منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - رحلة الأحلام في المغرب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2017, 12:55 AM
  #45
Neat Man
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية Neat Man
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 4,683
Neat Man غير متصل  
رد: رحلة الأحلام في المغرب

بعد مضي أربع ليالٍ قضيتها في الرباط، وحاولت أن أزور معضم مادونته أثناء إعدادي لهذه الرحلة من أماكن تستحق الزيارة، حيث كنتُ أسابق الوقت لتغطيتها، وكنت أسعى إلى التنوع في اليوم الواحد من زيارة لمدن تراثية إلى أماكن جديدة وحدائق إلى مقاهي ومطاعم، جربت الترام وي، وجربت قيادة السيارة، المشي لمسافة طويلة، في كل خطوة أعتبرها فرصة جيدة، حتى حينما أضيع في الطريق أعتبر أن ذلكَ شيء إيجابي حيث سأشاهد شيئاً جديداً، كانت السعادة تملؤوني حيث أرى أن حلمي بات يتحقق، داعياً ربي أن تكتمل الرحلة دون أية عوائق، في يوم 25/05 غادرت صباحاً باتجاه طنجة سالكاً الطريق السيار (الطريق السريع) وكنتُ قد قررت أن أزرو القنيطرة التي تعرفت على بعض الناس الذين يقطنونها في أماكن مختلفة منذ أن عرفت المغرب، كما أن فيها أشهر وأكبر سجن، توجهت إليها، وخرجت من الطريق السيار باتجاه طريق والوطنية وهو الطريق العادي، استقبلتني مدينة صغيرة، يسبقها وقبل دخولها بعدة كيلو مترات كان بعض الناس يتنقلون بالخيول وبالحمير، وكان الطلبة الصغار يسيرون راجلين إلى قراهم، كانت المدينة هي سيدي بوقنادل، وجرى ذكرها في شهادات أحمد المرزوقي حول محاولة انقلاب 1972 ، وحينما تركتها خلفي متوجهاً صوب القنيطرة إذ بطفلين يوقفانِ، فتوقفت وقلت لهما إلى أين؟ قالا إلى قرية نسيت أسمها، تقع على الطريق، فقلت هيا أركبا ، ذهبت بهما- والحقيقية أن تخوفت قليلاً من مسألة أن أركب أطفالاً معي لأوصلهما إلى دارهما حيث أن المسألة حساسة في بعض الدول، ولكن أدركت أن الأمر طبيعي ومعتاد في المغرب، والناس تعمله دون أي قلق- المهم أن أوصلتهما إلى حيث مكانهما- ونزلا من سيارتي وقال لي أحدهما (الله يرحملك الوالدين) أحببت دعوته التي ألفتها كثيراً حين يصنع أحدهم معروفاً، وصلتُ إلى القنيطرة والجوع يعصف بي، وتمشيت فيها قليلاً، وسألت أحدهم عن مطعمٍ أتناول فيه الإفطار، وأشار إلي بمقهى يقع في شارع الحسن الثاني إن لم تخني الذاكرة، ووقفت فيه وطلبت فطوراً خفيفاً، وكعادتي مع الكثير من المغاربة الذين لا أجد أي حواجز تفصلني معهم وبعد أن أفطرت دخلت معهم بحديث واستعرضت رحلتي، كان صاحب المطعم والعمال الذين يخدمون معه، ونصحني بأن أزور بوسلهام وهي بالطريق إلا أن خطتي كانت إلى العرائش حيث المأكولات البحرية.

عدتُ مرة أخرى إلى الطريق السيار مودعاً القنيطرة، حتى وصلت العرائش، مدينة جميلة، ما أن دخلتها حتى شعرت معها بمحبة وسلام ونقاء، سألت عن المرسى فدلني أحدهم الطريق، حتى توقفت هناك، وهو المكان الأكثر شهرة في العرائش، رحت أبحث عن موقف، وإذا برجلٍ يوقف السيارات ويحرسها في قطعة أرضٍ صغيرة، يشير إليّ بأن أوقف سيارتي لديه، أوقفتها وكان مهتماً كثيراً ومتابعاً لي لأوقف سيارتي بالشكل المناسب، سلمتُ عليه، وقلتُ له سميتك؟ فقال عبدالله، قلتُ له متفاعلاً معه وأنا عبدالله، فابتسم وارتاح ورحب، ورحتُ أسأله عن بعض الأماكن وإلى أين أذهب وكيف هي المدينة وماهو الشارع الأهم فيها، وأنا أتيت لأكل السمك فأين أذهب، فقال هناك المرسى (وقد علمتُ به من قبل) وهناك مكان يباع فيه السمك وبجانبه محلات للشواء حيث تشتري من هناك السمك وتشويه مقابل بضعة دراهم في المحلات التي تقابله، أعطاني عبدالله الكثير من الاهتمام والوقت والمعلومات وقبل هذا قلبه ونقاؤه وجمال تعامله، رحتُ أمشي على الكورنيش العالي وأسفل منه البحر بأمتار تتراوح بين الستة والثلاثين متراً ، وذهبتُ أمشي بالطريق يميني البحر ويساري المدينة، وتوقفتُ قليلاً أمام البحر الجميل الذي أراه من الأعلى وكأنني فوق جبل، جلستُ مايقارب عشرين دقيقة متأملاً لجمال ذلك البحر وتلك المدينة النقية، ثم واصلت المشي حتى وصلت المكان الذي قال لي عنه عبدالله، وإذا به سوق سمك يضج بالباعة والبائعين، ودخلت في أعماقه حتى وجدت الناس تبيع الخضار والزيتون، وبما أني أفطرت فطوراً خفيفاً كنتُ جائعاً للغاية، وأنا أحب الزيتون وخاصة الزيتون المغربي المتنوع، وقفتُ عند رجل لم أرى أجمل من قلبه ولا أنقى من روحه يبيع الزيتون أنواعه، ورحت أتحدث معه عن نوع زيتون مغربي يوجد لدنيا في السعودية ولم أجده في المغرب، وراح يشرح لي أمره، وكنت أتذوق من مالذا وطاب من أنواع الزيتون (مرفق صورة بالأسفل) وكان يراعيني باهتمام وبلهجة شمالية، وبعد أن أكلت كثيراً من الزيتون، سألته عن السمك وأي محلٍ ينصحني به، وقد نسي أنه بائع للزيتون وراح ينصحني ويقترح لي أن أذهب إلى ذلك المحل، وقلت له أني سمعت بالمرسى قال تا هوا زوين ، وأردتُ أن أودعه، وودعني بقلبٍ متسامح لم يخالطه شعور أني لم أشتري منه، إلا أني قبل أن أغادر قلتُ له لن أذهب إلا وأشتري منكَ زيتوناً أتناوله في الطريق - خجلتُ أن أذهب عنه وهو قد أذاقني وتفاعل معي شارحاً عن أنواع الزيتون دون أن أرى منه حماسة بالشرح لأجل الشراء، إنما كانت لأجل المعلومة، فقلت لي خذ لي بشكل عشوائي من هذا الزيتون وأعطني أياه، فاشتريته بدراهم معدودة، وودعته، ذهبتُ إلى السيارة قاطعاً أكثر من عشر دقائق، ووجدتُ عبدالله هناك، ولفت انتباهي مبنى قديم قريب من موقف الزيارة، فقلت لابد لي من زيارته، سألت عبدالله عنه وذكر لي بعض المعلومات عنه ولكني نسيتها، وسأوردها لاحقاً بعد أن أبحث عنه، المهم أني ذهب إليه ووجدته مغلقاً للصيانة، دخلت في حيرة بين أن أتغدى في محال الأسماك أم أذهب للمرسى الذي يبعد كيلو عن موقف السيارة حيث أنه الأكثر شهرة، قررت أخيراً أن أذهب للمرسى وتغديت فيه، وما أن أنتهيت حتى توجهت إلى طنجة.

والآن سنقف مع الصور

الطريق إلى القنيطرة

العاب

قبل الوصول لسيدي بوقنادل وعلى اليمين حصان يجر عربة وفيه زوجٌ وزوجته

=
العاب
قبل الوصول للقنيطرة
=

العاب
داخل القنيطرة وأعلى عمود الإنارة عش كبير ومنتشر فوق أعمدة الإنارات طيور كبيرة تعيش بسلام، كانت ملفتة لي حين شاهدتها أول مرة، ثم أصبحت أشاهدها كثيراً.

=

العاب

طريق الحسن الثاني في القنيطرة حيثُ أوقفت سيارتي وسرتُ للمقهى

=

العاب

فطوري الخفيف

=
العاب

=



صورة من المقهى حيث تناولت الافطار في الطاولات خارج المقهى


============
===========

العرائش

العاب
مدخل مدينة العرائش التي استقبلتني بروحها الجميلة

=

العاب

البحر = المحيط الاطلسي

=

العاب
البحر من زاوية أخرى

=

العاب

محل صاحب الزيتون الذي تحدثتُ عنه




الساحة التي يباع بها الأكلات البحرية، ويقابلها محلات الشوي والطبخ، تأخذه من هنا طازجاً وتتناوله مشوياً في المحل الذي يقابله

=

العاب
داخل بيع المأكولات البحرية الطازجة وفيه أماكن لبيع الخضار والزيتون

=

العاب

الزيتون الذي اشتريته من البائع

=

العاب

القلعة أو المكان الأثري الذي ذكرته في حديثي

=





في المرسى حيث تغديت في هذا المطعم

=

العاب
=
العاب

كان مقلياً وكنت أتمنى لو كان مشوياً أو مقلقاً لكني تفاجئت أنه كان مقلي، أيضاً طلبت سمكة صغيرة ولكن نسيت أن أصورها.

=

العاب

ودعت العرائش التي أحببتها كثيراً، وسلكتُ طريق الوطنية حيث الطبيعة تستقبلني بأحضانها الدافئة، ومضيتُ أسير به لما يقارب من ثلاثين كيلو حتى وصلت الطريق السيار، وسلكته حتى وصلتُ إلى طنجة.
__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..

التعديل الأخير تم بواسطة mimomea ; 12-06-2017 الساعة 03:48 AM السبب: طمس الوجه في الصور
رد مع اقتباس