منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - سؤال لو سمحتم؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2005, 03:43 PM
  #4
سليل الجد
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Aug 2004
المشاركات: 1,498
سليل الجد غير متصل  
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

موضوعي الذي أطرحه هذا..موضوع يمس كل فتاة مسلمة..مؤمنة..تتعبد لله بجنانها..وأركانها.

وقد ندبت السنة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأفعاله على رؤية الخاطب للمخطوبة الرؤية الشرعية حتى يكون بها القبول أو الإنصراف.

ولكن ما يحدث في العقود الأخيرة ترينا كيف إنحرف الناس عن جادة الصواب وانجرفوا نحو المحظورات والمحرمات والموبقات تحت مظلة الحلال والسنة بزعمهم.

فالمعلوم أن الرجل الخاطب له أن ينظر لمخطوبته النظرة الشرعية..ويرى منها شيئان فقط لا ثالث لهما..الوجه..والكفان..فقط..فإن مجمع جمال المرأة هو وجهها..وعلامة إمتلاء جسدها من كفيها..أما ما عدا ذلك فهو إسراف وانحراف عن الحق.

فلا يجوز للمرأة أن تظهر وقد لبست القصير..أو الضيق..أو الشفاف..أو أن تضع الأصباغ أو ما أشبه..لتقنع الرجل بجمالها الأخاذ أو قوامها الملفوف وعطرها النفاذ..لا..لا يجوز..لا يحل لها أن تفعل ذلك..لأنه رجل أجنبي..ولأنها امرأة أجنبية..ليس بينهما إلا النظرة الشرعية فحسب ثم تمضي المرأة لحالها ويكون لها وله الخيار في القبول أو الرفض بعد هذه النظرة.

إن المرأة التي تتكشف لهذا الخاطب بهذه الصورة المزرية..ليست على هدى..بل هي في غي..وفي ضلال..وفي جهل وغفلة..لأن الرجل الذي تقدم لهذه المرأة..إنما يريد زوجة..عفيفة..شريفة..وليس يطلب عشيقة متبذلة..نعم..فإن الرجل المسلم..المؤمن..السوي..العاقل..حين يرى المرأة التي تقدم لها قد لبست واكتحلت وتزينت وتعطرت وتبرجت لتملأ عينه كما تفعل الزوجة لزوجها.. ليأنف ويسخط على هذا الوضع ويعلم تمام العلم أن هذه المرأة ليست بغيته..وليست طلبه..إن أراد له الزوجة الصالحة التقية النقية..لأن الصالحة التقية النقية لا تلبس هذه الثياب ولا تكتحل..ولا تتعطر..ولا تتبرج وإنما تأتي بأدبها وخلقها وإسلامها وحجابها..فتشمخ كالجبل..تأتي تمشي الهوينا ولكنها عزيزة..تأتي بالحياء العذري ولكن تحفها الملائكة والنور الرباني..ينظر إلى وجهها فيرى أنوار الإيمان والتقوى تشرق منه..وينظر لكفيها فيرى أثر الوضوء والطهارة والعفة والصحة..فيسأل الله من فضله ويعلم أنها هي الزوجة..وهي الأم الصالحة الفالحة التي يفتخر أن تكون أما لأبنائه وبناته.

أما تلك التي تقبل..وقد تبرجت..وتفرنجت..وتصبغت وسدت كل عيب بها بأداة..فإن الرجل المسلم التقي حين يراها بعين الإسلام..وبالمعيار الديني..والمقياس الرباني..يراها قد أقبلت تحفها الشياطين..تقوم معها حيثما قامت..تجلس معها حيثما جلست..ويعلم أن المرأة التي إرتضت أن يراها أجنبي بهذا التبرج بحجة أنه خاطب..والتي أباحت لرجل أن يرى منها ما لا يجوز رؤيته وليس بينها وبينه أي عقد أو رابط..ليست بأهل ان تكون زوجة..وليست ذات دين ولا خلق..لأن الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات..والخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات.

ولننظر..ولنعد إلى عهود سلفنا الصالح نستقي منها صفحات وضاءة تنير لنا هذه القلوب وتبصرنا بهذه الدروب.

أتي رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره أنه قد عزم أن يتقدم لإمرأة من الأنصار..فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان قد نظر إليها..فأجاب الرجل بالنفي.
فقال عليه الصلاة والسلام (إذهب فانظر إليها..فإن في أعين الأنصار شيء)..أي أن الأنصار صغار العيون.
فذهب الرجل وطرق الباب فاستقبله أهل الدار فأخبرهم بطلبه وبأمر الرسول صلى الله عليه وسلم له بالنظر إلى إبنتهم..ولكم كانت أنفس سلفنا زكية غيورة..فحين سمعا النبأ من الرجل..كره الأب والأم أن ينظر إلى إبنتهم لأنهم قوم أهل غيرة وأهل حياة قلوب وإباء وأنفة..فلما كاد الرجل ينصرف..تحرك الوازع الإيماني في قلب الفتاة من وراء الخدر فقالت بصوت يملؤه الحياء العذري والخلق الإسلامي (يا هذا..إني أسائلك بالله..إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرك بهذا..فاكشف الغطاء وانظر..وإن لم يكن قد قال لك..فإني أحرج عليك).
فتقدم الرجل..وكشف الغطاء ونظر للمرأة فخطبها وتزوجها..فكانت دارهما من أسعد دور المدينة ببركة الإمتثال لأمر الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

قصة أخرى..أدرجها..وهي تتعلق بالفاروق عمر بن الخطاب..رضي الله عنه وأرضاه
كان للإمام علي بن أبي طالب وزوجه فاطمة الزهراء رضوان الله عليهما إبنة هي أم كلثوم..فتقدم لها عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطلبها من أبيها..فلما تقدم لينظرها..حاول كشف الثوب عن إبهام قدمها..تخيلوا..!!!..مجرد إبهام القدم.. وقد تحجبت من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها..وهي في التاسعة..فماذا كان رد فعل الطاهرة بنت الطاهرة..؟..أأوجست من الفاروق خيفة..أو جاملته على حساب دينها وعفافها وحيائها..؟..هل بكت..؟..لا والله..وما يكون لأمثالها إلا الشموخ بالحجاب والإعتزاز به والإستعانة بالله..فماذا فعلت..؟..ما إن لامست أنامل الفاروق الثوب ليكشف فقط عن إبهام قدمها حتى عاجلته أم كلثوم بصفعة على وجهه دوى لها المكان..فما كان من عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلا أن مسح وجهه فرحا مسرورا بهذا الخلق وهذا الدين وهذا الإباء والإعتزاز بالحجاب قائلا (رضيت..رضيت..رضيت)..أي رضي بها.. فطلبها فكانت له زوجة.
وليس غريبا على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم..فمن هي أم كلثوم..؟..من أمها..؟..من أبوها..؟..بل من جدها..؟..أليست أم كلثوم..إبنة الزهراء..؟..أليست أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب..؟..أليست حفيدة سيد الخلق عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام..؟

إنها النفس يا قوم..فإن قومها المرء على هذا الدين..إستقامت..وبوركت..وظهرت فضائلها..وسمت خصالها.

إذا..فالمخطوبة حري بها أن ترضي الله أولا..وأن تراقبه في كل عمل تعمله مهما كان..فالمرأة المسلمة لا تنسى الله في فرح..أو ترح..فإذا أتاها الخاطب فلتخرج إليه وينظر إلى وجهها وكفيها..فإن رأت منه التذمر أو عدم الرضا إلا بالزيادة أو التنازل فلا تنظر إليه ولتعلم أنما هو رجل سوء وإلا فإن الرجل الصالح لا يستمرئ النظر إلا فيما أجاز الله له..ووالله الذي لا إله إلا هو لبقاء المرأة في بيتها بلا زواج خير لها من الزواج برجل سوء..(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)..فأيما إمرأة إتقت الله فسيرزقها الله من عنده فضلا وبرا وزوجا صالحا تقيا.

فيا أيتها المخطوبة..إتقي الله..فقبل أن تمكني الخاطب من الرؤية الشرعية..إستعلمي عنه..عن دينه وعن خلقه قبل كل شيء..وسلي عما بدا لك فيما بعد..فإن رأيت فيه الدين والخلق والكفاءة ورضيت به زوجا وتقبلته..فلينظر..ولكن لينظر لما أجاز الله..وإياك إياك والزلل..فإن للشيطان أبوابا..وللمعاصي أسبابا..فلا تتخذي هوى نفسك والشيطان من دون الله أربابا.

ولقد رأيتم أحبتي..أخواني وأخواتي..هذا الإنزلاق الذي وقعت فيه الكثير من جماهير الأمة منذ عقود..بحجة الخطوبة..فلان خطيب فلانة..وفلانة خطيبة فلان..يخرج معها ليشاهدوا الشقة.يخرج معها لشراء الشبكة..!!!..يخرج معها ليقزقزوا لب على النيل..!!!..يخرج معها..ويخرج معها..ويخرج معها..!!!

وهذا واقع عند الكثير في أمتنا الإسلامية للأسف..وكل هذا بسبب التدرج الشنيع الوضيع للشيطان في خطواته حتى وصل الأمر لخروج الخاطب (((الأجنبي))) مع مخطوبته (((الأجنبية)))..!!!

من هو الخاطب..؟!

من هي المخطوبة..؟!

كلاهما اجنبي عن الآخر..حتى في أبسط الأمور..فكيف أجاز هؤلاء لأنفسهم هذه المصائب والرزايا..؟!

إنني أتمنى..من كل فتاة تقرأ هذه الأسطر أن تراعي الله في نفسها وتتذكر أن الفضل بيد الله..والرزق بيد الله..والعطاء بيد الله..والمنع بيد الله..ووالله لو كانت أجمل النساء وأعرقهن نسبا وأغناهن مالا..وحرمت الدين والحياء..فوالله لن يتقدم لها إلا أسوأ الرجال وأرداهم وأرزاهم وأسفلهم خلقا وأدناهم..صاحب المطامع والأهواء..الذي لا يصلح أن يكون زوجا على أي حال..واما تلك المرأة المتدينة الملتزمة..ذات الحياء والخلق القويم..المتحجبة..المتعففة..المعتزة بعلوها بالإسلام..وسموها بالإيمان..ليعلم الرجال الصالحون أنها هي التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدنيا متاع..وخير متاعها الزوجة (((الصالحة))))..فلله هذه المرأة وأمثالها..ولتبشر..فإنها بخير..وفي خير..وعلى خير..فكفاها من الدنيا أن الله عز وجل على عرشه تبارك وتعالى ينظر إليها نظرة الرضا..فهنيئا للتقية..النقية..هذه المنزلة..وهذه الرضاء الرباني..والمنهج النوراني.

لا زلت أقول وأكرر..أن الإسلام هو الحل..وأننا إن أردنا لأنفسنا ولأزواجنا وأبنائنا وبناتنا ومجتمعاتنا وأمتنا بأكملها حياة الهدى والتقى والنظافة والطهارة والعزة والإباء والسمو..فلنقيم كل أمورنا بميزان الشريعة والدين..نرضى بما رضيه الله عز وجل لنا..ونسخط على ما يسخط الله عز وجل..فإنه متى ما أرضينا الباري تبارك وتقدس..في كل أمورنا كنا في الدارين من الفائزين..وإن كنا دون ذلك..كان حالنا كغيرنا من الظالمين والفسقة الهالكين..نعوذ بالله من حالهم ومآلهم.

وأسأل الله لي ولكم أخواني وأخواتي..الثبات على الحق..والعزيمة على الرشد..والبر والتقوى..والعون على ما يحبه ربنا ويرضى..

كما أود أن تنشروها تعميما للفائدة..فإن هذا من التعاون على البر..سائلا الله لكم الأجر والمثوبة من عنده وأن يرزقكم صدق القول والإخلاص في العمل.

والحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقووووووووووول
أخوكم

سليل الجد
__________________