منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2018, 12:26 PM
  #28
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

المبحث الثامن: ما أصاب المهاجرين من حمى المدينة
180 - من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "قدمنا المدينة وهي وبيئة، فاشتكى أبو بكر، واشتكى بلال، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شكوى أصحابه قال: (اللهم حبب إلينا المدينة، كما حببت مكة أو أشد وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وحول حماها إلى الجحفة) (1).
181 - من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وعك أبو بكر وبلال، قالت: فدخلت عليهما، فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ قالت: فكان أبو بكر رضي الله عنه إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئ مصبح في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بواد وحولي أذخر وجليل
وهل أردن يومًا مياه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل
قالت عائشة فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها،فاجعلها بالجحفة).
وفي رواية للبخاري: "أن بلالًا قال بعد شعره "اللهم العن شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا، وانقل حماها إلى الجحفة). قالت: وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله، قالت: فكان بطحان يجري نجلا، تعني ماء آجنًا" (2).
182 - من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة، حتى قامت بهيعة وهي الجحفة، فأولت أن وباء المدينة نقل إليها) (3).
مرض عائشة بالحمى:
183 - من حديث البراء عن أبي بكر رضي الله عنهما قال البراء: "فدخلت مع أبي بكر على أهله فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمى، فرأيت أباها يقبل خدها، وقال: كيف أنت يا بنية" (4).
المبحث التاسع: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
قال السهيلي: "آخى بين أصحابه ليذهب عنهم وحشة الغربة، ويتأنسوا من مفارقة الأهل والعشيرة، ويشد بعضهم أزر بعض، فلما عز الإِسلام واجتمع الشمل وذهبت الوحشة أبطل المواريث، وجعل المؤمنين كلهم إخوة، وأنزل {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} يعني في التوادد وشمول الدعوة، واختلفوا في ابتدائها: فقيل بعد الهجرة بخمسة أشهر، وقيل: بتسعة، وقيل: وهو يبني المسجد" (5).
184 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: "قد حالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين قريش والأنصار في داري" (6).
185 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - على كل بطن عقوله ثم كتب (أنه لا يحل لمسلم أن يتولى مولى رجل مسلم بغير إذنه) ثم أخبرت أنه لعن في صحيفته من فعل ذلك (7).
186 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كتب كتابًا بين المهاجرين والأنصار أن يعقلوا معاقلهم، وأن يفدوا عانيهم بالمعروف، والإصلاح بين المسلمين" (8).
187 - عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} قال: ورثة {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} قال: كان المهاجرون لما قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ورث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه، للأخوة التي آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهم، فلما نزلت {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} نسخت. ثم قال: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} إلا النصر والرفادة والنّصيحة -وقد ذهب الميراث- ويوصي له" (9).
188 - من حديث أنس رضي الله عنه: قال: (قالت المهاجرون: يا رسول الله ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن بذلًا من كثير، ولا أحسن مواساة في قليل، قد كفونا المؤنة وأشركونا في المهنأ، فقد خشينا أن يذهبوا بالأجر كله، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كلا ما أثنيتم عليهم به، ودعوتم الله -عَزَّ وَجَلَّ- لهم) (10).
189 - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قالت الأنصار: اقسم بيننا وبينهم النخيل، قال: (لا). قال: يكفوننا المئونة، ويشركوننا في الثمر، قالوا: سمعنا وأطعنا" (11).
190 - من حديث أنس رضي الله عنه قال: "قدم عبد الرحمن بن عوف فآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله، فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلني على السوق، فربح شيئًا من أقط وسمن، فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أيام وعليه وضر من صفرة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (مهيم يا عبد الرحمن؟) قال: يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار، قال: (فما سقت فيها؟) فقال: وزن نواة من ذهب. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أولم ولو بشاة) " (12). مهيم : كلمة استفهام تعني ما شأنك أو ما وراءك
191 - من حديث أنس قال: "آخى النبي بين أبي عبيدة وبين أبي طلحة" (13).
192 - "آخى النبي سلمان وأبي الدرداء" من حديث أبي جحيفة (14).
193 - ومن حديث الزبير بن العوام قال: أنزل الله - عَزَّ وَجَلَّ - فينا خاصة معشر قريش والأنصار {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} وذلك أنا معشر قريش لما قدمنا المدينة قدمنا ولا أموال لنا، فوجدنا الأنصار نعم الإخوان، فواخيناهم، ووارثناهم، فآخى أبو بكر رضي الله عنه خارجة بن زيد، وآخى عمر رضي الله عنه فلانًا، وآخى عثمان بن عفان رضي الله عنه رجلًا من بني زريق بن سعد الزرقي، ويقول بعض الناس غيره، قال الزبير رضي الله عنه: وآخيت أنا كعب بن مالك، فجئته فابتعلته، فوجدت السلاح قد ثقله فيما يرى فوالله، يا بني لو مات يومئذ عن الدنيا ما ورثه غيري، حتى أنزل الله تعالى هذه الآية فينا معشر قريش والأنصار خاصة فرجعنا إلى مواريثنا" (15).
.................................................. ..............
(1) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب مقدم النبي وأصحابه المدينة رقم: 3926 فتح الباري: 7/ 262 وفي الدعوات باب الدعاء برفع الوباء والوجع، وفي فضائل المدينة باب حدثنا مسدد عن يحيى عن عبد الله بن عمر، وفي المرض باب عيادة النساء الرجال، وباب من دعا برفع الوباء والحمى، ومسلم في صحيحه الحج باب الترغيب في سكنى المدينة رقم: 1376، والفتح الرباني: 21/ 12 - 13.
(2) أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب حدثنا مسدد عن يحيى عن عبيد الله بن عمر رقم: 1889 وانظر التعليق السابق.
(3) أخرجه البخاري في كتاب التعبير باب إذا رأى أنه أخرج الشيء من كوة وأسكنها موضعًا آخر، وباب المرأة السوداء: 12/ 425 - 426، رقم 7038، 7039، 7040، والترمذي كتاب الرؤيا باب ما جاء في رؤيا النبي الميزان والدلو رقم: 2290: وقال حسن صحيح غريب، وابن ماجه في التعبير باب تعبير الرؤيا رقم: 3924.
(4) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب هجرة النبي وأصحابه رقم: 3918 فتح الباري: 7/ 255.
(5) فتح الباري: 7/ 270.
(6) أخرجه البخاري في كتاب الكفالة، باب قوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} رقم: 2294، وجاء أيضًا بأرقام: 6083، 7340، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب مؤاخاة النبي بين أصحابه رقم: 2528.
(7) أخرجه مسلم في كتاب العتق باب تحريم تولي العتيق غير مواليه رقم: 1507، النسائي في القسامة باب صفة شبه العمد: 8/ 52، أحمد في المسند:3/ 321، 349،342.
* معاقلهم: المعاقل: الديات، العاني: الأسير، عقوله: العقول: الديات، والهاء ضمير البطن.
(8) أخرجه أحمد في المسند: 1/ 271، 2/ 204، الفتح الرباني: 21/ 10، وقال الساعاتي: لم أقف عليه لغير الإِمام أحمد وسنده صحيح، وأورده الحافظ في تاريخه وقال: تفرد به أحمد، السيرة ابن كثير: 2/ 320 قلت: فيه حجاج بن أرطأة صدوق كثير الخطأ يدلس فالحديث إذن ليس كما قال الشيخ الساعاتي وإنما هو يشاهده عن جابر حسن. وأحاديث عمرو بن شعيب جلها حسنة إذا صح الإسناد إليه.
(9) أخرجه البخاري الكفالة باب قوله تعالى {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} رقم: 2292 وأرقام: 4580، 6747.
(10) أخرجه أحمد في المسند: 3/ 204 وهو من ثلاثياته وسنده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه الترمذي في صفة القيامة برقم: 2487، وأبو داود في الأدب باب في شكر المعروف: 4812، والبيهقي في السنن: 6/ 183، وقال الترمذي حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
(11) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب إخاء النبي بين المهاجرين والأنصار رقم: 3782.
(12) أخرجه البخاري في منافب الأنصار باب إخاء النبي بين المهاجرين والأنصار رقم: 3781، وباب كيف آخى النبي بين أصحابه رقم: 3937، مسلم النكاح رقم: 1427، أبو داود في النكاح باب قلة المهر: 2109، الترمذي في البر والصلة باب ما جاء في مواساة الأخ: 1934، والنسائي في النكاح باب الهدية لمن عرس: 6/ 137، والبيهقي في السنن: 7/ 236، 237، وعبد الرزاق: 10410، وابن ماجة في النكاح باب الوليمة: 1907، والدرامي: 2/ 143 والحميدي: 1218. أحمد في المسند: 3/ 152، 3/ 190، 204، 271، وقد جاء من حديث إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده عند البخاري رقم: 3780 باب إخاء النبي بين المهاجرين والأنصار.
(13) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب مؤخاة النبي بين أصحابه رقم: 2528 - وأحمد في المسند: 3/ 152، وأبو يعلى: 3320.
(14) أخرجه البخاري في الصوم باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع رقم: 1968، وفي الأدب باب صنع الطعام والتكلف للضيف: 6139، والترمذي في الزهد باب أعط كل ذي حق حقه: 2415، وأبو يعلى: 898.
(15) تفسير ابن كثير: 3/ 468 في سورة الأحزاب آية: 6 عن ابن أبي حاتم بسنده إلى الزبير وإسناده حسن.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس