منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - لا أنجب إلا البنات
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2010, 12:32 AM
  #7
المقنع التميمي
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 75
المقنع التميمي غير متصل  

قال ابن العربي في أحكام القرآن:

الآية الثامنة قوله تعالى : { لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير } . فيها أربع مسائل : المسألة الأولى : في المراد بالآية : قال علماؤنا : قوله { يهب لمن يشاء إناثا } يعني لوطا كان له بنات ولم يكن له ابن ويهب لمن يشاء الذكور إبراهيم كان له بنون ولم تكن له بنت . [ ص: 80 ] وقوله : { أو يزوجهم ذكرانا وإناثا } يعني آدم ، كانت حواء تلد له في كل بطن ولدين توأمين ذكرا وأنثى ; فيزوج الذكر من هذا البطن من الأنثى من هذا البطن الآخر ، حتى أحكم الله التحريم في شرع نوح عليه السلام . وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم كان له ذكور وإناث ، من الأولاد : القاسم ، والطيب ، والطاهر ، وعبد الله ; وزينب ، وأم كلثوم ، ورقية ، وفاطمة ; وكلهم من خديجة رضي الله عنها وإبراهيم وهو من مارية القبطية .

وكذلك قسم الله الخلق من لدن آدم إلى زماننا إلى أن تقوم الساعة على هذا التقدير المحدود بحكمته البالغة ومشيئته النافذة ، ليبقى النسل ، ويتمادى الخلق ، وينفذ الوعد ، ويحق الأمر ، وتعمر الدنيا ، وتأخذ الجنة والنار ما يملأ كل واحدة منهما ويبقى ; ففي الحديث : { إن النار لن تمتلئ حتى يضع الجبار فيها قدمه ، فتقول قط قط وأما الجنة فتبقى فينشئ الله لها خلقا آخر } . المسألة الثانية : إن الله لعموم قدرته وشديد قوته يخلق الخلق ابتداء من غير شيء ، وبعظيم لطفه وبالغ حكمته يخلق شيئا من شيء لا عن حاجة ، فإنه قدوس عن الحاجات ، سلام عن الآفات ، كما قال القدوس السلام ، فخلق آدم من الأرض ، وخلق حواء من آدم ، وخلق النشأة من بينهما منهما ، مرتبا عن الوطء كائنا عن الحمل ، موجودا في الجنين بالوضع ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : { إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة أذكرا ، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل أنثا } .

وكذلك في الصحيح أيضا { إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أشبه الولد أعمامه ، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أشبه الولد أخواله } .

وقد بينا تحقيق ذلك في شرح الحديث بما لبابه أنها أربعة أحوال : ذكر يشبه أعمامه . أنثى تشبه أخوالها . ذكر يشبه أخواله . أنثى تشبه أعمامها . وذلك في الجميع بين ظاهر التعالج أن معنى قوله صلى الله عليه وسلم : سبق : خرج من قبل ، ومعنى علا كثر ، فإذا خرج ماء الرجل من قبل وخرج ماء المرأة بعده وكان أقل منه كان الولد ذكرا [ ص: 81 ] بحكم سبق ماء الرجل ، ويشبه أعمامه بحكم كثرة مائه أيضا وإن خرج ماء المرأة من قبل وخرج ماء الرجل بعده وكان أقل من مائها كان الولد أنثى بحكم سبق ماء المرأة ، ويشبه أحوالها لأن ماءها علا ماء الرجل وكاثره . وإن خرج ماء الرجل من قبل لكن لما خرج ماء المرأة كان أكثر جاء الولد ذكرا بحكم سبق ماء الرجل وأشبه أمه وأخواله بحكم علو ماء المرأة وكثرته . وإن خرج ماء المرأة من قبل لكن لما خرج ماء الرجل من بعد ذلك كان أكثر وأعلى كان الولد أنثى بحكم سبق ماء المرأة ، ويشبه أباه وأعمامه بحكم غلبة ماء الذكر وعلوه وكثرته على ماء المرأة . فسبحان الخلاق العظيم
انتهى كلامه رحمه الله


سؤال:
ما تفسير الحديث الشريف للرسول عليه الصلاة والسلام إذا غلب ماء الرجل المرأة يكون الطفل ذكراً إلى آخر الحديث؟ وهل يعني هذا إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة يعني المولود يشبه أباه أو أمه أو يكون مذكر أو مؤنث؟


لحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد

وأما ما ذكرتَه فهو جزءٌ من حديث رواه البخاري ـ واللفظ له ـ ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ بِقُدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهْوَ فِي أَرْضٍ يَخْتَرِفُ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَال:َ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ، فَمَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ وَمَا يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ؟ قَالَ:" أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا قَالَ ...أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ نَزَعَتْ"، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ... الحديث.

وفي رواية عند مسلم عن ثوبان رضي الله عنه مرفوعاً :" مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلَا مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللَّهِ وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ آنَثَا بِإِذْنِ اللَّهِ".

وفي رواية عند مسلم عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً:" ِذَا عَلَا مَاؤُهَا مَاءَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ الْوَلَدُ أَخْوَالَهُ وَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَهَا أَشْبَهَ أَعْمَامَهُ"، وفي رواية عنده أيضاً عن أم سلمة رضي الله عنها، قال صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ مَاءَ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ وَمَاءَ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ فَمِنْ أَيِّهِمَا عَلَا أَوْ سَبَقَ يَكُونُ مِنْهُ الشَّبَهُ".

والمعنى ظاهر في أن الولد يكون شبهه من ذكورة أو أنوثة بمن علا ماؤه من الزوجين، فإن علا منيُّ الرجل كان الولد ذكراً، وإن علا منيُّ المرأة كان الولد أنثى بإذن الله، قال الإمام المناوي رحمه الله في فيض القدير: قوله: فبم يشبهها ولدها - يعنى إذا غلب ماء المرأة ماء الرجل أشبهها الولد، وكذلك إذا غلب ماء الرجل أشبهه الولد، ومن كان منه إنزال الماء عند الجماع أمكن منه إنزال الماء عند الاحتلام.اهـ

واختلف العلماء في المراد بالعلو: هل المراد بالعلو سبق الماء، أو المراد بالعلو كثرة الماء؟

قال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: قَالَ الْعُلَمَاء: يَجُوز أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْعُلُوِّ هُنَا السَّبْقُ، وَيَجُوز أَنْ يَكُون الْمُرَاد الْكَثْرَة وَالْقُوَّة، بِحَسَبِ كَثْرَة الشَّهْوَة .اهـ

وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: "والمراد بالعلو هنا السبق، لأن كل من سبق فقد علا شأنه فهو علو معنوي، وأما ما وقع عند مسلم من حديث ثوبان رفعه: "ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فَعَلا مَنِيُّ الرجل مَنِيَّ المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله". فهو مشكل من جهة أنه يلزم منه اقتران الشبه للأعمام إذا علا ماء الرجل ويكون ذكرا لا أنثى وعكسه، والمشاهد خلاف ذلك لأنه قد يكون ذكرا ويشبه أخواله لا أعمامه وعكسه، قال القرطبي: يتعين تأويل حديث ثوبان بأن المراد بالعلو السبق، قلت: والذي يظهر ما قدمته وهو تأويل العلو في حديث عائشة، وأما حديث ثوبان فيبقى العلو فيه على ظاهره فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث والعلو علامة الشبه فيرتفع الإشكال، وكأن المراد بالعلو الذي يكون سبب الشبه بحسب الكثرة بحيث يصير الآخر مغمورا فيه فبذلك يحصل الشبه، وينقسم ذلك ستة أقسام: الأول أن يسبق ماء الرجل ويكون أكثر فيحصل له الذكورة والشبه، والثاني عكسه، والثالث أن يسبق ماء الرجل ويكون ماء المرأة أكثر فتحصل الذكورة والشبه للمرأة، والرابع عكسه، والخامس أن يسبق ماء الرجل ويستويان فيذكر ولا يختص بشبه، والسادس عكسه، اهـ

وقد ذكر علماء الأحياء أن في الخلية البشرية 23 زوجا من الكرموسومات, زوج واحد هو الذي يحدد نوع الجنين , فالتركيبة الوراثية للرجل (الكروموسومات)هي xy , وأما التركيبة الوراثية للانثى فهي xx ,

ويحدث الإخصاب عند إلتقاء ماء الذكر (المني) مع ماء الانثى(البويضة),فإذا كان ماء الرجل يحمل الصفة y, كان المولود ذكرا بإذن الله(x +y), وأما إذا كان ماء الرجل يحمل الصفة x كان المولود أنثى بإذن الله (x + x), والله أعلم.



والخلاصة

معنى الحديث: أن الولد يكون شبهه من ذكورة أو أنوثة بمن علا ماؤه من الزوجين، فإن علا منيُّ الرجل كان الولد ذكراً، وإن علا منيُّ المرأة كان الولد أنثى بإذن الله، والله أعلم.



-وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: "والمراد بالعلو هنا السبق، لأن كل من سبق فقد علا شأنه --



-كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة أذكرا وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل آنثا " ، وكذلك في الصحيح أيضاً : " إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أشبه الولد أعمامه وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أشبه الولد أخواله ". -