منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - أحاديث مشهورة ضعيفة السند ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-02-2014, 12:12 PM
  #56
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : أحاديث مشهورة ضعيفة السند ..

التسمية بـــ " روح الله " غير مشروعة ؛ لأن روح الله هو جبريل عليه السلام ، كما قال تعالى : ( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ) مريم/ 17 .

قَالَ مُجَاهِدٌ وَالضَّحَّاكُ وقَتَادَةُ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَوَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ والسُّدِّيُّ : " يعني جبرائيل عَلَيْهِ السَّلَامُ " قال ابن كثير : " وَهَذَا الَّذِي قَالُوهُ هُوَ ظَاهِرُ الْقُرْآنِ " انتهى من"تفسير ابن كثير" (5/ 194) .

ويراد به أيضا عيسى عليه السلام ، كما قال تعالى : ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ) النساء/ 171 .

وفي حديث الشفاعة : ( ... وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَرُوحَ اللَّهِ وَكَلِمَتَهُ ... ) رواه البخاري (7440) ، ومسلم (193) .

قال ابن القيم رحمه الله :

" الرّوح الَّذِي نفخ فِي مَرْيَم : هُوَ الرّوح الْمُضَاف إِلَى الله ، الَّذِي اختصه لنَفسِهِ وأضافه إِلَيْهِ ، وَهُوَ روح خَاص من بَين سَائِر الْأَرْوَاح ، وَلَيْسَ بِالْملكِ الْمُوكل بالنفخ فِي بطُون الْحَوَامِل من الْمُؤمنِينَ وَالْكفَّار ؛ فَإِن الله سُبْحَانَهُ وكل بالرحم ملكا ينْفخ الرّوح فِي الْجَنِين ، فَيكْتب رزق الْمَوْلُود وأجله وَعَمله وشقاوته وسعادته ؛ وَأما هَذَا الرّوح الْمُرْسل إِلَى مَرْيَم : فَهُوَ روح الله الَّذِي اصطفاه من الْأَرْوَاح لنَفسِهِ ؛ فَكَانَ لِمَرْيَم بِمَنْزِلَة الْأَب لسَائِر النَّوْع ، فإن نفخته لما دخلت فِي فرجهَا : كَانَ ذَلِك بِمَنْزِلَة لقاح الذّكر للْأُنْثَى ، من غير أَن يكون هُنَاكَ وَطْء " انتهى من"الروح" (155) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"وَسَمَّاهُ رُوحَهُ ، لِأَنَّهُ خَلَقَهُ مِنْ نَفْخِ رُوحِ الْقُدُسِ فِي أُمِّهِ ، لَمْ يَخْلُقْهُ كَمَا خَلَقَ غَيْرَهُ مِنْ أَبٍ آدَمِيٍّ ." انتهى من "الجواب الصحيح" (3/302) .

وإنما سمي الملك ، والنبي بذلك الاسم ، دون غيرهم من الخلق : تشريفا لهم وتكريما ، وهي خصوصية لهما ، فليس ذلك لأحد ، إلا من سماه الله به .

قال ابن حزم رحمه الله :

"كل روح : فَهُوَ روح الله تَعَالَى ، على الْمِلك ؛ لَكِن إِذا قُلْنَا : روح الله ، على الْإِطْلَاق : يَعْنِي بذلك جِبْرِيل ، أَو عِيسَى عَلَيْهِما السَّلَام ، كَانَ ذَلِك فَضِيلَة عَظِيمَة لَهما " .

انتهى من "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (3/9)
رد مع اقتباس