منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - التفسير الميسر لكتاب الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2016, 07:49 PM
  #357
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: قراءة يومية في التفسير الميسر لكتاب الله

اللقاء السابع والتسعون بعد المائة الثانية من قراءتنا لكتاب التفسير الميسر
من الآية 23 الى الآية 35 من سورة الحج
(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23)
إن الله تعالى يدخل أهل الإيمان والعمل الصالح جنات نعيمها دائم , تجري مِن تحت أشجارها الأنهار , يُزَيَّنون فيها بأساور الذهب وباللؤلؤ , ولباسهم المعتاد في الجنة الحرير رجالا ونساءً.
(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)
لقد هداهم الله في الدنيا إلى طيب القول: من كلمة التوحيد وحَمْد الله والثناء عليه , وفي الآخرة إلى حمده على حسن العاقبة, كما هداهم من قبل إلى طريق الإسلام المحمود الموصل إلى الجنة.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)
إن الذين كفروا بالله, وكذبوا بما جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم ، ويمنعون غيرهم من الدخول في دين الله , ويصدون رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في عام "الحديبية" عن المسجد الحرام, الذي جعلناه لجميع المؤمنين , سواء المقيم فيه والقادم إليه, لهم عذاب أليم موجع , ومن يرد في المسجد الحرام الميْلَ عن الحق ظلمًا فيَعْصِ الله فيه, نُذِقْه مِن عذاب أليم موجع.
(وَإِذْ بَوَّأْنَا لإبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)
واذكر- أيها النبي- إذ بَيَّنا لإبراهيم - عليه السلام- مكان البيت , وهيَّأناه له وقد كان غير معروف , وأمرناه ببنائه على تقوى من الله وتوحيده وتطهيره من الكفر والبدع والنجاسات؛ ليكون رحابًا للطائفين به, والقائمين المصلين عنده.
(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)
وأعلِمْ- يا إبراهيم- الناس بوجوب الحج عليهم يأتوك على مختلف أحوالهم مشاةً وركبانًا على كل ضامر من الإبل , وهو: (الخفيف اللحم من السَّيْر والأعمال لا من الـهُزال)، يأتين من كل طريق بعيد; ليحضروا منافع لهم من: مغفرة ذنوبهم , وثواب أداء نسكهم وطاعتهم , وتكَسُّبِهم في تجاراتهم , وغير ذلك؛ وليذكروا اسم الله على ذَبْح ما يتقربون به من الإبل والبقر والغنم في أيام معيَّنة هي: عاشر ذي الحجة وثلاثة أيام بعده; شكرًا لله على نعمه , وهم مأمورون أن يأكلوا مِن هذه الذبائح استحبابًا , ويُطعموا منها الفقير الذي اشتد فقره.
(ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)
ثم ليكمل الحجاج ما بقي عليهم من النُّسُك , بإحلالهم وخروجهم من إحرامهم , وذلك بإزالة ما تراكم مِن وسخ في أبدانهم , وقص أظفارهم , وحلق شعرهم , وليوفوا بما أوجبوه على أنفسهم من الحج والعمرة والهدايا , وليطوفوا بالبيت العتيق القديم , الذي أعتقه الله مِن تسلُّط الجبارين عليه , وهو الكعبة.
(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأنْعَامُ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30)
ذلك الذي أمر الله به مِن قضاء التفث والوفاء بالنذور والطواف بالبيت , هو ما أوجبه الله عليكم فعظِّموه , ومن يعظم حرمات الله , ومنها مناسكه بأدائها كاملة خالصة لله , فهو خير له في الدنيا والآخرة. وأحلَّ الله لكم أَكْلَ الأنعام إلا ما حرَّمه فيما يتلى عليكم في القرآن من الميتة وغيرها فاجتنبوه , وفي ذلك إبطال ما كانت العرب تحرِّمه من بعض الأنعام , وابتعِدوا عن القذارة التي هي الأوثان , وعن الكذب الذي هو الافتراء على الله.
(حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31)
مستقيمين لله على إخلاص العمل له , مقبلين عليه بعبادته وحده وإفراده بالطاعة , معرضين عما سواه بنبذ الشرك , فإنَّه من يشرك بالله شيئًا , فمثله- في بُعْده عن الهدى , وفي هلاكه وسقوطه من رفيع الإيمان الى حضيض الكفر , وتخطُّف الشياطين له من كل جانب- كمثل مَن سقط من السماء: فإما أن تخطفه الطير فتقطع أعضاءه , وإما أن تأخذه عاصفة شديدة من الريح , فتقذفه في مكان بعيد.
(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)
ذلك ما أمر الله به مِن توحيده وإخلاص العبادة له. ومن يمتثل أمر الله ويُعَظِّم معالم الدين، ومنها أعمال الحج وأماكنه , والذبائح التي تُذْبَح فيه , وذلك باستحسانها واستسمانها , فهذا التعظيم مِن أفعال أصحاب القلوب المتصفة بتقوى الله وخشيته.
(لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33)
لكم في هذه الهدايا منافع تنتفعون بها من الصوف واللبن والركوب , وغير ذلك مما لا يضرها إلى وقت ذبحها عند البيت العتيق , وهو الحرم كله.
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)
ولكل جماعة مؤمنة سلفت , جعلنا لها مناسك مِنَ الذبح وإراقة الدماء؛ وذلك ليذكروا اسم الله تعالى عند ذبح ما رزقهم مِن هذه الأنعام ويشكروا له. فإلهكم -أيها الناس- إله واحد هو الله فانقادوا لأمره وأمر رسوله. وبشِّر - أيها النبي- المتواضعين الخاضعين لربهم بخيرَي الدنيا والآخرة.
(الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)
هؤلاء المتواضعون الخاشعون مِن صفاتهم أنهم إذا ذُكِر الله وحده خافوا عقابه, وحَذِروا مخالفته , وإذا أصابهم بأس وشدة صبروا على ذلك مؤملين الثواب من الله عز وجل ، وأدَّوْا الصلاة تامة , وهم مع ذلك ينفقون مما رزقهم الله في الواجب عليهم مِن زكاة ونفقة عيال , ومَن وَجَبَتْ عليهم نفقته, وفي سبيل الله, والنفقات المستحبة.

__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس