منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - شؤم المعصية واضرارها على الفرد والأمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-07-2004, 05:45 PM
  #12
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
كيف نتجنب المعصية :

بسم الله الرحمن الرحيم

خامسا: كيف نتجنب المعصية :

أخي الحبيب :

كيف نتجنب المعصية، أو ماذا عليك قبل أن تعصي الله عز وجل

..* عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في هذه الدنيا وحقارتها

وقلة وفائها وكثرة جفائها وخسة شركائها ، وسرعة انقضانها .

وتتفكر في أهلها وعشاقها وهم صرعى حولها ،

قد عذبتهم بأنواع العذاب ، وأذاقتهم مر الشراب ،

وأضحكتهم قليلا وأبكتهم كثيراً وطويلاً .


* عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في الآخرة ودوامها

وأنها هي الحياة الحقيقية وهي دار القرار ومحط الرحال ومنتهى السير.

* عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في النار وقوة توقدها واضطرامها

وبعد قعرها وشدة حرها وعظيم عذاب أهلها .. .

عليك أن تتفكر في أهلها وهم في الحميم على وجوههم يسحبون

وفي النار كالحطب يسجرون .

* عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في الجنة

وما أعد الله لأهل طاعته فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

من النعيم المفصل الكفيل بأعلى أنواع اللذة من المطاعم والمشارب والملابس والصور ،

والبهجة والسرور ، والتي لا يفرط فيها إلا إنسان محروم .


أخي الحبيب :قبل أن تعصي الله ، تذكر كم ستعيش في هذه الدنيا ،

ستين سنة ، ثمانين سنة، مائة سنة ، ألف سنة . ثم ماذا ؟

ثم مرت بعده جنات النعيم أو نار الجحيم والعياذ بالله .


أخي الحبيب : تيقن حق اليقين أن ملك الموت كما تعداك إلى

غيرك فهو في الطريق إليك وما هي إلا أعوام أو أيام أو لحظات

فتصبح وحيداً فريداً في قبرك لا أموال ولا أهل ولا أصحاب فتذكر

ظلمة القبر ووحدته ، وضيقه ووحشته ، وهول مطلعه وشدة ضغطته .

تذكر يوم القيامة يوم العرض على الله ،

عندما تمتلىء القلوب رعباً وعندما تتبرأ من بنيك وأمك وأبيك

وصاحبتك وأخيك ، تذكر تلك المواقف والأهوال ،


تذكر يوم توضع الموازين وتتطاير الصحف ، كم في كتابك من زلل

وكم في عملك من خلل ، تذكر إذا وقفت بين يدي الملك الحق المبين

الذي كنت تهرب منه ، ويدعوك فتصد عنه ، وقفت وبيدك صحيفة

لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها ، فبأي لسان تجيب الله حين يسألك عن عمرك

وشبابك وعملك ومالك ،

وبأي قدم تقف بين يديه ، وبأي عين تنظر إليه ،

وبأي قلب تجيب عليه عندما يقول لك عبدي :

استخففت بنظري إليك ، جعلتني أهون الناظرين إليك ،

ألم أحسن إليك ، ألم أنعم عليك ، فلماذا تعصني وأنا أنعم عليك . ؟!


أخي الحبيب : أفلا تصبر على طاعة الله هذه الأيام القليلة ،

وهذه اللحظات السريعة لتفوز بعد ذلك بالفوز العظيم وتتمتع بالنعيم العظيم.

وتتمتع بالنعيم المقيم .

أخي الحبيب : إن هناك أناساً اعتقدوا أنهم قد خلقوا عبثا وتركوا سدى ،

فكانت حياتهم لهوا ولعبا ، تعلوا أبصارهم الغشاوة ،

وفي آذانهم وقرٌ عن سماع الهدى ، بصائرهم مطموسة ،

وقلوبهم منكوشة ، أعينهم متحجرة وأفئدتهم معمية ،

تجد في مجالسهم كل شيء إلا القرآن وذكر الله .

هربوا من الله وهم عبيده وبين يديه وفي قبضته ، دعاهم فلم يستجيبوا له

واستجابوا لنداء الشيطان ولرغباتهم وأهوائهم . . .

فيا عجباً من هؤلاء ! ، كيف يلبون دعوة الشيطان ويتركون دعوة الرحمن !

أين ذهبت عقولهم. . . ؟ !

( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )

ما الذي فعله الله بهم حتى عصوه ولم يطيعوه ؟ !

ألم يخلقهم ألم يرزقهم ألم يعافهم في أموالهم وأجسامهم ؟

! أغر هؤلاء حلم الحليم ؟ ! أغرهم كرم الكريم ؟ !

ألم يخافوا أن يأتيهم الموت وهم على المعاصي عاكفون ؟ !

( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) .

فأحذر أخي الحبيب كل الحذر أن تكون من هؤلاء ! وترفع بنفسك عنهم

واعمل لما خلقت له فانك والله قد خلقت لأمر عظيم . قال تعالى .. :

( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )

قد هيأوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

خل الذنوب صغيرها و كبيرها ذاك التقى

و اصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

أخي الحبيب : .يا من تعصي الله ! ! عد إلى ربك واتق النار ،

اتق السعير ، إن أمامك أهوالاً وصعابا ، إن أمامك نعيماً أو عذاباً ،

إن أمامك ثعابين وحيات وأموراً هائلات ، والله الذي لا إله إلا

هو لن تنفعك الضحكات ، لن تنفعك الأغاني والمسلسلات

والأمور التافهات ، لن ،لم تنفعك الصحف والمجلات ،

لن ينفعك الأهل والأولاد ، لن ينفعك الإخوان والأصحاب ،

لن تنفعك إلا الحسنات والأعمال الصالحات .


أخي الحبيب : والله ما كتبت لك هذا الكلام إلا لخوفي على هذا الوجه الأبيض

أن يصبح مسوداً يوم القيامة ، وعلى هذا الوجه المنير أن يصبح مظلاً ،

وعلى هذا الجسد الطري أن يلتهب بنار جهنم ، فبادر وفقك الله إلى

إعتاق نفسك من النار ، وأعلنها توبة صادقة من الآن وتأكد أنك

لن تندم على ذلك أبدأ ، بل إنك سوف تسعد بإذن الله ،

وإياك إياك من التردد أو التأخر في ذلك

فإني والله لك ناصح وعليك مشفق .
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129