منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - خايفه من افكاري المنحرفه
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2018, 08:18 AM
  #3
أبو أسامة
رئيس الهيئة الشرعية
تاريخ التسجيل: Jul 2004
المشاركات: 987
أبو أسامة غير متصل  
رد: خايفه من افكاري المنحرفه

أختي الكريمة:

من خلال قراءتي لما كتبتيه، يتضح لي أنك غير مقتنعة بفكرة الخيانة، لكنك تكتبين هذا الكلام، لتجدي عونا لك على الثبات، وتبحثي عن حلول مساعدة.
ولكن تأملي ما أقوله لك هنا:

1- لو افترضنا أنه خانك فعلا، أو أنه لا يزال يتواصل مع نساء أخريات، فهل علاجه أن تعامليه بمثل ما فعل؟
هل سيتوب لو فعلت ذلك؟

2- إذا كان زوجك دنيئًا في تصرفاته، وأنت راقية ومتدينة، فهل تتنازلين عن رقيك وتصبحين دنيئة؟ هل الصحيح أن تخوني والديك الذَين أحسنا تربيتك؟! وهل تخوني أولادك من بنين وبنات؟ وتكوني أمًا دنيئة؟ بدل أن يزيد حرصك عليهم فتكوني مربية ناصحة، وتعوضي النقص الذي يلحق بهم بسبب والدهم؟

3- إذا كان زوجك بهذا الوضع المخزي، ويمارس الذنب، فهل من الصواب أن تكوني أنت مذنبة أيضًا وتعصي ربك لأن زوجك عصاه؟ فتجمعي إلى حسرتك في الدنيا حسرة في الآخرة؟

4- أرى أن من الواجب عليك تكريس النصح له بالحسنى، من توجيهات لا تكون بصفة مباشرة، وإنما بتعميق الإيمان لديه، كأن توصلي له مقاطع إيمانية تحرك القلوب، أو تتعاهدي وإياه على تلاوة كتاب الله جميعًا مع بعضكما، وتقفا عند معاني بعض الآيات، أو تحثيه على أداء الصلاة مع الجماعة إذا قصر فيها، أو تذهبا سويا إلى بيت الله الحرام أو المسجد النبوي فتقضيان فيه أيامًا قليلة بين تلاوة لكتاب الله وطواف وصلاة، ويكون هذا الأمر عادة وديدنا لكما.
المهم أن تطعما حياتكما بالإيمان، لأنكما ستجدان بعدها الطمأنينة والراحة.

5- قد يكون زوجك حريصا على ألا يقع في هذا الأمر، لكن نفسه والشيطان يغلبنانه، فيجدها تنساق لذلك، فيتوب، ثم يعود ثم يتوب ثم يعود وهكذا، وفي هذه الحال، لا تكوني عونًا للشيطان عليه، بل ساعديه بكل حب وليس بغلظة، ساعديه على التخلص مما وقع فيه بما ترينه مناسبا لحالته، كأن تشغلي وقته بما ينفعه، وتشبعي رغباته، وتكوني بقربه كلما استطعت ذلك، لئلا يخلو بهاتفه، وغير ذلك.

6- هل طرقت باب الله بالدعاء؟ أو انطرحت بين يديه؟ فألححت بالدعاء، وكررتيه، وداومت على ذلك، وأسبلت الدموع، وتحريت ساعات الإجابة، كما بين الأذان والإقامة ووقت نزول المطر، وساعة يوم الجمعة، والثلث الأخير من الليل؟ فكم فرجت في هذه الأوقات من هموم! وكم نفست من كروب!
وفقك الله وسددك وثبتك وزادك إيمانا ويقينا، وأصلح لك زوجك وذريتك وأسعدك في الدنيا والآخرة.
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا


مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.

مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.
رد مع اقتباس