منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - نوروني باراىكم
الموضوع: نوروني باراىكم
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-2018, 05:52 PM
  #30
أبو أسامة
رئيس الهيئة الشرعية
تاريخ التسجيل: Jul 2004
المشاركات: 987
أبو أسامة غير متصل  
رد: نوروني باراىكم

السلام عليكم
أختي الكريمة
أنت تضايقت يوم ابتعد عنك زوجك أسبوع كل شهر تقريبا.
فما بالك بمن ابتعد عنها زوجها للأبد وبقيت لوحدها.

والدة زوجك ربته وولدته كما تفعلين أنت تماما مع أبنائك حالياً، ولا شك أنك لا ترضين أن يتركوك وأنت في أمس الحاجة لهم إذا كبروا وتزوجوا وعاشوا وعافسوا زوجاتهم، أهذا جزاء التربية؟

أختي الكريمة:
شاركي زوجك الثواب، شاركيه البر، كوني معينة له، ذكريه إذا نسي، قوي عزمه إذا قصر، لا تكوني عائقا له، واعلمي أن هذا سيكون بركة عليك في الدنيا قبل الآخرة، وستجنين منه سعادة وبهجة وحبا من زوجك، ومن والدته، وكذلك برا من أبنائك.
لا تعاملي والدته أنها ند وخصم لك، عامليها أنها والدتك، حتى لو لم تتقبليها، أو كان في خلقها شيء من الغلظة وسوء التعامل، فإن الأجر مع من لا يحسن التعامل أكثر منه مع من يحسن التعامل.

أختي الكريمة:
ثمة زوجات يحرضن أزواجهن على بر أبائهم وأمهاتهم، ويذكرونهم إذا غفلوا، وأعرف منهم كثير، بعضهن تقول: اليوم لم تتصل على والدتك، أو: ما رأيك لو نزور والدتك أو والدك؟ ما رأيك لو نعزمهم؟ وهكذا
أعرف إحداهن كانت تعيش في بيت شبه جديد مع زوجها فيلا كاملة مع فناء كبير وملعب، لكن لما كبر أبواه، اقترحت على زوجها الانتقال للعيش معهم في بيتهم القديم، ولهم أولاد وبنات غير زوجها ولم يكن أكبرهم ولا أصغرهم، فانتقلوا معهم، وتوفي الأب، وبقيت الأم الآن، وهم معها يرعونها، رغم أن زوجها كان في وظيفة مرموقة في البلدـ، وتحملت ولا زالت تتحمل زيارات إخوانه وأخواته على كثرتهم.
وبقي الجميع يثني عليها، حتى إخوان زوجها، يثنون عليها، ويقولون: هي خير من زوجاتنا.
ورزقها الله صلاح أبنائها، كل منهم خير من الآخر في البر، الكبار منهم توظفوا وظائف ممتازة.

بغض النظر عن ذلك، يبقى احتساب الأجر هو أقوى معين لك على تحمل والدته.
واجعليها كما قالت إحدى الأخوات فرصة للفراغ واستغلال الوقت، ومزيد من الاشتياق للزوج، وهو سيشتاق لك، لا سيما إذا استعددت له، ولم تستقبليه بالتأنيب، وجعلت البيت جنة يفرح بها، اجعلي أيام انشغاله انشغالا بشيء مفيد، إما دورات شرعية أو حفظ للقرآن، أو دورات في تعلم اللغات، أو تطوير النفس، أو في ممارسة بعض الهوايات الممتعة والمفيدة أيضا، وهكذا، وزعي جدول أيام ذهاب زوجك على أعمال محددة تقضي عليك الوقت، واجعلي منها زيارة لوالدته في بيتها وولدها -زوجك- موجود.
الأفكار لو فكرت فيها كثيرة، ولكن لتكن نيتك صالحة.
هذا أقل حق الأم التي ربت زوجك.
سددك الله وأعانك ووفقك.
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا


مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.

مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.
رد مع اقتباس