..
هذا المساء بارد جداً .. والغرفة أكثر برودة .. والصمت يسود المكان .. والطبيبة منهمكة في قراءة نتائج التحليل .. والوضع مملّ .. وأنا مُستغرقة في تأمل أظافري فهي تحتاج إلى (منكير)! ..


.. هكذا وهكذا . وأنا لا أُبالي ! ..
ولا أكترث لا للطبيبة ولا للنتآئج .. ولا لمعدل الدمّ .. ولا حتى لرآئحة التعقيم في المكان !!
لا أكترث لأي شيّ يا طبيبتي فأحتفظي بتلك التحاليل لنفسك فقط !! ولايهمّني كل شيء .. مايهمني فقط أنّه الآن في أحشائي .. أحمله معي أينما ذهبت .. ودخلت وولجت .. أحمِلُه هُنا .. وهُنا .. وهُنا .. وهنااااك !
أحمِلُه في كل بقاعات الدنيا ..
أحمِلُه فيني .. لا بل هو الذي يحمِلني فيه .. يحمل نبضي
فـ يدقّ مكان نبضه ليقرأ عليه تعويذاتي كل صباح وكل مساء وفي كل حين ..!

ولكن في الحقيقة يارفاقي أنا أكترث لقآئمة الممنوعات التي تُمليها عليّ في كل مرّة .. !


..


واطفلااااه !
ستعلم يوماً أنّي لستُ كـ بقية الأمهات ..
وأنّك لست كـ بقية الأبناء .. !
هلّ تُصدق أنهم حرموني من كلّ شيء أحببته في الدنيا لأجلك .. وهل تصدق أنّي قبلت ؟
"قايضوني" فيك ياصغيري ..
فسلّمتهم كل ما أُحبّ .. وادّخرتك أنت ليّ ..




سأُحدّثك يوماً وسأشكوهم إليك ..
لتعلم (أنّي فقط وقليل من الأمهات) لسنا كالباقيات !
ولا ندري يابنيّ هل ذلك ابتلاء .. أم هو اصطفاء ؟
سأُحدّثك عن ذلك الحرمان كثيراً ..
ولعلّ أكثرها ألماً .. وأشدّها وطئاً عليّ


هو حرمان " القهوة "
الذي زلزل أركاني وهدّ (سيساني) !!





+
"وللحديث تتِمّة إذا شاءالله له تتِمّة ! "