وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(( كيف المراه تصير رجل وتبرد قلبها))
عنوان مثير وكأنّ فيه براءة الأطفال
قد أشرت إلى كرهك للتعميم وأن لا يجب وضع الرجال في فرقة والنساء في فرقة
وأصبت
فلا ينبغي التعميم لأن كل تعميم يكون حكما خاطئا
ولو استدعينا الرجال لكان لهم رأي مخالف تماما.
ونعلم أنّ الرجل يختلف عن المرأة في نظرته وحكمه لعوامل لا أظنها تخفى عليك, ولا ننكر أثرها في ردات الفعل,
وبعض الإختلافات ليست مزية تُطلب.
والحقيقة أن الإختلاف فيما ذكرت, كل يراه بتحليله الخاص ويخضع لحالته الخاصة أو طبعه الخاص,
ثم تأتي الملاحظة متحيّزة أكثر منها موضوعية
ويصدق عليها أكثر الحكم بالأغلبية بدل الحكم بالتعميم.
نعم, الناس يختلفون كثيرا في طريقة تعاملهم مع غيرهم,
لا أحدثك عن الإختلاف الفطري لكن اختلاف الطبع بين الأشخاص ككلّ,
فالتأثّر وطريقة التعامل طبع ذاتي مستقلّ عن الجنس والعرق,
ربّما هناك عوامل بيئية واجتماعية تُقوْلب ذلك, لكن تبقى الفروق فردية لا تعميم فيها.
انت شخصيتك تختلف عن ابنة عمتك التي ذكرتيها وهي امرأة مثلك,
طبعك يختلف عن طبعها
أو ربّما إدارتك لمشاعرك تختلف عن طريقتها,
وأظنّ أنّك مستسلمة لعفويتك,
وبإمكانك صقل ردات فعلك والتحكّم فيها,
ووصية الرسول صلى الله عليه وسلّم : لا تغضب, ثلاثا
دليل على أن التحكم في النفس ممكن,
وكما قال أيضا: الحلم بالتحلّم.
لو عزمت على التغيير واستعنت بالله بما يرضيه, تستطيعين,
وكبداية اضغطي على نفسك وقولي أجرّب, كمن يشرب الدواء المرّ لعلاج وجع يقلقه,
ولما ترين النتيجة ترضيك, تحلو لك التجربة,

وتصبح عادة.

إن كنت في مجالس الناس فاحفظ لسانك,
وإن كنت في بيوت الناس فاحفظ بصرك.
ممتنّة لله وحده