منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - هنا تستقبل الأسئلة الخاصة بالأمراض الروماتيزمية ليجيب عليها الدكتور ضياء حسين
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-12-2008, 09:01 PM
  #25
د. ضياء حسين
استشاري الأمراض الروماتيزمية
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 42
د. ضياء حسين غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكسائي مشاهدة المشاركة
إحدى قريباتي تشتكي من الم بالركبة مما يسبب لها صعوبة في القيام

مع العلم أن عمرها قد جاوز الخمسين عاما

فهل هذا روماتزيوم وماهو العلاج؟ وشكرا لكم
قد يكون لديه مايسمى الخشونة وهو أكثر أنواع الروماتيزم شيوعاً لأنه يندر أن يخلو من الإصابة به شخص ممن تجاوز مرحلة منتصف العمر ويصبح مزمناً شائعاً في العقد السادس إلى العقد التاسع وخاصة البدينين والذي تظهر أعراضه عليهم بشكل مبكر نتيجة لما تحمله مفاصلهم من ثقل. وتقول إحدى الدراسات أن 97% من الذين تجاوزوا الستين من العمر مصابون بخشونة المفاصل إلى درجة يمكن معها رؤية آثار هذا فيما لو التقطت لمفاصلهم صور بأشعة إكس. ولكن لحسن الحظ توجد نسبة قليلة من بين هؤلاء تبلغ درجة إصابتهم من الشدة حدا يلاحظون معه أنهم مصابون بهذا المرض.
تنقسم خشونة المفاصل إلى قسمين أحدهما أولي وهو غير معروف السبب وتلعب الوراثة دوراً هاماً في ظهوره وتصاب عادة المفاصل الطرفية لليدين وقد تظهر عقد بارزة من في مفاصل أصابع اليدين عند السلاميات القاصية (الأخيرة) وتدعى بعقد هيبردن. والقسم الثاني والذي سأقتصر عليه في هذا المقال يدعى ثانوي وليس له سبب وراثي ولكن له عدة أسباب أذكر منها: تعرض المفصل للمرض أو زيادة الوزن أو حدوث كسر سابق بالمفصل.

إن حمل التأثير المتكرر يؤدي إلى قصور المفصل وهو ما يعتبر مسئولا عن الانتشار الكبير للمرض في مواضع معينة مثل الكتف والمرفق عند قاذف كرة القاعدة والمعروفة بالبيسبول ومفاصل اليد عند الملاكمين والركبة عند لاعبي كرة السلة وعند الذين يتطلب عملهم ثني الركبة. ويعتبر أكثر عند الرجال ويشكل خشونة المفاصل السبب المؤدي الى العجز في الدول المتطورة فهناك حوالي 100000 شخص في الولايات المتحدة غير قادرين على السير لوحدهم من السرير الى الحمام بسب هذا المرض في الركبة أو الورك. إن تقدم السن والاستخدام المتكرر للمفصل والبدانة من عوامل الخطر لهذا المرض. وفي أكثر الأحيان تكون الخشونة نتيجة لضعف العضلات الناتج عن قلة التمارين الرياضية أو لكثرة الاستعمال أو للعادات السيئة كمثل الانحناء عند المشي. ونجد في الواقع أن أكثر المشاكل المرتبطة بهذا المرض قد يكون مردها الى ظروف الكسل التي نحياها, فكم من الناس يفضلون عدم السير إن استطاعوا استعمال وسيلة نقل رغم قرب المكان المطلوب في أكثر الأحيان. ومن العوامل الأخرى نوع الأحذية وخصوصا لدى الإناث. فالمزج بين سوء تصميم الأحذية المستعملة وبين الوزن المفرط يخلق عدم توازن واختلال توزيع للثقل وهذا ما يسبب حدوث تغييرات في مفصل الركبة.

إن هناك تلازما بين البدانة وخشونة الركبة فقد وجد عند البدينين أن الخطر النسبي لحدوث خشونة الركبة في السنوات التالية يزداد بمعدل الضعفين عند الرجال وأكثر من ثلاثة أضعاف عند النساء. مما يشير الى أن زيادة الوزن هي أكثر العوامل مصادفة في خشونة الركبة حيث تؤدي زيادة الوزن للتأثير على الركبة أكثر من الورك أو عنق القدم. وتفرض البدانة إجهاداً إضافياً، ليس فقط نتيجة زيادة الوزن، ولكن بسبب عيوب الوضعية أيضاً، ذلك عندما يحمل البطن المتدلي Pendulous والفخذان المكنزتان الركبتين إجهاداً خارجياً سواء في أثناء الوقوف أو المشي. وإن زيادة الوزن كيلو غرام واحد عن الوزن المثالي يزيد من إحتمال الإصابة بخشونة الركب بنسبة 14-33% بحسب مكان الخشونة، فلنتخيل ما هي نسبة الإصابة بالخشونة عندما يتجاوز الوزن 10 كغ عن الوزن المثالي!!.

يمكن أن تعالج الخشونة بالمسكنات البسيطة ولكن لا نضيف الأدوية المضادة للإلتهاب الغير الستيرويدية ( (NSAID إلا إذا كان الألم مبرحاً سحابة النهار، أكثر منه عارضاً أو طارئاً، ولكن هناك بعض المرضى ينفرج ألمهم وتتحسن حركتهم بهذه الأدوية أكثر من المسكنات البسيطة حتى أولئك الذي يكون ألمهم عارضاً ولكن نظراً للتأثيرات الجانبية لهذه الأدوية المتوفرة حالياً في الأسواق لعلاج الروماتيزم وخاصة على الجهاز الهضمي والكلى فقد طور العلماء مركبات دوائية جديدة على درجة عالية من الكفاءة كالأدوية الغير الستيرويدية الفعالة المعروفة في تسكينها للآلام وفعلها المضاد للالتهاب ولكن تتميز عليها بقلة المضاعفات الجانبية. واستعمال هذه الأدوية أدى إلى تحسن نسبة كبيرة من المرضى من ناحية اختفاء التورم وانخفاض عدد الأجزاء المصابة. ويختلف اختيارها للمرضى باختلاف حالاتهم فالدواء الفعال في حالتك قد لا يكون مفيداً لصديقك والعكس لذلك يجب على الطبيب اختيار الدواء بناءً على عمر المريض ووضعه الصحي والمادي.

كما لاننسى دور الطب البديل الكبير في علاج الحالات التي لا تستجيب الى العلاجات التقليدية وبفضل الله عز وجل فقد أشرفت على شفاء بعض الحالات التي كانت تشكو من الآم لعدة سنوات وذلك من جلسة علاجية واحدة فقط.