منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - للسيدات /// اسباب الدوالي مع الشرح
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2004, 04:55 PM
  #3
بلوبيرد
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,722
بلوبيرد غير متصل  
ويؤدي الوقوف المطول إلى إلحاق الضرر بجدار الوريد وإلى زيادة الضغط داخل الأوردة السطحية حيث يمكن أن يصل إلى 90mmHg، بالإضافة إلى تأثيره على التحام الصمامات الوريدية وعلى حدوث توسع في الأوردة مما سينتج عنه انعكاس في تيار الدم وإصابة الأوردة تدريجيا بتوسعات دوالية.


العوامل البيئية والغذائية
اتجهت الأبحاث في السنوات الأخيرة نحو دور العوامل الغذائية والبيئية ودورها في إلحاق الأذى بأوردة الأطراف السفلى وذلك انطلاقا مما استنتجته غالبية الدراسات بأن نسبة إصابة سكان الدول الغنية الصناعية بمرض الدوالي تعادل من خمسة إلى عشرة أضعاف النسبة في الدول النامية، كما لاحظ الأطباء بأن الأشخاص الذين هجروا بلدانهم الفقيرة منذ الصغر وعاشوا بقية عمرهم في إحدى الدول الغربية قد ظهرت لديهم توسعات دوالية في أطرافهم السفلى بينما تكاد تكون الدوالي شبه معدومة في بلادهم الأصلية.
وكان الأطباء قد استنتجوا منذ سنوات عديدة بأن الدوالي تكثر لدى الأشخاص الذين لا يتناولون في غذائهم أليافا نباتية أو لا يحتوي طعامهم على نسبة كافية من فيتامين E. وأصبح من الأمور المعترف بها اليوم لدى جميع أخصائي الأوعية الدموية بأن فيتامين E يقوم بدور الحماية لجدران الأوردة ويوفر لها الوقاية من الإصابة بالدوالي.
ومن المعروف أن النظام الغذائي في الدول الغربية يفتقر لفيتامين هـ بينما إذا أخذنا الهند على سبيل المثال فإن نسبة الدوالي تكثر في الشمال بنسبة عالية مقارنة بسكان الجنوب ولم يجد الباحثون تعليلا لذلك باستثناء اختلاف طبيعة التغذية في شمال الهند والتي تقترب من نوعية غذاء الدول الصناعية أي أنها تحتوي على نسبة عالية من المواد السكرية والشحوم وتفتقر إلى الأغذية الغنية بفيتامين هـ .
وبالإضافة إلى الدور الذي يلعبه فيتامين هـ على مستوى تميع وتخثر الدم فإنه يلعب دورا جوهريا في حماية جدران الأوردة ومقاومة مفعول الجذور الحرة التي تنصب نحوها الأنظار منذ عدة سنوات على كونها عاملا مضرا في إصابة الأوردة بالدوالي.
ويكثر فيتامين هـ في الخضار الطازجة والفول والصويا وفي الزيوت النباتية والحبوب بشكل عام كالقمح والذرة والأرز بالإضافة إلى الأطعمة التي لا تحتوي على نسبة عالية من الدهون.
كما ويجدر التنويه بأن الأنظمة الغذائية التي تؤدي إلى الإمساك تلحق الضرر بأوردة الأطراف السفلى بصورة غير مباشرة وذلك لأن زيادة الضغط داخل البطن أثناء الإخراج تؤدي إلى الضغط على الصمامات الوريدية السطحية وأتلافها تدريجيا مما يؤدي مع الزمن إلى ارتداد تيار الدم الوريدي التي تكون نتيجته الحتمية الإصابة بالدوالي.
التعرض للحرارة
يؤدي التعرض المسرف لدرجة حرارة عالية إلى توسع أوردة الأطراف السفلى مما يسبب الإصابة بالدوالي. ولكن هذا لا يعني أن جميع سكان المناطق الاستوائية الذين يتعرضون لدرجة مرتفعة من حرارة الشمس خلال عدة شهور من السنة لديهم "دوالي" بل بالعكس من ذلك تماما نجد بأن الدوالي تفوق نسبتها في الدول الأوروبية مقارنة بالبرازيل على سبيل المثال مما يدل بوضوح على الأهمية التي تحتلها العوامل الغذائية والبيئية والعرقية.
وعندما نتحدث عن الحرارة، فهذا لا يقتصر فقط على حرارة الشمس وحدها بل يجب أن نركز على مصادر حرارية أخرى لا تقل ضررا بل وإن عدم معرفة عامة الناس بخطورتها يجعلها تلحق الضرر بأوردته على نار هادئة.
ويمكن تمييز مصادر الحرارة المساعدة على تكوين دوالي الأطراف السفلى على النحو التالي:
1- حرارة الشمس وخصوصا عند التعرض لها بإفراط وبشكل مطول على شواطئ البحر عندما يعرض الإنسان جسمه بأكمله لساعات طوال إلى أشعة الشمس فتؤدي إلى ظهور الدوالي وخصوصا البقع والخطوط والتوسعات الوريدية الشعرية، ولكن الاستلقاء على شاطئ البحر بعيدا عن الحرارة الكثيفة والذي يتخلله فترات متقاطعة من السباحة لا يعتبر عامل خطر على أوردة الأطراف السفلى بل إن السباحة في المياه المعتدلة بحد ذاتها تعد من الوسائل المفضلة للوقاية من الدوالي.
2- الحمامات الساخنة التي تزيد حرارتها على 37 درجة مئوية سواء أكانت في البيوت أو في النوادي الخاصة مثل الجاكوزي تؤدي إلى توسع الأوردة السطحية والإصابة بالدوالي، كما أن السونا تلحق الضرر أيضا وتسبب مع مرور الزمن بالإصابة بالدوالي.
3- بعض أنواع تدفئة المنازل : مثل التدفئة الأرضية تحت بلاط البيوت وتؤدي إلى ظهور الدوالي والشعور بثقل وأوجاع في الساقين نتيجة قصور الأوردة السطحية.
4- من العوامل السيئة للدورة الدموية في الأوردة يجب التنويه بأثر قيادة السيارة لمسافات طويلة أثناء البرد بينما تضرب مباشرة على السيقان والقدمين فمن المفضل أن يتوقف السائق قليلا من فترة إلى أخرى لتطليق ساقيه وتنشيط الدورة الدموية المحتقنة داخل الأوردة وأن يضع درجة مناسبة من التدفئة.
5- استعمال النساء للمراهم الساخنة على السيقان له مفعول سيئ على الأوردة ويؤدي إلى توسيعها وبالتالي للإصابة بالدوالي.


البدانة
تتميز أجسام البدناء عن غيرها من الأجسام بسماكة الطبقة الشحمية الواقعة مباشرة تحت الجلد وضعف العضلات وهذا ما يحرم الأوردة من الاستفادة من دور المضخة الذي تلعبه العضلات أثناء انقباضها، وكذلك فإن التكتلات الدهنية الكثيفة في منطقة البطن والفخذ تشكل عائقا أمام عودة الدم من الأطراف السفلى إلى القلب بسبب الضغط الذي تمارسه على الأوعية الدموية السطحية.
ويجب التنويه أيضا بأن استعمال البدناء لمشدات تضغيط باستمرار على الأوردة قد يشكل عائقا على تصريف الدم من الأطراف السفلى واحتباسه داخل الأوردة، وبأن البدناء يعانون أكثر من غيرهم من ظاهرة الإمساك. وكما هو معروف فإن الجهد الذي يبذله الإنسان أثناء عملية الإخراج يؤدي إلى زيادة الضغط داخل البطن مما يؤثر على الصمامات الفوهية للوريد الصافن الكبير وإصابتها بسلس أي إلى ارتداد الدم داخله وما له من مفعول سلبي على تكوين الدوالي.
وتساعد الشحوم لدى البدناء في زيادة درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى أنهم بطبيعة تركيب أجسامهم حساسون للبرد ويغطون أنفسهم بكثافة مما يزيد من حرارة الطبقة السطحية للجسم، وكما نعرف فإن الحرارة عدو للأوردة وضارة بجدرانها وصماماتها وتشكل عاملا مساعدا على تكوين وانتشار الدوالي.
يضاف إلى ذلك زيادة حجم كمية الدم داخل أوردة البدناء الناتجة عن زيادة الوزن وزيادة حجم الدورة الدموية بشكل عام مما يؤدي إلى حصول احتقان داخل الأوردة السطحية التي لا تستطيع تصريف الدم من الأطراف السفلى بسهولة، وظهور قصور وريدي و"دوالي".
تستنتج الدراسات بأن لدى 30% من النساء البدينات من مختلف الأعمار مصابات بالدوالي وهذه النسبة تعتبر ضئيلة مقارنة بالنسبة العامة للإصابة بالدوالي لدى مختلف الأجناس والأعمار.
لكن الأكثر أهمية لدى البدناء بشكل عام يكمن أولا في صعوبة تشخيص المرض نظرا لأن الدوالي مدفونة داخل طبقة شحمية سميكة، وثانيا في ارتفاع نسبة مضاعفات الدوالي لديهم وخصوصا التقرحات والجلطات الدموية.
فالبدانة تشكل عاملا خطرا ذا أهمية في تفاقم مرض الدوالي وزيادة نسبة الالتهابات والتقرحات الجلدية وكثرة التخثرات داخل الأوردة الداخلية والسطحية، ومن المعروف كذلك بأن الأوردة العميقة تحدث بنسبة عالية بعد إجراء عملية جراحية للمرضى البدناء.
أما علاج الدوالي عند البدناء فإنه يبدأ بعلاج البدانة قبل المس بالأوردة فالتجربة تثبت بأن العلاج الطبي وحده للبدين المصاب بالدوالي لا يجدي وأن المعالجة بالإبر لدوالي البدناء لا تعطي نتائج مشجعة، كما وأن خطر حدوث جلطة وريدية داخلية بعد عملية جراحية لاستئصال الوريد الصافن المصاب بالدوالي ليس نادرا، وإذا لم يخفف البدين من وزنه قبل وأثناء علاج الدوالي فإن التطور سيكون لا محالة نحو ظهور تقرحات والتهابات جلدية وحدوث جلطات دموية سطحية وداخلية وما يترتب عن ذلك من خطورة على مستقبل وحياة المريض.


الرياضة
ليست وحدها هي التي حملت النابغة اليوناني أبقراط إلى قاعات التدريب الرياضية في أثينا القديمة لدراسة ظاهرة الدوالي لدى اللاعبين اليونان. فلقد عرف الباحثون منذ أمد طويل بأن الرياضة تؤدي إلى حدوث تغييرات في الدورة الدموية وبشكل خاص داخل الأوردة السطحية للأطراف السفلى. إلا أنه لمن المستغرب أن نجد في عصر تحتل فيه الرياضة مركزا عريقا في حياة وتفكير الناس، قليلا من الدراسات العلمية الدقيقة حول هذا الموضوع. ولهذا السبب كانت هناك مبالغة في تقدير مدى إصابة الرياضيين بالدوالي.
من المؤكد أن تكوين جسم الإنسان الرياضي يختلف عن أجسام الآخرين حيث أن عضلاته متطورة بنسبة كبيرة وكذلك الدورة الدموية الجلدية بينما تكاد تنعدم لديه الطبقة الشحمية تحت الجلدية، ولهذه الأسباب فإن الأوردة السطحية لدى الرياضيين تبرز تحت الجلد مع تفرعاتها التي تظهر بوضوح ولكن رؤية هذه الأوردة البارزة لا تعني بصورة قاطعة أنها "دوالي".
ونتيجة لأبحاث أجريت مؤخرا لدراسة فسيولوجية سير الدم داخل أوردة الرياضيين تم التوصل إلى أنه ليس هناك تأثير سلبي للرياضة والتمارين على الدورة الدموية الوريدية ولكنها تتطلب تأقلما فائقا وجهدا كبيرا لمواصلة عملها خلال فترة الجهد حيث أن نسبة الدم التي تضخها عضلات الأطراف السفلى أثناء لعبة كرة القدم على سبيل المثال تتضاعف عشرين مرة مقارنة بالكمية التي تضخها أثناء الراحة، ويعتمد تأقلم الأوردة على نشاط أنسجة جدرانها وعلى سلامة الصمامات الوريدية واحتمالية وجود قصور في وظيفتها، ومن هذا المنطلق فإن التمارين الرياضية تلعب دورا إيجابيا وواقيا وذلك بتخفيض ضغط الدم في الجزء السفلي من الطرف حيث أنه من المعروف بان ضغط الدم يزداد بصورة كبيرة إن كان هناك سلس في الأوردة الثاقبة والسطحية نتيجة تلف الصمامات وتدميرها.
__________________