منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - برود زوجتي ومشاكلها، ما الحل؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-01-2019, 08:12 AM
  #6
أبو أسامة
رئيس الهيئة الشرعية
تاريخ التسجيل: Jul 2004
المشاركات: 987
أبو أسامة غير متصل  
رد: برود زوجتي ومشاكلها، ما ال

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسأل الله تعالى أن يجمع بينكما في خير ويؤلف بين قلبيكما، ويرزقكما الذرية الصالحة.

ههنا نصيحة مهمة يخل بها كثير من الأزواج حديثي الزواج، وهي:
الإسراع في تصحيح أخطاء الزوجة، وتعويدها على الحياة الجديدة في الأيام الأولى، ذلك أنها أتت من بيئة مختلفة، وتعودت على حياة معينة، وحينما تزوجت، فهي تتقبل التغير الجذري في الحياة، فإن تركتها لتمارس حياتها كما تشاء، دون معرفة بالحياة الجديدة ومتطلباتها فسيصبح التغير فيما بعد صعبا.
إذا عودتها في بداية الزواج أنك تغسل ملابسك بنفسك من باب الرأفة بها، دون حاجة حقيقية لذلك، فلا تطلب منها بعد سنة كاملة أن تغسل ملابسك، وإذا عودتها على الأكل من المطعم، فسيكون الطبخ عليها حملاً ثقيلاً فيما بعد، ولو كانت تعرف الطبخ، وإذا عودتها على الجماع مرة واحدة في الأسبوع أو الشهر، فإنك إذا زدت عن هذا العدد فستعتبره فيما بعد شيئا زائدا عن الواجب عليها.
وفي المقابل إذا عودتها على أي تصرف إيجابي منها نحوك مثل العناية بلبسك وكيه، أو أن يكون الطعام جاهزا في الوقت الفلاني، فإنها بعد أن تتعود على هذه العادات ستعتبر الإخلال بها خطأ منها.
أرجو أن تكون الرسالة الأولى وصلت.
فإن كانت لك كما تريد، فكن أنت لها أيضا كما تريد هي.
واجعلها تربط بين الفعل الحسن والنتيجة الحسنة، فإن قدمت لك خيرا، فقدم لها أنت خيرا، ولو كلمة شكر، أو قبلة تشعرها بامتنانك.
الأمر الآخر: في حالتك أرى من المهم بعد مصارحتها وعدم تجاوبها، أن تتواصل بشكل مباشر مع والدتها، وأن تجلس معها لوحدكما، وتخبرها بالمشكلة أو تلمح لها على الأقل، وإن احتجت فلوّح أن الحال إن استمر على هذا فإن الزواج لن يستمر.
كثيرًا ما تكون الأم سببا في إصلاح ابنتها، وهي تشعر أن أي خلل من ابنتها خلل منها هي، لذا ستسارع وهي الأعقل إلى إصلاح ما تستطيع.
فإن وجدت الأم غير متجاوبة، فاتجه للأب.
فإن كان هو كذلك فعليكما السلام.
ولا تنتظر النتائج المباشرة أو السريعة، فإن إصلاح الطباع ليس دواء تتناوله فترى التحسن مباشرا، ولكنه تدريجي بطيء، بل يمر أحيانًا بحالات انتكاسة، فإن رأيتها تحاول وتجاهد نفسها، فلا تيأس، وشجعها للمواصلة، حتى لو شعرت أن كسلت وفترت، أو انتكست إلى طبعها الأول.
فإن الطبع غلاب كما يقولون، لكنه ممكن التغيير.
ما بالك بشخص تعود عشر سنين أو خمسة عشر عامًا تزيد أو تنقص على طبع معين، وتريده أن يتغير في يوم أو يومين، أو شهر أو شهرين، الأمر يحتاج إلى صبر ومصابرة.
واعلم أن المرأة كالشجرة، تسقيها فتظلك، وكالمصرف تضع فيه من الخلق الحسن والتعامل الطيب فتأخذ منه متى شئت مثله بالمقابل، لكن النتائج عادة تكون متأخرة.
واجعل قدوتك في التعامل مع زوجتك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والجأ إلى ربك سبحانه، وابتهل إليه أن يصلح ما بينكما ويحببكما لبعضكما، وقل: ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا، واجعله دعاء لك في كل صلاة قدر استطاعاتك، وسترى النتائج المبهرة، فإن القلوب بيد خالقها سبحانه، ليست بيد البشر.
أصلح الله ما بينكما، وأصلح شأنكما.
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا


مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.

مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.
رد مع اقتباس