منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2018, 10:31 AM
  #25
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

الفصل الثاني هجرة رسول الله إلى المدينة
المبحث الأول: الإذن للرسول عليه الصلاة والسلام بالهجرة
152 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة فأمر بالهجرة وأنزل عليه {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} (1) (2).
المبحث الثاني: التخطيط للهجرة والرعاية الربانية
1 - صحبة أبي بكر للرسول عليه الصلاة والسلام
153 - من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل: (من يهاجر معي؟ قال: أبو بكر الصديق) (3).
154 - ومن حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (بينما نحن يومًا جلوس في بيت أبي بكر في نحو الظهيرة قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متقنعًا في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر فداه أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر.
قالت: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستأذن، فأذن له، فدخل، فقال النبي لأبي بكر: أخرج من عندك" فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله، قال: فإني قد أذن لي في الخروج" فقال أبو بكر: الصحابة (4) بأبي أنت يا رسول الله، قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم، قال أبو بكر: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بالثمن" (5).
2 - نوم علي في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة
155 - عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "شرى علي نفسه، ولبس ثوب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم نام مكانه: وكان المشركون يرمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد كان رسول الله عليه وآله وسلم ألبسه بردة، وكانت قريش تريد أن تقتل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجعلوا يرمون عليًّا، ويرونه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد لبس برده، وجعل علي رضي الله عنه يتضور، فهذا هو علي، فقالوا: إنك للئيم إنك لتتضور، وكان صاحبك لا يتضور، ولقد استنكرناه منك" (6).
يتضور : يتلوى من الجوع والألم
156 - وقد جاء تفصيل قصة مكوثهم على باب الرسول عليه الصلاة والسلام، ووضعه عليه الصلاة والسلام التراب على رؤوسهم وخروجه دون أن يروه، عن ابن إسحاق في السيرة فقال:
حدثني يزيد بن زياد عن محمَّد بن كعب القرظي قال: "لما اجتمعوا له، وفيهم: أبو جهل بن هشام فقال: وهم على بابه: إن محمدًا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره، كنتم ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم من بعد موتكم، فجعلت لكم جنات كجنات الأردن، وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح، ثم بعثتم من بعد موتكم، ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها.
قال: وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ حفنة من التراب في يده، ثم قال: (أنا أقول ذلك، أنت أحدهم)، وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه، فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤسهم وهو يتلو هؤلاء الآيات من يس {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)} إلى قوله: {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} حتى فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هؤلاء الآيات، ولم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابًا، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب.
فأتاهم آت فيمن لم يكن معهم، فقال: ما تنظرون ها هنا؟ قالوا: محمدًا، قال: خيبكم الله! قد والله خرج عليكم محمَّد، ثم ما ترك منكم رجلًا إلا
وضع على رأسه ترابًا، وانطلق لحاجته، أفما ترون ما بكم؟
قال: فوضع كل رجل منهم يده على رأسه، فإذا عليه تراب، ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيًّا بِبُرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائمًا، عليه برده. فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقام علي رضي الله عنه عن الفراش فقالوا: والله لقد كان صدقنا الذي حدثنا" (7).
3 - لجوء الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر إلى الغار
157 - من حديث محمَّد بن سيرين قال: ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه، فكأنهم فضلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما، قال: فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه، فقال: والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر، وليوم من أبي بكر، خير من آل عمر، لقد خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه، حتى فطن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: (يا أبا بكر ما لك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي؟)
فقال: يا رسول الله! أذكر الطلب فأمشي خلفك، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك، فقال: (يا أبا بكر، لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني)، قال: نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من ملمة إلا أن تكون لي دونك، فلما انتهيا إلى الغار، قال أبو بكر: مكانك يا رسول الله حتى استبرئ لك الغار، فدخل واستبرأ حتى إذا كان في أعلاه، ذكر أنه لم يستبرئ الحجرة، فقال: مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الحجرة، فدخل واستبرأ ثم قال: انزل يا رسول الله، فنزل فقال عمر: والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر" (8).
4 - نسج العنكبوت على باب الغار
158 - عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: في قوله تعالى {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} قال: تشاورت قريش ليله بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق -يريدون النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله -عَزَّ وَجَلَّ- نبيه على ذلك، فبات علي على فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة، وخرج النبي حتى لحق بالغار, وبات المشركون يحرسون عليًّا يحسبونه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فلما أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوه عليًّا رد الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل، خلط عليهم، فصعدوا في الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاث ليال" (9).
تعمية أبصار المشركين عن إبصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر في الغار:
159 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا.
فقال: (ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما) (10).
.................................................. ..............................................
(1) سورة الإسراء: 80.
(2) أخرجه الترمذي في سننه التفسير وفي سورة بني إسرائيل رقم: 3139 وقال حديث حسن صحيح، والحاكم في المستدرك: 3/ 3 وقال صحيح في الإسناد ووافقه الذهبي. وفي سنده قابوس بن أبي ظبيان لينه الحافظ في التقريب ومع ذلك صححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي.
(3) الحاكم في المستدرك: 3/ 5 وقال صحيح الإسناد والمتن ووافقه الذهبي وقال صحيح غريب.
(4) الصحابة: أريد المصحابة.
(5) الحديث صحيح انظر حديث رقم: 119.
(6) أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 4 وقال: هذ حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد رواه أبو داود الطيالسي وغيره عن أبي عوانة بزيادة ألفاظ، ووافقه الذهبي. وأخرجه أحمد كما في الفتح الرباني: 20/ 279.
(7) أخرجه ابن هشام في السيرة: 1/ 483 وإسناده رجاله ثقات وهو مرسل حسن، وأخرجه الطبري في تاريخه: 2/ 373، وأبو نعيم في الدلائل ص: 64، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، وله شاهد من حديث ابن عباس رقم: 155، 158، وبه يكون الحديث حسنًا.
(8) أخرجه الحاكم في المستدرك: 3/ 6 وقال: حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين لولا إرسال فيه لم يخرجاه ووافقه الذهبي، وقال: صحيح مرسل، والحافظ في الفتح: 7/ 237 عن دلائل النبوة للبيهقي من مرسل محمَّد بن سيرين وقال: وذكره أبو القاسم البصري من مرسل ابن أبي مليكة نحوه، وذكر ابن هشام من زياداته عن الحسن البصري بلاغًا نحوه.
(9) أخرجه أحمد في المسند: 1/ 348، عبد الرزاق في المصنف: 5/ 389، وذكره الحافظ في الفتح: 7/ 236 وقال سنده حسن، وحسن إسناده أيضًا ابن كثير في السيرة: 2/ 239، وقال: إسناد حسن وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار"، ورواه الطبراني مطولًا ذاكرًا تفاصيل الهجرة وإسناده مرسل، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وحديثه حسن، انظر مجمع الزوائد: 6/ 52 - 53، وزاد صاحب فتح القدير عزوه إلى: عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه وغيرهم، انظر فتح القدير: 2/ 304، وقد رواه عبد الرزاق: 5/ 389 متقطعًا عن مقسم وقتادة، ومرة موصولا عن عائشة، ورواه الطبري في التاريخ: 2/ 372، ويشهد له مرسل الحسن أخرجه أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر، وجاء من حديث أنس عند البزار، انظر كشف الأستار: 2/ 299، وابن سعد في الطبقات: 1/ 299، والبيهقي في الدلائل: 2/ 473، وبهذا يكون الحديث حسنًا.
(10) أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب مناقب المهاجرين وفضلهم منهم أبو بكر رقم: 3653، فتح الباري: 7/ 8، وفي مناقب الأنصار باب هجرة النبي رقم: 3917، فتح الباري: 7/ 255، مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أبي بكر الصديق: 2381.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس