منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ادمان زوجي للمسكر (حُلت المشكلة)
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-2011, 11:10 AM
  #15
بنت أبي
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 398
بنت أبي غير متصل  
سبحان الله الذي يغير ولا يتغير

الوالد الفاضل

خلال الأسبوع الفائت حدثت تطورات كبيرة بموضوع زوجي

بدايتها انه اخذ اجازة وقرر تمضيتها عندي كامله طبعا باالاضافة الى اجازة ما قبل العيد والعيد

عندما سمعت خبر قراره أول ما احسست بالقلق الشديد لما ستحمله هذه الأيام القادمة من آلام نفسية وجسدية واجتماعية لي بسبب ممارساته

مرت الأيام الخمس الأولى كما توقعت، سهر وشرب وفقدان تام للاحساس بالوقت والعصبية كل الوقت والبحث عن تأمين الشراب والشراب فقط

في ليلة مشؤومه عزم فيها بعض الشباب الى الشقة وكنت انا بحالة يرثى لها من التعب بسبب المرض والسخونه ولزمت فراشي، تطور الامر طبعا وشرب زوجي لدرجة فقدان الوعي والحمد الله انه دخل الغرفة لينام فيها. ولكني لم استطع النوم باقي الليلة كلها لأن "اصحابه" كانوا لا يزالون يكملون سهرتهم في بيتي وفي صالة منزلي وكأنهم في ديسكو والعياذ بالله.

حاولت ايقاظ زوجي ليطردهم ولكن لا حياة لمن ينادي ! صرخت باسمه وهززته ورميت عليه ماء ولم يهز ساكنا !

مضت ساعتين وانا انتظر أن يخرجوا من المنزل حتى استطيع اقفال باب الشقة والنوم بسلام.. وحتى استطيع الخروج من غرفة نومي اللي كنت محبوسه فيها سبع ساعات، فحتى الحمام وانت بكرامة خارج الغرفة ولا استطيع الخروج بوجود رجال سكارى في منزلي.

قمت بالاتصال على اخته وطلبت منها ان ترسل سائقهم الى شقتي بحجة ارساله لعشاء لنا حتى يستحوا على نفسهم اذا طلب منهم "صاحب البيت" ويخرجوا ولكن بدل أن يستحوا ضربوه وطردوه !! وعادوا الى الصالة لاستكمال السهرة !

عشت ساعات مرعبة من أن يستمر الوضع بصوت الموسيقى وصراخهم ورقصهم وأن يفتضح امري بين الجيران واهلنا

الى أن حاول أحدهم فتح باب غرفة النوم ! هنا حسيت ان الموت جاني واني لن استطيع بأي حال مواجهة ثلاث رجال سكارى مع وجود "زوج شبه ميت" بجانبي، تحسبت وجلست خلف الباب تحسبا لأي فعل وحين جاء احدهم مرة اخرى ينادي زوجي صرخت بوجهه وقلت له "انقلعوا من بيتي يا .... "

خرجوا بعدها ولله الحمد طبعا خلال كل هذا لم ينهض زوجي ابدا ولم يعلم ماذا حصل إلا ثاني يوم حين اخبرته.. وقلت له أنها القاصمة وأني لن اسمح له بالشرب في منزلي واحضار اي شخص الى البيت وإلا فإنني سأرحل بلا عودة، وقلت له هل يسمح اي احد منهم لك بدخول منزله والشرب فيه كما تفعل انت ؟ كل ما فعله هو وعدي بأن اللي صار لن يتكرر ! وهو ما التزم به لمدة يومين بعد الحادث.

الى أن جاء أول أمس، فكان خارجا كالعادة للشراب مع اصحاب الشيطان، ولم يكن يشعر بالراحة فكان بعد تمضية ست ايام متواصله من الشراب يشعر بالتعب، حاولت ان اثنيه عن الخروج فلم يسمع كلامي طبعا وقال "انا طيب"

بعد خروجه بساعة اتصل بي وقال "انا مو طيب برجع البيت !" وانتظرته حتى جاء لي بحالة لا توصف من التعب والقلق والتوتر

دخل تحت الدش وكان يصرخ سأموت احس بالنار تاكلني، وكان يطلب الماء البارد ويصب على نفسه ثم قال وديني المستشفى !

اخذته للمستشفى وهو متعلق فيني بشكل كبير كأنه طفل في الخامسة يتعلق بأمه من الخوف.. امضيت معه ست ساعات في المستشفى يجرون له كافة التحاليل لمعرفة سبب ما فيه وكل الفحوصات سليمة ! ولكنه يشعر بالنار في جوفه ويستشهد ويبكي ويبدي تأسفه ويطلب الله أن يطيل في عمره ليرجع الى الله

ويعاهد الله سبحانه وتعالى بأن يرده اليه ردا جميلا، ويبكي ندما على كل ما فاته من تقرب لله سبحانه

اخيرا وبعد ست ساعات اخرجوه الاطباء من المستشفى لعدم وجود سبب "عضوي" لما فيه، فأخذته وعدنا الى المنزل

وحضرت له العصير الطازج وطلب مني ان ارمي علب السجائر كلها وأن اكسر كل الكؤوس التي كان يشرب بها الخمر ووعدني أن لا يمس فمه أي حرام بعد الآن.

توضآ وصلى ركعتين شكر لله سبحانه وطلب مني أن أقرأ عليه وطلب أن يبقى صوت القرآن في الغرفة كل الليل ونام ليصحو رجلا جديدا !

رجل لا اراه إلا في اشهر رمضان المباركة، الرجل الذي أحببته واحبني، الرجل الذي تمنيت من الله أن يرزقني بالذرية لاصالحة منه، الرجل الكريم الشهم اللطيف المعشر.

صارحته بالامس وهو في قمة عقله بكل ما دار في قلبي تجاهه، سألني للمرة الاولى عن الآية التي وضعتها في الغرفة حسب طلبك وقلت له هي لك لتعلم بأن ابواب التوبه مفتوحة دائما، قال : جزاك الله خير يالصبور، اتعبتك معي ولكن اسأل الله أن يعينني لأعوضك عن ايام الشقاء التي عشتيها.

اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مبارك فيه

والله يا والدي الفاضل، اني في حالة صدمة أخاف أن أفرح.

حتى الآن لا اصدق أن ما اعيشه واقع، لم يمر سوى يومين ولكنهما عندي بالسنين الماضية كلها.

وعدت زوجي أن اعينه في توبته التي أسأل الله أن يتقبلها، وأعلم أنه سيعاني كثيرا ليتخلص جسمه من تبعات الادمان واخاف ان يتعثر.

كيف استطيع أن اعاونه لترك كل ما كان يتعاطاه الى الابد؟ هل تكفيه عزيمته واصراره أم برأيك يحتاج الى علاج ودعم اكبر ليستمر ؟

ما هي الطريقة الأمثل للتعامل مع أصحاب السوء في حال اتصالهم به لدعوته ؟ هل يعلن لهم عن توبته أم يتجاهل الاتصالات علما بأن بعضهم زملاء عمل واقارب.

أعلم بأننا ما زلنا في أول الطريق وبأننا ما زلنا بحاجة الى الكثير من النصائح والعون وهذا ما اطلبه من كرم عطائك.

اللهم لك الشكر والحمد لأنك ابلغتني توبة زوجي وأسألك الثبات يا رب العالمين.