منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - هنا تستقبل الأسئلة والاستفسارات الشرعية ليجيب عليها فضيلة الشيخ سعد بن مطر العتيبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2008, 10:53 PM
  #41
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي
عضو هيئة التدريس بقسم السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 70
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماء القمر مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




> > دروس في الحب
> > جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
> > مع اصحابه رضي الله عنهم
> > وسألهم مبتدأ
> > أبي بكر
> > ماذا تحب من الدنيا ؟
> > فقال أبو بكر ( رضي الله عنه) أحب من الدنيا ثلاث
> >
> > الجلوس بين يديك – والنظر اليك – وإنفاق مالي عليك
> >
> > وانت يا عمر ؟
> >
> > قال احب ثلاث :
> > امر بالمعروف ولو كان سرا – ونهي عن المنكر ولو كان جهرا – وقول الحق ولو كان مرا
> > وانت يا عثمان ؟
> > :قال احب ثلاث
> > اطعام الطعام – وافشاء السلام – والصلاة باليل والناس نيام
> > وانت يا علي ؟
> > قال احب ثلاث:
> >
> > اكرام الضيف – الصوم بالصيف - وضرب العدو بالسيف
> > ثم سأل أبا ذر الغفاري: وأنت يا أبا ذر: ماذا تحب في الدنيا؟
> > قال أبو ذر :أحب في الدنيا ثلاث
> > الجوع؛ المرض؛ والموت
> >
> > فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): ولم؟
> > فقال أبو ذر
> > أحب الجوع ليرق قلبي؛ وأحب المرض ليخف ذنبي؛ وأحب الموت لألقى ربي
> >
> > فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) حبب إلى من دنياكم ثلاث
> > الطيب؛ والنساء؛ وجعلت قرة عيني في الصلاة
> > وحينئذ تنزل جبريل عليه السلام وأقرأهم السلام وقال: وانأ أحب من دنياكم ثلاث
> >
> > تبليغ الرسالة؛ وأداء الأمانة؛ وحب المساكين؛
> > ثم صعد إلى السماء وتنزل مرة أخرى؛ وقال : الله عز وجل يقرؤكم السلام ويقول: انه يحب من دنياكم ثلاث
> >
> > لساناً ذاكراً ؛
> > و قلباً خاشعاً ؛
> > و جسداً على البلاءِ صابراً
> >
فما صحة هذا الحديث حيث انتشر في الرسائل البريدية ؟> >
> >
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !
أولاً : جاء في المواهب اللدنية للقسطلاني رحمه الله : " روي أنّه صلى الله عليه وسلم لمّا قال : ( حبِّب إليّ من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرّة عيني في الصلاة ) قال أبو بكر : وأنا يا رسول الله حبِّب إليّ من الدنيا : النظر إلى وجهك ، وجمع المال للإنفاق عليك ، والتوسل بقرابتك إليك . وقال عمر : وأنا يا رسول الله حبّب إليّ من الدنيا : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بأمر الله . وقال عثمان : وأنا يا رسول الله حبّب إليّ من الدنيا إشباع الجائع وإرواء الظمآن وكسوة العاري . وقال علي بن أبي طالب : وأنا يا رسول الله حبّب إليّ من الدنيا : الصوم في الصيف ، وإقراء الضيف ، والضرب بين يديك بالسيف .
قال الطبري : خرّجه الجَنَدي . كذا قال والعهدة عليه . اهـ ( المواهب اللدنية :2/478 ) .
هكذا أوردها القسطلاني وبيّن قول محبّ الدين الطبري في تخريجها .
وقال العلامة الزرقاني في شرحه للمواهب بعد أن ذكر أن هذا المروي مما لا يصح : " وزاد بعضهم فيه : فنزل جبريل ، فقال : وأنا حبّب إليّ من الدنيا ثلاث ، النزول على النبيّّن ، وتبليغ الرسالة للمرسلين ، والحمد لله رب العالمين ، أي الثناء على الله ، ثم عرج ثم رجع فقال : يقول الله : وهو حبِّب إليه من عباده ثلاث : لسان ذاكر ، وقلب شاكر ، وجسم على بلائه صابر ، وفي لفظ : وإذا النداء من قبل الله : إنَّ الله يحب من دنياكم ثلاثا ، فذكرها " .
ومما حكي في هذه الرواية مما يجعلها أقرب إلى موضوعات القصاص ما حكي من أن أبا حنيفة ومالكا والشافعي وأحمد لما وقف كل منهم على ذلك ، قال : وأنا حبب إلي من دنياكم كذا وكذا إلخ ...
وقد ساقها القسطلاني بصيغة التضعيف ، وجعل عهدتها على الجَنَدي ، كالمتبريء منها ، وقد نفى العلامة الزرقاني صحة هذه الرواية بصريح العبارة ، فقد قال : " روي مما لا يصح " .

ثانياً : أدرج في الرواية المذكورة حديث صحيح ، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : (حبِّب إليّ من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرّة عيني في الصلاة) ، لكن ليس في رواياته الثابتة كلمة ( ثلاث ) وإن تناقلها بعض الفقهاء وحاول آخرون تأويلها لتتوافق مع الحديث ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر اثنتين من أمور الدنيا لا ثلاثا .

والخلاصة أن هذه الرواية المذكورة بالسياق المسؤول عنه ، ليست ثابتة عند أهل العلم ، مع ما في متنها من النكارة ، وما في سياقها من مشابهة لأحاديث القصاص الباطلة ، والله تعالى أعلم .

ومن المؤسف أن كثيرا من الأحاديث الموضوعة تجد من يثيرها وينشرها ، وربما ختم رسالته بعبارة ( أنشر تؤجر ) مع أن نشر ما لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مع نسبته إليه كذب عليه ، وقد جاء الوعيد لمن كذب عليه صلى الله عليه وسلم متعمدا بأن يتبوأ مقعده من النار ، والعياذ بالله ؛ فلنحذر هذه الشائعات التي يبثها بانتظام أحيانا بعض غلاة الصوفية ومن خُدع بهم ، وقد بيّنت شيئا من ذلك ضمن حوار عن الشائعات في جريدة الجزيرة قبل بضع سنوات ومثّلت لذلك ببعض الأمثلة .

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن ينشر الحق وينفع الخلق ، وأن لا يجعلنا ممن يحمل أوزارا بنشر ما لا يرضيه ، والله المستعان .