منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2018, 10:19 PM
  #15
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

الفصل السادس وقائع مهمة بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء
المبحث الأول: إسلام عمر بن الخطاب
دعاء النبي لعمر بن الخطاب قبل إسلامه وقصة إسلامه:
شدته على المسلمين قبل الإِسلام
96 - من حديث سعيد بن زيد - رضي الله عنه - قال:
(والله! لقد رأيتني وأن عمر - رضي الله عنه - لموثقي على الإِسلام، قبل أن يسلم عمر - رضي الله عنه -) وفي رواية أخرى (لو رأيتني موثقي عمر على الإِسلام أنا وأخته وما أسلم) (البخاري).
لموثقي) من الوثاق وهو ما يشد به ويربط أي ضيق علي وأهانني.)
97 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(اللهم أعز الإِسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب، فكان أحبهما إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ- عمر بن الخطاب) (الحاكم في المستدرك: 3/ 83 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي).
دعاء النبي لعمر بعد إسلامه:
98 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب صدر عمر بيده من أسلم ثلاث مرات وهو يقول:
(اللهم أخرج ما في صدر عمر من غل وأبدله إيمانًا) يقول ذلك ثلاث مرات (قال الهيثمي في المجمع: 9/ 65 رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات).
99 - ومن حديث شريح بن عبيد قال: قال عمر بن الخطاب:
خرجت أبغي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش، قال فقرأ {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} قلت كاهن قال {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} إلى آخر السورة، قال فوقع الإِسلام من قلبي كل موقع) (رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أن شريح بن عبيد لم يدرك عمر ورواه أحمد في المسند).
قلت: وأما الروايات الأخرى في قصة إسلام عمر فلم أجد فيها رواية صحيحة غير مطعون فيها، فمنها الشاذ والمنكر، ومنها ما في إسنادها ضعفاء وغير ذلك، وهذه الرواية التي ذكرت أقرب الروايات إلى الصحة، ومع ذلك فهي مرسلة وإسنادها كل رجاله ثقات وشريح بن عبيد الذي أرسل هذه القصة ثقة كما جاء في ترجمته في (تهذيب التهذيب، والتقريب) (التقريب: 1/ 349 التهذيب: 4/ 328.)
عمر يشهر إسلامه والعاص يجيره من أذى قريش
100 - من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال:
(قال لما أسلم عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه لم تعلم قريش بإسلامه فقال أي أهل مكة أنشأ للحديث فقالوا جميل بن معمر الجمحي فخرج إليه وأنا معه أتبع أثره أعقل ما أرى وأسمع فأتاه فقال يا جميل إني قد أسلمت قال فوالله ما رد عليه كلمة حتى قام عامدا إلى المسجد فنادى أندية قريش فقال يا معشر قريش إن بن الخطاب قد صبأ فقال عمر كذب ولكني أسلمت وآمنت بالله وصدقت رسوله فثاوروه فقاتلهم حتى ركدت الشمس على رؤوسهم حتى فتر عمر وجلس فقاموا على رأسه فقال عمر افعلوا ما بدا لكم فوالله لو كنا ثلاث مائة رجل لقد تركتموها لنا أو تركناها لكم فبينما هم كذلك قيام عليه إذ جاء رجل عليه حلة حرير وقميص قومسي فقال ما بالكم فقالوا إن بن الخطاب قد صبأ قال فمه امرؤ اختار دينا لنفسه أفتظنون أن بني عدي تسلم إليكم صاحبهم قال فكأنما كانوا ثوبا انكشف عنه فقلت له بعد بالمدينة يا أبت من الرجل الذي رد عنك القوم يومئذ فقال يا بني ذاك العاص بن وائل) (رواه ابن حبان في صحيحه: 6879).
101 - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: (لما أسلم عمر اجتمع الناس إليه عند داره وقالوا: صبأ عمر وأنا غلام فوق ظهر بيتي، فجاء رجل عليه قباء من ديباج، فقال: صبأ عمر فما ذاك فأنا له جار، قال: فرأيت الناس تصدعوا عنه. فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا العاص بن وائل) (البخاري).
عزة المسلمين بإسلام عمر - رضي الله عنه -:
102 - من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: قال:
(ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -) (البخاري).
المبحث الثاني: المقاطعة
103 - من حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال:
قلت يا رسول الله أين تنزل غدًا؟ وذلك في حجته قال: وهل ترك لنا عقيل منزلًا، ثم قال: نحن نازلون غدًا -إن شاء الله بخيف بني كنانة (يعني المحصب) حيث قاسمت قريش على الكفر، وذلك أن بني كنانة حالفت قريشًا علي بني هاشم، أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يؤوهم، ثم قال عند ذلك: (لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر) واللفظ لأحمد.
قال الزهري: الخيف: الوادي (أخرجه البخاري في الفرائض باب لا يرث المسلم الكافر).
104 - ومن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
"قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بمنى (نحن نازلون غدًا بخيف بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر) وذلك إن قريشًا وبني كنانة تحالفت علي بني هاشم وبني المطلب، أن لا يناكحوهم، ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يعني بذلك المحصب) (أخرجه البخاري في الحج باب نزول النبي مكة).
وقال الحافظ في الفتح: (7/ 193) ولما لم يثبت عند الإِمام البخاري شيء من هذه القصة اكتفى بإيراد حديث أبي هريرة لأن فيه دلالة على أصل القصة، لأن الذي أورده أهل المغازي من ذلك كالشرح لقوله في الحديث (تقاسموا على الكفر) (أخرجه البخاري في الحج باب نزول النبي مكة).
المبحث الثالث: انتقام الله لرسوله من المستهزئين
105 - من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:
في قوله تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} قال: المستهزئون: الوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث الزهري، وأبو زمعة الأسود بن المطلب من بني أسد بن عبد العزى، والحارث بن عيطل السهمي، والعاص بن وائل، فأتاه جبريل فشكاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه، فأراه الوليد وأومأ جبريل إلى أبجله فقال: ما صنعت؟ قال: كفيته، ثم أراه الأسود فأومأ جبريل إلى عينه فقال: ما صنعت؟ قال: كفيته، ثم أراه أبا زمعة فأومأ إلى رأسه فقال: ما صنعت؟ قال: كفيته ثم أراه الحارث فأومأ إلى رأسه أو بطنه وقال: كفيته، ومر به العاص فأومأ إلى أخمصه وقال: كفيته.
فأما الوليد فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبالًا، فأصاب أبجله فقطعها، وأما الأسود فعمي، وأما ابن عبد يغوث فخرج في رأسه تروح فمات منها، وأما الحارث فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منها، وأما العاص فدخل في رأسه شبرقة حتى امتلات فمات منها، وقال غيره: أنه ركب إلى الطائف حمارًا فربض به على شوكة، فدخلت في أخمصه فمات منها) (الذهبي في السيرة النبوية: ص 143 وقال: حديث صحيح).
والأبجل: عرق في باطن الذراع وقيل هو عرق غليظ في الرجل فيما بين العصب والعظم
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس