منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - شؤم المعصية واضرارها على الفرد والأمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-07-2004, 02:05 PM
  #6
hamam129
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,190
hamam129 غير متصل  
بسم الله الرحمن الرحيم

ثالثا :أقوال السلف في المعاصي:

قال ابن عباس: إن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب

ووهناً ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق .


وقال الفضيل بن عياض بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله

وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله .


وقال الإمام أحمد سمعت بلال بن سعيد يقول

لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظم من عصيت .


وقال يحيى بن معاذ الرازي

عجبت من رجل يقول يى دعائه اللهم لا تشمت بي الأعداء

ثم هو يشمت بنفسه كل عدو فقيل له كيف ذلك ؟

قال يعصى الله ويشمت به في القيامة كل عدو .



رابعا :أسباب الوقوع في المعاصي ومنها :


1. ضعف الإيمان، وضعف الحب لله ،

وعدم تقوى الله تعالى أو ضعف الخوف منه سبحانه .


2. عدم شغل الفراغ وعدم الاستفادة بالوقت، وينبغي

أن نستغل الفراغ قبل الانشغال،

والصحة قبل المرض،والحياة قبل الموت، والغنى قبل الفقر ،

والشباب قبل الهرم والعجز وهذا مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم

: (اغتنم خمسا قبل خمس)


3. كثرة الاشتغال بالمباحات والإفراط

فيها حتى ينغمس فيها المرء فيثقل ويركن إليها فيبرد،

ولذلك كان نهج السلف واضحاً في الإقلال من المباحات الملهية

والتي يأنس لها القلب فتقعده عن فعل الخيرات واستغلال الفرص

السانحة للطاعة، ولذلك قال الإمام أحمد رحمه الله:

(إني لأدع ما لا بأس فيه خشيه الوقوع مما فيه بأس).



4. تقليد القدوة السيئة :

فالشباب يسارع في تقليد الجديد والغريب ،

والإعجاب بالتقدم المادي ، وكثير ممن تربى على مائدة الغرب يبدأ

في نشر أمرا غريبا أو موضة جديدة ، أو يكون سبباً في إحياء سيئة،

أو سَنِّها بين الناس فَيَتَّبِعُهَا غيره فيضل، فيعود إليه وِزْرُه

ا ووِزْرُ من عمـل بها من بعـده،

(لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْم( [النحل:25]،

يقول الرسول r:

((لا تُقتل نفسٌ ظُلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه

أول من سَنَّ القتل)) رواه البخاري ومسلم.

فاحذر أيها المسلم من أن توقع نفسك في مَغَبّة هذا الشَرَك الموحش،

أو أن يكون لك من السوء ما لا يقتصر أثرة عليك أنت وحدك،

بل يتعداك إلى آحاد المسلمين.


ولقد أحسن الإمام الشاطبي حين قال


(طوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه،

والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة

يعذّب بها في قبره ويسأل عنها إلى انقراضها).


5. عدم محاسبة النفس، وترك تهذيبها:

فحق على المسلم الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر

ألا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها

وسكناتها وخطراتها ، قال الله تعالى :

(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ

مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً )(آل عمران/30) .

فإذا كان العبد مسؤولاً ومحاسبـًا على كل شيء حتى على سمعه

وبصره وقلبه كما قال تعالى

: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(الإسراء/36)

فهو حقيق أن يحاسب نفسه قبل أن يناقش الحساب .،

وقد دل على وجوب محاسبة النفس قوله تعالى :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ)(الحشر).



6. عدم مجاهدة النفس :

فالنفس البشرية بطبيعتها تحب الراحة والكسل وتميل إلى الدعة والسكون ،


وتنفر من البذل والاجتهاد والعطاء ، فهي تأمر بكل سوء وتنهي عن كل خير ،


وهذه الحقيقة قررها لنا رب العزة والجلال بقوله

:( إن النفس لأمارة بالسوء ) [ يوسف : 53]

وما دام الأمر كذلك فاعلم يا مسلم أنك متى تركت لنفسك الزمام

وأرخيت لها العنان، وأعطيتها ما تشتهي


وللموضوع بقية
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/

size]،

أخوكم المحب الناصح همام hamam129