منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - التفسير الميسر لكتاب الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2016, 10:32 AM
  #400
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: قراءة يومية في التفسير الميسر لكتاب الله

اللقاء التاسع والعشرون بعد المائة الثالثة من قراءتنا لكتاب التفسير الميسر
من الآية 176 الى الآية 207 من سورة الشعراء
(كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180)
كذَّب أصحاب الأرض ذات الشجر الملتف رسولهم شعيبًا في رسالته , فكانوا بهذا مكذِّبين لجميع الرسالات. إذ قال لهم شعيب: ألا تخشون عقاب الله على شرككم ومعاصيكم؟ إني مرسَل إليكم مِنَ الله لهدايتكم , حفيظ على ما أوحى الله به إليَّ من الرسالة, فخافوا عقاب الله, واتبعوا ما دعوتكم إليه مِن هداية الله؛ لترشدوا, وما أطلب منكم على دعائي لكم إلى الإيمان بالله أيَّ جزاء , ما جزائي إلا على رب العالمين.
(أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ (183)
قال لهم شعيب- وقد كانوا يُنْقِصون الكيل والميزان-: أتـمُّوا الكيل للناس وافيًا لهم , ولا تكونوا ممن يُنْقِصون الناس حقوقهم, وَزِنوا بالميزان العدل المستقيم , ولا تنقصوا الناس شيئًا مِن حقوقهم في كيل أو وزن أو غير ذلك , ولا تكثروا في الأرض الفساد , بالشرك والقتل والنهب وتخويف الناس وارتكاب المعاصي.
(وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأوَّلِينَ (184)
واحذروا عقوبة الله الذي خلقكم وخلق الأمم المتقدمة عليكم.
(قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَمَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)
قالوا: إنما أنت- يا شعيب- مِنَ الذين أصابهم السحر إصابة شديدة , فذهب بعقولهم , وما أنت إلا واحد مثلنا في البشرية , فكيف تختص دوننا بالرسالة؟ وإن أكبر ظننا أنك من الكاذبين فيما تدَّعيه من الرسالة. فإن كنت صادقًا في دعوى النبوة , فادع الله أن يسقط علينا قطع عذاب من السماء تستأصلنا.
(قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188)
قال لهم شعيب: ربي أعلم بما تعملونه مِنَ الشرك والمعاصي , وبما تستوجبونه من العقاب.
(فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189)
فاستمَرُّوا على تكذيبه , فأصابهم الحر الشديد , وصاروا يبحثون عن ملاذ يستظلون به , فأظلتهم سحابة , وجدوا لها بردًا ونسيمًا , فلما اجتمعوا تحتها , التهبت عليهم نارًا فأحرقتهم , فكان هلاكهم جميعًا في يوم شديد الهول.
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190)
إن في ذلك العقاب الذي نـزل بهم , لَدلالة واضحة على قدرة الله في مؤاخذة المكذبين , وعبرة لمن يعتبر , وما كان أكثرهم مؤمنين متعظين بذلك.
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)
وإن ربك - أيها الرسول - لهو العزيز في نقمته ممن انتقم منه من أعدائه , الرحيم بعباده الموحدين.
(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)
وإن هذا القرآن الذي ذُكِرَتْ فيه هذه القصص الصادقة , لَمنـزَّل مِن خالق الخلق, ومالك الأمر كله , نـزل به جبريل الأمين, فتلاه عليك - أيها الرسول - حتى وعيته بقلبك حفظًا وفهمًا؛ لتكون مِن رسل الله الذين يخوِّفون قومهم عقاب الله , فتنذر بهذا التنـزيل الإنس والجن أجمعين. نـزل به جبريل عليك بلغة عربية واضحة المعنى , ظاهرة الدلالة , فيما يحتاجون إليه في إصلاح شؤون دينهم ودنياهم.
(وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأوَّلِينَ (196)
وإنَّ ذِكْرَ هذا القرآن لَمثبتٌ في كتب الأنبياء السابقين, قد بَشَّرَتْ به وصَدَّقَتْه.
(أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)
أولم يَكْفِ هؤلاء- في الدلالة على أنك رسول الله, وأن القرآن حق- عِلْمُ علماء بني إسرائيل صحة ذلك , ومَن آمن منهم كعبد الله بن سلام؟
(وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الألِيمَ (201)
ولو نَزَّلنا القرآن على بعض الذين لا يتكلمون بالعربية, فقرأه على كفار قريش قراءة عربية صحيحة, لكفروا به أيضًا , وانتحلوا لجحودهم عذرًا. كذلك أدخلنا في قلوب المجرمين جحود القرآن , وصار متمكنًا فيها؛ وذلك بسبب ظلمهم وإجرامهم , فلا سبيل إلى أن يتغيروا عمَّا هم عليه من إنكار القرآن , حتى يعاينوا العذاب الشديد الذي وُعِدوا به.
(فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203)
فينـزل بهم العذاب فجأة , وهم لا يعلمون قبل ذلك بمجيئه, فيقولون عند مفاجأتهم به تحسُّرًا على ما فاتهم من الإيمان: هل نحن مُمْهَلون مُؤخَّرون؛ لنتوب إلى الله مِن شركنا , ونستدرك ما فاتنا؟
(أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204)
أَغَرَّ هؤلاء إمهالي , فيستعجلون نـزول العذاب عليهم من السماء؟
(أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)
أفعلمت - أيها الرسول - إن مَتَّعناهم بالحياة سنين طويلة بتأخير آجالهم , ثم نـزل بهم العذاب الموعود؟
(مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)
ما أغنى عنهم تمتعهم بطول العمر , وطيب العيش , إذا لم يتوبوا من شركهم؟ فعذاب الله واقع بهم عاجلا أم آجلا.

__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس