منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - فتاوي ما قبل الخطوبة: التعارف قبل الزواج..اختيار شريك الحياة..مخالفة الوالدين..
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2005, 04:00 AM
  #8
LittleLulu
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية LittleLulu
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 11,241
LittleLulu غير متصل  
خطيبي يصلي.. ولكني لا أحبه




عنوان الفتوى: خطيبي يصلي.. ولكني لا أحبه

نص السؤال:

تقدم إلي خاطب لا أعتب عليه في دين ولا خلق، فهو أحسن الناس خلقا، وأشدهم عبادة، غير أني وبعد فترة طويلة من الخطبة لم أشعر تجاهه بالعاطفة القلبية التي تجمع بين الزوجين، وقررت أن أعتذر له عن الخطبة إلا أنني خفت من قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
فهل يجوز لي أن أرده أم لا ؟


اسم المفتي: مجموعة من الباحثين

نص الإجابة:

بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:

يقول الشيخ حامد العطار الباحث الشرعي بالموقع :-

لا ينكر أحد أننا قد نتفق على أن شخصا ما متدين ومهذب ، ولكننا قد نختلف في مصاحبته ومصادقته، ومرد ذلك إلى طبيعة الأرواح، فالأرواح جنود مجندة.... ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.

و ديننا الحنيف لا يفرض على اثنين من المسلمين أن يتصادقا إذا كان بينهما تباعد في الصفات، وتناكر في الأرواح، ولكنه يفرض عليهما آثار الأخوة من أن تسلم صدورهما تجاه بعضهما وغير ذلك من آثار الأخوة التي لا تستلزم الصداقة، فالصداقة شيء آخر.

يقرر رسولنا تلك الحقيقة فيقول: (الأرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اُخْتَلَفَ).

يقول الإمام المناوي في شرح هذا الحديث:-

الأرواح التي تقوم بها الأجساد جنود مجندة :أي جموع متجمعة وأنواع مختلفة ،فما تعارف- أي توافق في الصفات وتناسب في الأخلاق- منها ائتلف- أي ألف قلبه قلب الآخر ،وما تناكر منها- أي لم يتوافق ولم يتناسب- اختلف - أي نافر قلبه قلب الآخر- وإن تقاربا جسداً فالائتلاف والاختلاف للقلوب .انتهى.
فإذا كان ديننا لم يفرض الصداقة على من تناكرت قلوبهما فكيف يفرض الزواج على من تناكرت قلوبهما وأمزجتهما وطبائعهما؟!!!!

إن للقبول النفسي دخلا أي دخل في اختيار الزواج، وأسوق لك ما يؤكد هذه الحقيقة:-
1- حدث في عصر النبي صلى الله عليه وسلم أن: عبدا اسمه مغيث تزوج أمة اسمها بريرة، وكانا عبدين، فأنعم الله على بريرة فأعتقت في حين بقي مغيث على عبوديته، فما إن حصلت بريرة على العتق إلا وبادرت بالتمسك بفسخ نكاحها من مغيث لا لشيء في صلاحه وتقواه، ولكن لأنها لا تحبه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يشفع له عندها فتأبى، ولم يخفها( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

وإليك نص هذه القصة كما رواها البخاري من حديث عبدالله بن عباس :-
(عن ابن عباس:أن زوج بريرة عبد أسود يقال له مغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس: (يا عباس، ألا تعجب من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثا). فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو راجعته). قالت يا رسول الله تأمرني؟ قال: (إنما أنا أشفع). قالت: لا حاجة لي فيه.)

2- حدث أن السيدة أم سلمة لما مات زوجها خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرت عن القبول لثلاثة أسباب لا دخل لها بمسألة الخلق والدين قطعا، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل الناس خلقا ودينا، فدل ذلك على أن هناك مقاييس أخرى لا مانع من اعتبارها، وإليك القصة كما ذكرها الإمام أحمد في مسنده:-

(عن أم سلمة قالت: - أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا فسررت به قال لا تصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا فعل ذلك به قالت أم سلمة فحفظت ذلك منه فلما توفي أبو سلمة استرجعت وقلت اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منه ثم رجعت إلى نفسي فقلت من أين لي خير من أبي سلمة فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أدبغ إهابا لي فغسلت يدي من القرظ وأذنت له فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف فقعد عليها فخطبني إلى نفسي فلما فرغ من مقالته قلت : يا رسول الله ما بي أن لا تكون بك الرغبة في، ولكني إمرأة في غيرة شديدة فأخاف أن ترى مني شيئا يعذبني الله به وأنا إمرأة قد دخلت في السن وأنا ذات عيال فقال أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز وجل منك وأما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل الذي أصابك وأما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي قالت فقد سلمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أم سلمة فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم).

فدلت هذه الأحاديث على أن المرأة يمكنها أن ترفض من تقدم إليها إذا لم تشعر ناحيته بعاطفة فياضة من الحب.

غير أنني أخشى أن يكون رفضك له بسبب أنه لا يسمعك كلمات الحب والعشق، ولا يملأ أذنيك بما تحب أن تسمع الفتاة ، ولا يشبع تلك العاطفة الكامنة بين جنبيك...... فإن كان الأمر كذلك فاعلمي أن هذا لا يدل على جفاف مشاعره، ولا يدل على أنه لا يفهم لغة النساء، ولا يدل على أنه لا يملك عاطفة سيالة ونفسا تواقة، ولا يدل على أنه لا يعرف الغزل والتشبيب.

ولكنه يدل على أنه شاب وقاف عند حدود الله تعالى، يمنع نفسه مما منعه الله منه، ويأمرها بما أمره الله به، فليست الخطبة وقتا صالحا لمثل هذا... فتبصري.

والله أعلم .



المصدر: إسلام أون لاين







التفاضل بين الخاطبين



عنوان الفتوى: التفاضل بين الخاطبين

نص السؤال:

خطب ابنتي شابٌّ وجيه وعلى قدر لا بأس به من العلم والخُلُق والدين، وعَرَضْتُ الأمرَ على ابنتي فوافَقَت فأعطيتُه كلمة، ثم جاء آخر أفضلُ منه بكثير في العلم والخُلُق والدين، وهو ميسور الحال، وسنه مناسب لسنها، فعرضت الأمر عليها فمالت إليه أكثَرَ من ميلها للأول، ولكننا أصبحنا في حرج من الخاطب الأول، فهل لو رفضناه بأسلوب مهذب أو بحيلة من الحيل نكون قد ارتكبنا إثمًا؟ وأنت تعلم يا سيدي أن الحياة معقدة، وأن الانتظار صعب، فالخاطب الأول ليس معه في الوقت الحاضر ما يقدمه لمخطوبته من شبكة ومهر وغير ذلك، وليس له في الوقت الحاضر مسكن للزيجة.

اسم المفتي: الدكتور محمد بكر اسماعيل

نص الإجابة:

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:
إذا أعطى الرجل الخاطب الأول كلمة، فهذا وعد بالزواج ،فإن رجع الأب عن وعده للأول ،وقبل الثاني ،فهو آثم ،للحوق الخاطب الأول ضرر نفسي واجتماعي، وإن كانت الخطبة على الخطبة حرام، فإنَّ الأب الذي يوافق على ذلك يشترك في الإثم، إلا أن يكون الخاطب الثاني لا يعلم، فيكون الإثم كلُّه على الأب، ومع هذا فإن تم قبول الخاطب الثاني ،وتم الزواج ،فالزواج صحيح مع الإثم .
يقول الدكتور محمد بكر إسماعيل الأستاذ بجامعة الأزهر :

أقول لك أيها الأخ المسلم: استفتِ قلبَك، والمرءُ فقيه نفسه، فأنت قد أعطيتَه كلمة، والرجل عند كلمته، والوفاء من شِيَم المؤمنين، والغدر من شِيَم المنافقين (واللهُ يَعلمُ المُفْسِدَ مِن المُصْلِح) والغيب لله، والخير فيما يختاره الله، وأنت لا تدري أيَّ الرجُلَين خير من الآخر على وجه التحقيق، فراجِعْ نفسَك، وحَكِّمْ ضميرَك، وضَعْ في اعتبارك أن وَعْدَك للخاطب الأول يُعَدّ اتفاقًا مبدئيًّا على الزواج، ولا يجوز لك أن تتحلل منه إلا إذا اعتذرتَ إليه واسترضيتَه وعوضتَه عما أنفقه من مال وجهد في هذه الخِطْبة، هذا إن كنت لابد فاعلاً، وأرجو ألا تكون في عجلة من أمرك فتُقْدِم على فَسْخ الخِطْبة الأولى قبل أن تستخير الله ـ عز وجل ـ أنت وابنتك بصلاة ركعتين في جوف الليل تقرأ فيهما دعاء الاستخارة الواردة في حديث البخاريّ. وبالله توفيقك.

ويجب أن يعلم المسلم أن الخِطْبة على الخِطْبة حرام لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده: "المؤمن أخو المؤمن، فلا يَحِلُّ له أن يبتاعَ على بيع أخيه، ولا يَخْطِب على خِطْبة أخيه حتى يَذَرَ" أي: حتى يترك البيع ويَعدِل عن الخِطْبة، فإذا خطب رجل امرأة ورضيَت به ومال كل منهما للآخر فلا يجوز لرجل آخر أن يتقدم لخطبتها بناء على هذا الحديث الصحيح؛ لِما في هذه الخِطْبة الثانية من اعتداء على الخاطب الأول وإساءة إليه، ولِما قد يؤدي إليه هذا العمل من اشتعال نار الغَيرة والعداوة بين الخاطب الأول والخاطب الثاني، ولا يَجهَلنَّ أحدٌ ما تفعله الغَيرة في نفوس الناس وما يجرّه الحقد من وَيلات.
والله أعلم.



المصدر: إسلام أون لاين