منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - المغرب اصالة وعراقة
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2017, 06:50 PM
  #102
Neat Man
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية Neat Man
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 4,683
Neat Man غير متصل  
رد: المغرب اصالة وعراقة

لماذا السياحة للمغرب!؟

الحديث عن المغرب ذو شجون، حينما أريد أن أتحدث عن فكرة ما تتعلق بالمغرب تتقافز المواضيع والعناوين والأفكار والجماليات عن هذا البلد كل منها تريد أن تنال سبق القصب في طرحها، فتتنازل كل تلك الأفكار فتضيع فإذهب إلى تصفح المنتدى، والآن حتى حينما تتصارع تلك الأفكار سوف أطردها عن مكانها وأبقي واحدة، وأقول لكل الأفكار صفن طابور واللي يتأخر ماراح يدخل وعليه أن يأتي بوقتٍ آخر.

المغرب هذا البلد الذي لم يكتشفه العالم بعد! هذا البلد الذي لايزالُ بِكراً في ريعان شبابه، هذا البلد الذي يملك كل مقومات الجمال ويمر عليه العابرون دون أن يتوقفوا، هذا البلد الذي يضج بالذهب، ليس المعدن بكل كل شيء فيه شيءٌ من ذهب.

المغرب يملك حضارة ينطق بها ترابه الاحمر، تنطق به مآذنه الشاهقة والعريضة، تنطق به أصالته وتاريخه وعمرانه الشاهدة على كينونته، المغرب أسثتناء، إذا كانت الصين أو اليابان أو إيران أو تركيا أو روسيا أو الهند يتغنون بحضاراتهم فنحن العرب نتغنى بحضارة المغرب، نعم بحضارة المغرب!؟ قد يسأل أحدهم لماذا كل تلك الفتنة! أجيبكم هنا:

كثير من الدول لاتملك طابعها العام المتثل في ثقافته، الثقافة هي كل مايدل على هوية وخصوصية المجتمع من فنون كالرسم والديكور والبناء والفن والأدوات والأناشيد والمأكولات واللباس وغير ذلك، تلمسها ولا تجد لها مثيل في العالم، ومن هنا يأتي الانبهار والتذوق بالجماليات، وكثير من الدول تتشابه في أدواتها الثقافية وتتشارك في نوعية الفن والملابس، وقد تكون ليست بذلك الغناء الكبير في الأرث والتنوع الثقافي كما هو الحال لبعض دول وسط أفريقيا السمراء أو تكون هذه الدولة حديثة ولا تتكئ على خلفية كبيرة من الحضارة والثقافة العميقة كما هو الحال للدول الجديدة مثل استراليا كندا نيوزلندا سنغافورة.
في الحالة الأولى المتمثلة في غياب العمق الثقافي الظاهر للسطح كما هو الحال في دول أفريقيا السمراء (كمثال) كان السبب يتمثل في أن المرء كان ولازال يبحث عن قوت يومه مشغولٌ في البحث عن رزق يكفيه حاجته وحاجة ابناءه، أما في الحالة الثانية لأن تلك الدول جديدة وجميع سكانها قادمون أو هاربون من أماكن أخرى فلا أرث فني وثقافي حقيقي لهم، بخلاف دول مثل الصين، اليابان، تركيا، إيران، الهند وغيرها، مما نجد الطابع والعمق الثقافي المميز لتلك الدول ظاهراً وبقوة في مختلف شؤون حياتهم.

المغرب يعكس حضارة ساحرة وباهرة، لم يتعرف عليه العالم بعد، ولهذا أسباب سنتطرق لها إن شاء الله فيما بعد، المغرب يملك بنية تحتية عظيمة لأن يكون من أكبر وأعظم بلدان العالم استقطاباً للسياح بل وإبهاراً لهم، فهذا البلد في كل شأن له ميزته التي لاتشابهه فيها غيره من البلدان، وهنا سأختصر كثيراً ولن أتطرق بالتفصيل، إنما سأمر مرور الكرام على بعض المظاهر التي تنبه الإنسان المغربي قبل غيره عن تلك الكنوز العظيمة التي لايشعر بها فضلاً عن غيره.

سأنطلق من فن العمارة المغربية العميق والذي أولفت فيه كتب كبيرة، إذ أن المبنى المغربي له طابع خاص لايشابهه طابع، صحيح أن الأثر الإندلسي واضح في العمارة ولكنه يبقى علامة كبيرة تدلنا على هوية المغرب في العمران، البيت المغربي لابد أن يكون مزخرفاً زخرفة جمالية لاتملك إلا أن تتأمل تفاصيلها وتنبهر في ذلك الإبداع المزين، البيت المغربي ليس للسكن، وليس عبارة عن طوبة وسقف، بل فنون متنوعة عليه منذ مئات السنين، الأثاث المغربي سواء كان ذلك مجلساً أو طاولات أو غيرها، كذلك اللبس المغربي الخاص سواء الخاص في الرجال أو في النساء، المساجد والمنارات الشاهقة والعريضة والتي تسمى عندهم بـ(الصومعة) والزخارف والرسومات والألوان التي تكتسيها، وهكذا في الأواني المنزلية ونوعيتها والطاجين الذي يطبخ فيه والأباريق المميزة والجميلة وكذلك الأكواب ومافيها من ألوان ورسومات ونقوش، والطعام المغربي المشهور وأكلاته المتعددة والتي يتميز فيها هذا الشعب سواء الطعام المالح أو الحلو والفن باعداده، المغرب غنيٌ بمدنه التاريخيه العتيقة في مقدمتها فاس العريقة وماتحتضنه من آثار تاريخية عملاقة وماتملكه من أقدم جامعة في العالم المتمثلة في جامعة القروويين لاتعكس إلا عن ثقافة وحضارة ضاربة في الأعماق، فضلاً عن المدن العريقة الأخرى مثل مكناس وسلا وطنجة ومراكش وغيرها.
التضاريس البيئية في المغرب خلابة وساحرة ومتنوعة وتستطيع الوصول إليها بسهولة كون المغرب لايعتبر بلداً ذو مساحة جغرافية كبيرة إلا أن التنوع البيئي والطبيعي هائل وكبير، فهو يمتد على شريط ساحلي كبير في شماله وغربي، وهو يحمل صحراء شاسعة في جنوبه وجنوبه الغربي، وهو يملك طبيعة خلابة مبهرة في شماله ووسطه، كما أنه في فصل الشتاء تتساقط عليه الثلوج في أفران أو بعض جبال الأطلس بالقرب من مراكش.
أدوات النظافة المميزة في المغرب لاتعكس إلا أن هذا الشعب يحرص على نظافة البدن من خلال الصناعات الطبيعية المخلتفة من الصابون المغربي أو الزيوت سواء زيت الزيتون أو زيت الأرجان، بالإضافة إلى فكرة الحمامات والتي يتجه الناس إليها كل أسبوع للنظافة والاستحمام العميق، وهذا بدوره ينعكس على حياة الإنسان المغربي واهتمامه بالنظافة سواء في بيته أو خارجه.
وأهم من هذا كله هو الفرد المغربي ذلك الذي عادة مايكون منفتحاً لكل إنسان معطاء كريماً مضيافاً، سليم الصدر نقي السريرة، خالي الحقد والحسد، تعرف وتدرك ذلكَ من أول مصافحة له، ومن جرب كثير من الشعوب في العالم وتعامل مع الإنسان المغربي يدرك ما أقوله، ولا ننزه المغربي عن الخطأ أو سوء النية، فليسوا سواء، ولكننا نتحدث هنا بشكلٍ عام، وإلا هم مازالوا بشراً وتعتريهم مايعتري الناس كلهم من حالات بشرية مختلفة.
المغرب كان مسرحاً للتاريخ وللأحداث سواء التاريخ القديم أو الحديث من خلال الغزوات القديمة والحروب بين القبائل والمذاهب التي تبنتها القيادات في تلك الفترة أو الاستعمارات الحديثة من قبل الفرنسيين أو الأسبانيين أو الهولنديين.
والمغرب حوى كثير من العلماء والعلم والفنون المخلتفة والأسماء الرنانة العظيمة التي لازالن نستشهد في آثارها وأقوالها وحكمها وأشعارها.
ولاشك بأن هجرة كثير من المسلمين وعودتهم من الأندلس إلى المغرب أضفى طابعاً جميلاً على هذا البلد وعزز الفن والإبداع فيه، خصوصاً في عصر المرابطين ودور يوسف بن تاشفين فيها، وهذا العصر الذي كان له دور كبير في دفع المغرب للأمام وتعزيز هذه الثقافة والحضارة التي نستمتع في جماليتها هذا اليوم.

هذه كانت إلماحة سريعة وإن كان يعتريها التقصير بلقطة عن المغرب وجمالياته، وسوف أكتب لاحقاً عن أسباب ضعف الإقبال السياحي على المغرب من قبل العالم، ولماذا كثير من الناس في العالم لايعرف جماليات هذا البلد، بل حتى من أقرب الناس إليه وهم العرب فضلاً عن غيرهم، سأحاول تلمس ذلك قريباً، والنقاش معكم حوله، وبالله التوفيق.
__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..
رد مع اقتباس