منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - نهاية نوال حافظة القرآن ....!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2010, 08:40 AM
  #4
ثنيـــــان
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية ثنيـــــان
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 1,189
ثنيـــــان غير متصل  
أي نعمةِ تعيشها نوال الآن ..
أي شيئ يقفز في ذهنها .. أهي سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
أم الاستعداد لرؤية الأمنية الثانية في الحياة ..
أهو التفكير في هذا الرجل الذي يجلس أمامها كيف ستكون حياتها معه ..!
أي شيئ هي فيه نوال ..

هاهي اللوحة الارشادية على الطريق تقول مكة المكرمة 2كم

سعادة غامرة .. وروحانية تملأ الفؤاد اطمئنانا وراحة ..

في هذه الأثناء تحشرج صوت الشيخ وبكى وهو يواصل التلاوة ....(وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنت تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم ..)[الأعراف:72]

فزاد من روحانية اللقاء .. فانهمرت عينيها بالدموع ..

وفجأة توقفت السيارة عند أحد المساجد حيث أشار عليهم قائد السيارة بأن يغتسلوا ويتوضؤا هنا قبل أن يصلوا لمناطق الزِّحام فقد لايمكنهم من الوصول الى دورات المياة التابعة للحرم المكي ..

واصلت السيارة طريقها وزاد ولع نوال بالمكان حيث أنهم دخلوا أجواء مكة الآن ..

انتهى كل شيئ .. أصبحت لاتستطيع أن تسيطر على نفسها من البكاء فالتفت إليها زوجها مهدئاً وطالباً منها الهدوء ..

الساعة الآن السادسة وعشرين دقيقة والمسافة لاتبعد سوى اكم ..

الفرحة لا يمكن تخيلها .. وهي ترى لوحة كتب عليها الحرم المكي وبعدها سهم يشير الى الاتجاه الصحيح للحرم ..

زاد البكاء وزادت اللهفة وزاد الشوق .. وارتفع منسوب المحبة ..

القلب في السماء ..والعين للأمام .. كأنما هي تسير للجنة الآن ..

كأنما السهم يشير لطريق الجنـة..

هي ترى ذلك .. هذا هو طريق ابراهيم الخليل


ومنه الى مواقف حافلات النقل الجماعي .. ثم ستتوقف السيارة .. ثم تخطو نوال أولى خطواتها للحرم ..

ياله من موقف رهيب .. وموقف عجيب .. قد يمر على البعض لاشيء لكنه عند البعض مهم كأول مرة يرى مهوى الفؤاد ومقصد المسلمين ..

مع ارتفاع السيارة ورؤية منارة الحرم شهقت نوال شهقة انتبه لها السائق وخاف أن يكون شيئا ما حدث. لولا تطمين الزوج له ..بأن الأمر عادي ..

توقفت السيارة ونزلت نوال وزوجها .. ثم وقفت تنظر للمكان حولها غير مصدقة .. وأخذت تسير بخطى سريعة ..

يــاّ أرضَ مكةَ ماهــذا النــدى العَــطِرُ

مـا ذَلِكَ النـــور في قُطـْـرَيّكِ مُنّتَشِــرُ

مـا ذَلِكَ النُــورُ فِي وَا دِيــّـكِ مُبّــتعِثُ

بِطَـاحُـكِ الغُبـرُّ فِيْهـــا يَبّسِمُ الحَجَـرُ

الساعة الآن السادسة و24 دقيقة ثلاث دقائق على أذان المغرب ..

كانت نوال تسير بجانب زوجها الذي قبض على يدها وهي تنظر للناس فرحة مسرورة .. بل أخذ منها الفرح مبلغه .. تظن أن الناس بنفس شعورها ..

الشوارع ازدحمت ..فوقت الآذان قد قرُب .. هاهو باب الملك فهد (رحمه الله ) أمام ناظري نوال .. وهاهي المنارات شامخة في السماء ..

الفرحة كبيرة .. واللقاء ممتع وشيق .. والسعادة لاتعدلها سعادة .. واللسان لاهج بذكر الله.. وتردد بين الفينة والأخرى (الحمد لله ) (الحمد لله ) ..

اقتربت من الباب والساعة تشير الى السادسة و26 دقيقة ، دقيقة واحدة تفصل عن الآذان ..

دخلت نوال وزوجها باب الحرم .. وهي تنظر الى الأمام تتراءى الكعبة المشرفة ..

الأصوات الآن اختلطت .. فمن قارئ للقرآن .. ومن ساجد .. ومن راكع .. الجو العام اختلف والروحانية طغت وزادت ومنسوب الايمان يجبرك على أن يرتفع طبقاً لمعايشة المكان ..

الناس يمشون باتجاه الكعبة .. 10 ثوان على الآذان ..

وقفت نوال .. ثم مشت وتوقفت .. فكبرت .. وهللت .. وحمدت الله .. هذه الكعبة المشرفة .. هذه الطيور الصغيرة .. الجميلة .. الحبيبة ..
تطلق تلك الأصوات المحببة لكل مسلم ..

الآن انطلق محمد علي مُلا بصوته العذب الجميل يملأ الأركان .. ويصدح في السماء .. الله أكبر .. الله أكبر ..

تلكم لحظات لايمكن لمثل نوال أن تنساها .. لقاءها بالكعبة على التكبير ..

على نهاية يوم وبداية يوم آخر وأي ليلة !!

ليلة الجمعة..

استمر الآذان .. ونوال الآن تعيش في جوٍّ آخر .. توقفت وتوقف معها زوجها ينظران للناس في جوٍّ مهيب .. ومنظر رهيب .. صحن الكعبة امتلأ بالطائفين .. وصدى الآذان يعود مرة أخرى فيستقر في القلب لعذوبته وحلاوته ..

أبطحاءُ مكّـةَ هذا الذي ... أراه عياناً وهذا أنا ..!؟

لم تستطع نوال أن تمسك نفسها .. سقطت .. وخرّت باكية ساجدة ..شاكرة لله أن رأت البيت الحرام .. أن شاهدت الكعبة المشرفة عيانا بيانا ..

ثم رفعت رأسها عن الأرض فجلست كأنما هي بين السجدتين .. وزوجها ينظر لروعة المكان وبهاءه .. ثم رفعت نوال رأسها للسماء .. وهي تبكي اللهم اغفر لي اللهم اغفر لي اللهم اغفر .. فخرّت ساجدة .. وهي تلهج بالدعاء ..

ثم رفعت .. وجلست تنظر للمكان حولها ..



بقي شيئ واحد .. إنه زمزم .. فطلبت من زوجها كوباً من ثلاجة زمزم .. فناولها شربت .. ثم أخرى فشربت .. ثم قالت له .. سقاك الله من نهر الكوثر ..

ثم خرّت ساجدة .. حينها أقيمت الصلاة .. وغاصت نوال في بحر الغائبين .. وغادرت الروح الطاهرة هذا الجسد المبارك .. لقد تحقق لها كل شيئ ..

نعم غادرت وانتهى كل شيئ .. ماتت نوال .. لم تتمتع بشبابها .. غادرت نوال ولم تبلغ الثانية والعشرين عاما .. غادرت وهي في أطهر بقعة على وجه الأرض .. ذهبت الروح الى خالقها من أمام البيت العتيق .. لم تتحمل الفرحة فماتت ساجدة .. لكنها عاشت للحياة الأبدية هي عرفت حق الله عليها فعملت به .. تجنبت المعاصي والآثام .. ورغم عمرها القصير لكنها استعملته بما يرضي الله وبما يحقق لها المكان الأبدي في جنّة عدن نحسبها والله حسيبها ..







وكان الموعد الأخير دخلت نوال من الغدْ يوم الجمعة 19 /3/1431هـ الحرم المكي لكنها دخلت على نعش الموتى فصُلي عليها أمام الكعبة المشرفة ودفنت في مكة المكرمة في أطهر البِقاع ...


انتهت .. قصه من الخيال ..!!

التعديل الأخير تم بواسطة ثنيـــــان ; 06-07-2010 الساعة 08:42 AM
رد مع اقتباس