعمرة و أستمتع بالعبادة بشهر رمضان بدون ان يتعبني ضميري بأني تركت أطفالي بالمنزل أو انشغلت عنهم...وسفري كان ممتع جدا مقارنة بمن تحمل مسؤولية أطفال فكنت أستمتع و اشعر بانطلاق و عدم تقيد ... وكنت دائما اقول لنفسي أنا غير محرومة من الأبناء فأبناء و بنات أخواني حولي متى ما شئت أستطيع أن أمارس معهم أمومتي بدون مسؤولية كبيرة فآخذهم لطلعات جماعية و استمتع بصحبتهم و الضحك معهم و مفاجأتهم بالهدايا و التلوين معهم وغيرها من النشاطات ....أفعل كل هذا بدون أن أتحمل تلك المسؤولية التي تقع على عاتق الأم الحقيقية...أفعله بانطلاق و برضا تام و ثقة كبيرة بأن الله حرمني لأن ذلك ليس خيرا لي و فلو كان في وجود أبناء من صلبي خير لي فالرحمن الكريم لم و لن يبخل علي ... الثقة بالله و حسن الظن به يعطي احساس جميل بأن كل مفقود فهو شر كفاني الله تعبه ..
حتى ابني عندما يشكو لي من الوحدة ..أذكره بمن حوله من أبناء العائلة و أقول له انت محظوظ لو تبي أخ أو صديق أو رفيق ستجد حولك الكثير و بأقل مجهود نستطيع أن نأخذ من تريد و نخرج و نستمتع معهم كأنهم أخوة لك تماما وربما يكونوا لك أكثر من الأخوة الحقيقين
أهم شي أخواتي أن نحسن الظن بالله و بأقداره ... ويكون عندنا يقين بأن ما منعه الله عنا فهو شر كفانا الله همه ..فكل أوضاعنا التي نعايشها سواء كطلاق أو تاخير زواج هي اقدار الله وليست بيد احد غير يد الله ..قدرها علينا في اللوح المحفوظ من 50 ألف سنة ولا يد لنا فيها ... ولكن يكون دورنا هنا أن نرضا بالقضاء و بالقدر خيره و شره ... وأن نحول المرارة الى حلاوة و ايمان أقوى بالله و بأقداره ..فلا نجزع و الرحمن هو من قدر علينا أقدرانا و لا نحزن لأن الأمر بيد من هو أرحم بنا من أمهاتنا... و لنقطع كل وساوس الشيطان فهو الذي يضخم لنا الألم و يزيد احساسنا بالفقد ... ولنسعد بما بين أيدينا حتى لو كان بسيطا و زهيدا مقارنة بما عند غيرنا ..فاذا تفكرنا بما عندنا لوجدنا الله أنعم الكثير و الكثير ولكننا لا نتفكر بالنعم و نركز على ما نفتقده وننسى نعم كثيرة نتنعم بها بدون احساس... نعمة الصحة والرفقة الصالحة و العلم و التعلم و الثقافة و الأهل و الأخوة ....ما أكثرها نعم ربي و ما أحلى الحياة اذا ركزنا على ما بين أيدينا و ما حولنا
أتمنى لكم أوقاتا كلها انطلاق و انتعاش و تفيض بالحياة و الرضا
__________________
[img]http://im33.***********/edShu.gif[/img]