منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - هل شكوكي في زوجي في محلها
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-2019, 11:45 AM
  #10
أبو أسامة
رئيس الهيئة الشرعية
تاريخ التسجيل: Jul 2004
المشاركات: 987
أبو أسامة غير متصل  
رد: هل شكوكي في زوجي في محلها

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة:
لا شك أن ما حصل من زوجك مؤلم جدًا لمن هي في حالتك، فهو يعيش معك تحت سقف واحد، وهو أب لأبنائك.
وما حصل معه لم يحصل بين يوم وليلة، ولكنه حصل بعد تمهيد لم تنتبهي له، وهو صحبة هذه المجموعة غير الجيدة، ولا شك أن المعصية تكبر في عين صاحبها إذا كان بعيدا عن أهلها، وتصغر في عينه إذا كان في بئية متلوثة بالبلاء.
ومن حقك عليه ألا يأتيك برائحة لا تحبينها، فلو شم فيك رائحة الطبخ، ربما غضب منك، وهي رائحة من أجله هو، فما بالك لو شم فيك رائحة عرق مثلا، أو شم فيك رائحة دخان أعاذنا الله وإياك وذرياتنا من ذلك، والله تعالى يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف...).
وقد اطلعت على رأي بعض المشاركين هنا ورأيهم في ألا تكوني سيفا صلتا فوق رأسه، وهذا الكلام صحيح من جانب، لكن ليس على إطلاقه.
فأنت زوجته وحبيبته وخليلته، فإذا كان صديقه وصاحبه له عليه حق النصح، فما بالك بزوجته، ومن حق المسلم على المسلم النصيحة.
كما أنك وأي امرأة عاقلة لو رأت زوجها يشاهد مشاهد محرمة ومقاطع مخلة سوف تتضايقين، وكلاهما معصية، إلا أن إحداهما يتدخل فيها جانب العاطفة والغيرة، والآخر لا يدخل فيه هذا الجانب.
بل لو علمت أنه مقبل على الزواج بأخرى وهو حلال لغضبت، وبعض النساء تعتبره خيانة لها رغم أنه حلال، وربما تسلطت على زوجها وتعاملت معه بالتضييق وغيره، فما بالك بالحرام.

ورأيي الشخصي، أن تتعاملي معه بشعرة معاوية، لأنك إن تركته وما يفعل، سوف يتساهل في الأمر، ولا يشعر بالذنب مما يجعله يتمادى، ويلقي بمشاعرك عرض الحائط، وأيضًا لا تتجسسي عليه، وقفي في منطقة الشك، ولا تصارحيه أنك تعلمين بما يفعل، لئلا يستسهل الأمر، ويقول: ما دامت عرفت فسآخذ راحتي، فابقي في الوسط، وأشعريه بتضايقك من الرائحة، وإن لم يكن بإلحاح، وأسلوب استفزازي، ولكن يحرص على دخول المنزل برائحة طيبة، وكذلك لا يشعرْ بثقتك الكاملة في بُعده عن المعصية، وإنما يشعر بتقديرك لشخصه، وأنك واثقة من عقله ومعرفته لمصلحة نفسه ومصلحة ذريته.
ولا تنسي أن مشكلته من صحبته، فمتى ما تخلص منهم فهو في الغالب سيتخلص من هذا البلاء، فإذا وجدت فرصة لتخلصه منهم بسفر أو بصحبة جديدة أو غير ذلك فستكونين قد كسبت زوجك إن شاء الله.

أما مسألة أن تشعريه أنك تعرفين، ولا تبالين، وهو حر في تصرفاته يدخن أو يشيش أو يتناول المسكرات أو المخدرات، وهو رجل كبير وعاقل لا ينبغي أن ننصحه أو نساعده في التخلص من مشكلته، فهذا كلام غير صحيح، بل كثيرًا ما كان الأزواج يثنون على زوجاتهم أنهن كنَ خير مساعد لهم على الطاعة والصلاة وصلاة الفجر، والبعد عن المحرمات وغير ذلك، حتى لو كان يتضايق من إيقاظها لها للصلاة، إلا أنه في قرارة نفسه وحينما يتغير إى الأحسن يشعر بالامتنان والحب والشكر لمن ساعده على تخطي مشكلته.

أسأل الله أن يهديه، ويجنبه الصحبة السيئة، وأن يجعل حياتكما سعيدة، ويصلح ذريتكما
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا


مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.

مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أسامة ; 22-05-2019 الساعة 11:48 AM
رد مع اقتباس