منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - مامعنى حديث " اذا غلب ماء الرجل ماء المرأة
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2007, 02:49 PM
  #7
الوليد
المدير العام
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 10,815
الوليد غير متصل  
وهذه اجتهادات من علماء السلف تحتاج إلى مزيد من الدراسة والبحث وعرضها على نتائج البحوث المعاصرة حيث تهيأ في هذا الزمان من الوسائل والأجهزة ما لم يكن في الماضـي، ويكفي أنهم وضعوا لبنات في توجيه الأحاديث وأصاب عدد منهم كبد الحقيقة كما سيأتي. وقد بينت بشيء من التفصيل الطرق المساعدة التي يرى الأطباء أنها ترجح جنس المولود في كتابي "اختيار جنس الجنين" دراسة فقهية طبية طبع ونشر دار الأسدي بمكة المكرمة .

أما المعاصرون فقد فسروا الحديث بعدة تفسيرات، ومن أبرزها:

الأول: إذا علا مني الرجل مني المرأة: أي جاء فوقه. وبالطبع لا يأتي شيء فوق شيء إلا إذا كان هذا الشيء موجوداً قبل، وهذا يعني أن المرأة تصل إلى ذروتها فيأتي سـائله المنوي بعد إفـرازات المرأة ويأتي فوقه، وفي هذه الحالة يأتي المولود ذكراً بإذن الله.

وأما إذا علا مني المرأة مني الرجل أي إذا وصلت المرأة ذروتها وقذفت بالسوائل في المهبل بعد أن يقذف الرجل سائله المنوي في مهبلها وتأتي إفرازاتها على سائل الرجل المنوي فإن المولود يكون أنثى حيث يصل الرجل أولاً ثم المرأة ووصول المرأة لذروتها بعد الرجل يساعد على إنجاب البنات(1).

فهذا التفسير يقوم على الوصول للشهوة وإنزال الماء قبل الآخر، وأنه سبب لتحديد جنس الجنين.

لكن هناك من الأطباء من عكس النتيجة حيث قال: "إن جنس الجنين يتوقف على أي من الزوجين ينزل أولا، فإذا ما أنزل الرجل أولاً كان المولود ذكراً بإذن الله تعالى، وإذا ما أنزلت المرأة أولا كان المولود أنثى بإذن الله تعالى، وقد أرجعوا هذا إلى أن التفاعل الكيميائي لماء المرأة يختلف عن تفاعل ماء الرجل وأن النطف المذكرة يختلف تفاعلها عن النطف المؤنثـة، فإذا اختـلف التفاعل داخل المهبل نتيجة مَنْ مِن الزوجين ينزل أولاً اختلف نشـاط النطف فسـبق الذكران أو سـبق الإناث، والله تعالى أعلم "(1).

الثاني: السبق يأتي بمعنى الغلبة، كما قاله القرطبي لقوله تعالى: ) وما نحن بمسبوقين أي مغلوبين(2).

فالسبق في حديث الشبه هو سبق غلبة فمن المعلوم أن الحوين يحمل في جيناته صفات وراثية سائدة (غالبة) أو متنحية (مغلوبة) وكذلك تحمل البييضة في صبغياتها صفات وراثية سائدة (غالبة) أو متنحية (مغلوبة) فلو حدث أن لقح حوين يحمل صفات غالبة بييضة تحمل صفات مغلوبة لأتى الولد شِبْهَ أبيه، والعكس، وبذلك يكون السبق الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم هو غلبة حوين الرجل بص فاته القاهرة الغالبة أو غلبة بييضة المرأة بصفاتها القاهرة الغالبة أو السائدة فيأتي الولد شبه أمه، فالحديث إذاً يتعلق بالشبه ولم يذكر الأنوثة والذكورة.

أما الحديث الآخر: "فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكر بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنث بإذن الله …".

الحوينات المنوية في الرجل نصفها يحمل الصبغي المذكر (y ) والنصف الآخر يحمل الصبغي المؤنث (x ) أما بييضة المرأة فلا تحمل إلا الصبغي المؤنث (x ) وحده، فإذا تلقحت البييضة بحوين يحمل الصبغي المذكر (y ) أصبح في النطفة الأمشاج الصبغيان الجنسيان (x) و ( y ) وكان الجنين ذكراً، وأما إذا تلقحت البييضة بحوين يحمل الصبغي المؤنث ( x) أصبح في النطفة الأمشاج الصبغيان (x ) و (x) المتماثلان وكان الجنين أنثى.

فالحاصل أن العلو هاهنا باعتبار وصول الخلية المنوية الذكرية (y ) والذي يتأثر بالوسط الكيميائي في المهبل فإذا غلب ووصل للبييضة قهرها وأذعنت لها البييضة وكان المولود ذكراً، وأما إذا وصلت الخلية الأنثوية القوية فإن البييضة يعلو كعبها وتنتصر لبنات جنسها وتفرض على الحوين الذي أتاها من ذكر غلبتها، وهو أن يكون الجنين أنثى بإذن الله، وبذلك يعلو ماء المرأة وتفرض بييضتها على الجنين جنسها