((الذهاب لمزدلفة))

بعد أن غربت شمس عرفة نفر الحجيج لمزدلفة

كنت أظن أننا سنجلس ساعات طوال في الباص مثل ماحدث لنا عندما حججنا قديماً وكنت أوطن نفسي على ذلك

ولكني تفاجأت بأن الباص مشى ومشى سريعاً وماهي إلا دقائق لم تصل النصف ساعة إلا وقال المشرف بمكبر الصوت هيا وصلنا لمزدلفة نرجوا من الشباب المساعدة لنصب سياج للنساء

وماشاء الله على الجميع ماقصروا وتعاونوا وجهزوا لنا السياج وكان موقعنا بجانب حمامات أعزكم الله كثيرة

هذا غير الحمام الذي وضعوه داخل الخيمة لكبار السن

وفرشوا لنا لحافات النوم المتصلة بمخدة ووضعوا بطانية على كل لحاف

ثم جلسنا فيها ووزعوا لنا وجبات العشاء والمشروبات الساخنة والباردة

ووزعوا علينا حقيبة فيها غطاء للعين ومخدة صغيرة تنفخ بالهواء للرقبة وسدادة للأذن لمنع سماع الضجيج ونمنا بفضل الله نوم مريح وكأننا في رحلة درجة أولى

ثم صلينا الفجر وجلسنا ندعوا الله حتى أسفر الصبح



ثم انطلقنا متوجهين لمنى



وهذا هو اليوم الوحيد الذي تعبنا به أكثر شيء في التأخير في الوصول لإزدحام الباصات ووصلنا لمنى الساعة الحادية عشر صباحاً

وعندها جزى الله خيراً مشرفنا فقد نادى بمكبر الصوت وقال (( يامن حبستم في الباصات وحرمتم الراحة والنوم ....تذكروا نبيكم عليه الصلاة والسلام....وتذكروا قول الله تعالى((ذلك بانهم لايصيبهم ظما ولا نصب ولامخمصة في سبيل الله ولايطئون موطئا يغيظ الكفار ولاينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عمل صالح ان الله لايضيع اجر المحسنين
))

وكنّا نقضي وقت الإنتظار مابين قراءة للقرأن وذكر أو تأمل الحجاج الذي يتحملون التعب في الشمس ونحمد الله مانحن فيه من راحة ونعمة ومكيفات وبارد الشراب

وبصراحة الحملة ماقصرت عندما نكون في الباصات يتم تشغيل برامج توعوية عن الحج وفتاوى وأدعية وغيرها ويقوم المشرف بتوضيح ماسنفعله من خطوات في الحج بمعنى أنهم يشغلون وقتنا في مايفيدنا فبارك الله لهم وعليهم



ووصلنا بفضل الله لمنى وقد كان المنظر رااائع جدا وأرض منى يغطيها الحجيج في كل بقعة وكأنها سيول بشرية تمشي ولكن للأسف كان جوالي قد انتهى شحنه وأغلق ولم أستطع التصوير

ولكني بحثت في النت ووجدت صورة مشابهة تماماً للمنظر الذي أبهرني






وذهبنا لرمي جمرة العقبة





لم يكن الإزدحام شديد بل رمينا من أمام الحوض مباشرة





وقد كان لخدمات الشرطة والكشافة فضل كبير بعد الله في تنظيم الحج وكان مجهودهم كبير جداااااااااا في كل مكان فجزاهم الله الجنان






ثم ذهبنا لذبح الهدي من مكاتبها الخاصة



واثناء بحثنا عن مكتب الهدي وجدت هذا الكشك الخاص للإفتاء ولتعليم الحجاج والرد على إستفساراتهم ....(( الله يعز حكومتنا منبع الإسلام))



ثم توجهنا ليحلق زوجي إقتداء بسنة نبينا عليه الصلاة والسلام

فوجدنا في الطريق الحلاقين وكان مع زوجي موسه الخاص ليحلق



وعندما حان دور زوجي وبدأ يحلق له الحلاق فإذا برجل الكشافة يأخذ الموس من يد الحلاق ويقول لزوجي ممنوع الحلاقة هنا لابد من الذهاب لمحلات الحلاقة

فقلت لزوجي (هذه الإجراءات لسلامتكم فجزاهم الله خيراً )




حتى النت كان متواجد



ثم قضينا يوم العيد في سعادة ومرح وذكر ومسابقات وحلويات العيد

وأقاموا لنا إحتفال للعيد ثاني يوم وقدموا لنا بوفيه مفتوح يحوي أنواع الحلويات ووزعوا جوائز المسابقات القيمة التي أقاموها بيننا أيام العيد


وأكملنا رمي الجمرات بقية أيام التشريق

وأترككم مع هذه الصور المعبرة













وهناك الكثير ممن يستظلون تحت ظل السيارات الكبيرة فاللهم لك الحمد والشكر على ماأنعم به علينا



ثم في أخر يوم الحج وقد كنّا من المتأخرين توجهنا بعد صلاة الظهر لرمي الجمرات ثم التوجه لركوب الباصات إنطلاقاً للحرم لطواف الإفاضة والوداع




ووصلنا بفضل الله لبيت الله الحرام قبيل العصر




وصلينا العصر ثم بدأنا الطواف في الصحن




وطفنا ثلاثة أشواط وبدأ الإزدحام لدرجة كبيرة




ففضلنا صعود الدور الثاني للطواف براحة أكثر وسهولة






ثم صلينا المغرب وتوجهنا لجدة وكان بإنتظارنا سائقنا عند بداية مكة

أما اغلبية من كانوا معي فقد عادوا للباصات التي كانت بإنتظارهم وقدمت لهم وجبات العشاء والمشروبات ليعودا إلى بلادهم سالمين غانمين مقبولين بإذن الله









سبحان الله تعرفت في الحج على صحبة طيبة كنّا في تواصل والكل يتصل ليطمئن على سلامة وصول الأخرين لبيوتهم


وقد يسر الله لي في الحج مقابلة أخت لي في الله تعرفت عليها عن طريق النت منذ سنوات من منتدى أخر وكنت معها على تواصل بالهاتف دون اللقاء

والحمد لله شاء الله أن نلتقي في أطهر البقاع وفي أفضل الأيام فلله الحمد والشكر وعندما قابلتها بشرتني ببشارة وهي ان زوجها بفضل الله ثم بفضل أحد المشايخ الذي القى في مخيمهم محاضرة عن التدخين أشعلت في المتواجدين الهمم حتى كان زوجها ممن أعلن توبته لترك الدخان ورفع يديه إعلاناً عن التوبة

وكانت فرحتها كبيرة

وبالأمس فقط اتصلت لأطمئن عليها وسألتها عن زوجها وهل عاد للتدخين ...فقالت : لا ولله الحمد فهو مازال ثابتاً نسأل الله أن يثبته ويرفع عن كل مبتلى

اسأل الله أن يبلغ حج بيته الكريم كل من يتمنى ويمتع ناظريه برؤية بيته الكريم وأداء شعائر الحج الذي ليس لها مثيل ونسأل الله أن يبلغنا الحج مرات عديدة وأزمنة مديدة ولايحرمنا تلك المتعة

....اللهم آمين

أم جمانة

__________________