منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - تحليل الشخصيات وفن التعامل معها تعرف على عشر شخصيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-01-2008, 08:01 PM
  #27
الزوجة الغالية
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 64
الزوجة الغالية غير متصل  
ثامناً : الشخصية التجنبية

- المراد بها:

إن الشخص السوي نفسياً لديه قدر متوسط من القابلية للتأثر بانتقادات الآخرين

والانزعاج منها ولديه حرص على كرامته ولا يمنعه ذلك من مخالطة الناس والتفاعل

معهم وإن احتاج إلى اجتناب بعضهم (كالثقلاء والمغرورين والسفهاء ..) أما صاحب

الشخصية التجنبية فهو مبالغ في اجتنابه للآخرين ولديه علة في شخصيته.


- أمثلتها:

1.محمد معلم في المرحلة الثانوية شديد الشعور بالحرج من أسئلة الطلاب

وملحوظاتهم على طريقة تدريسه ، قليل الاختلاط بزملائه ،كثير الهرب من

المسئوليات اللاصفية ،وإذا حضر الموجه حصته شعر بالارتباك الشديد وإذا أبدا الموجه

بعض الملحوظات تأثر بشكل كبير لمدة طويلة.


2.أبو إبراهيم له مجموعة من الزملاء يجتمعون كل أسبوع في استراحة جميلة ،

ويتبادلون الأحاديث والمزاح ، وكثيراً ما يسألون عنه ويلحون عليه بالحضور لكنه يعتذر

منهم بأعذار تبدو متكلفة وإذا حضر معهم فنادراً ما يبدي رأيه في أي أمر وإن أشركوه

في المزاح تضجر وقاطعهم فترة طويلة ، يبالغ في تصغير نفسه وتراجعه عن أمور هو

قادر على أدائها بكفاءة لو أقدم عليها.



- أبرز صفات الشخصية التجنبية:


1.الانزعاج الشديد و الحساسية المفرطة من انتقادات الناس وملحوظاتهم والمبالغة

في استقبالها وتفسيرها

2.التحرز من المهام والأنشطة الاجتماعية التي تطلب تفاعلاً مع الآخرين .

3.نقص واضح في مهارات التواصل الاجتماعي ومهارات إثبات الذات.

4.تجنب الاندماج الاجتماعي ومخالطة الناس خوفاً من الانتقادات وهرباً من الاحراجات

المتوقعة (الارتباك ، الخجل ..) رغم الرغبة في المخالطة وعدم الاستمتاع بالوحدة

(مقارنة بالشخصية المعتزلة)، وحينما يتأكد من قبول الآخرين له ورضاهم عنه

يخالطهم.

5.التقوقع والانكفاء على الذات و الإحجام عن المبادرة وإظهار الإمكانات والقدرات .

6.المبالغة في احتقار الذات وتصغير القدرات وتقليل الطموحات.


كيفية علاج صاحب الشخصية التجنبية:


1 – المعالجة النفسية الهادفة للإستبصار على تلطيف حدة الخوف المرتبط بصراعات

لا واعية.

2 – التدريب التعبيري والتدريب على المهارات الاجتماعية لزيادة ثقته بنفسه وهذا ما

تسعى له أيضاً أساليب نزع الحساسية.

3 – قد تفيد أساليب المعالجة المعرفية في تقليص وإزالة التوقعات المرضية التي

تنقص إلى حد كبير ثقة المريض بنفسه.

4 – المعالجة الجماعية.



تاسعاً : الشخصية جاذبة الأنظار

- وتسمى :

الشخصية الهستيرية


- المراد بها:


قد يحتاج الشخص السوي نفسياً أن يلفت أنظار من حوله إلى أمر مهم له أو لهم

(كإنجاز قام به أو سلعة اشتراها أو نحو ذلك ) لكنه لا يبالغ في ذلك كماً ولا كيفاً ولا

يكون هدفه مجرد لفت الأنظار و إنما يجعل ذلك وسيلة لما وراءه من غايات وأهداف

نبيلة.

ومن الناس من لدية علة في هذا الجانب فيبالغ في لفت الأنظار وجذبها إليه ويجعل

ذلك غاية في حد ذاتها ويسعى إليها بكل وسيلة يستطيعها .


-مثالها:

خالد شاب ناعم متغنج في مظهره وتصرفاته فشعره لا يختلف في طوله وقصته عن

شعر أخته وكذلك عطره الخاص الذي يحتفظ به في سيارته عطر نسائي مشهور وهو

يعلم ذلك ويعجب أن يتعطر بذلك العطر ويمر وسط السوق فيلفت الأنظار بشكله

العصري ولاسيما أنه يقوم أحياناً ببعض الحكات غير الطبيعية وإصدار بعض الحركات

الغربية ، وأما هاتفه النقال فلا يكف عن إصدار النغمات المتنوعة وخالد كل مرة

يستقبل مكالمة جديدة ويرفع صوته في حواره ليسمع من حوله ...


-أبرز صفات الشخصية جاذبة الأنظار:


1.الولع بجذب أنظار الناس ، والاستحواذ على انتباههم واهتمامهم باستمرار

ولاستمتاع بذلك والانزعاج من ضده.

2.المبالغة في التعبير عن الانفعالات والمشاعر بتصرفات وعبارات قد لا تتلاءم مع

الموقف وفيها سرعة استثارة وأحياناً يعجز عن التعبير عن المشاعر.

3.المبالغة في إظهار النشاط والحيوية ، مع الميل إلى كثرة التجديد و التنويع في

الاهتمامات والمظاهر والممتلكات والعلاقات الشخصية (تباعاً لما يحقق جذب الأنظار)

إضافة إلى كره الروتين والنمطية .

4.المبالغة في إقامة علاقات اجتماعية كثيرة ومتنوعة ولاسيما مع ذوي الجاه والمال

والمنصب ، من أجل دخول دائرة الاهتمام الاجتماعي والتواجد تحت الأضواء الساطعة

التي تجذب تحتها الأنظار ولذا تغلب على تلك العلاقات سرعة التقلب والتغلب والتحول

تباعاً لمواقع الأضواء .

5.سطحية التفكير وضحالته وبعده عن الواقع مع السذاجة وسرعة الاستجابة .


6.ضعف الهمة والتحمل وسرعة الضجر مع قصر النظر وضعفه عن التطلع للمستقبل

والاستعداد له و الإلتفات للماضي والإفادة من دروسه.

7.فقدان الصبر والمثابرة وعدم القدرة على تحمل تأخر النتائج ،وعند التعرض للضغوط

النفسية والأزمات والإحباط يبرز استعطاف الآخرين وجذب الانتباه بصورة ملحوظة.

8.استطلاع مشاعر الآخرين واهتمامهم وما يثير إعجابهم والتعرف على ما ينفرهم

ويسخطهم ورصد ذلك بدقة و الإستفادة من ذلك في جذب الأنظار وكسب اهتمام

أكبر عدد ممكن من الأشخاص ، فهو يتمشى مع ما يطلبه المشاهدون و المستمعون

و لكن حسب طريقته هو وفهمه.

9.استخدام السلوك الإغرائي للجنس الآخر إذا ضعف الوازع الديني كالمبالغة في

الزينة والتغنج في الحديث والتصرفات.

10.طلب السعادة من خلال إعجاب الآخرين والحصول على رضاهم ،ويرى الشخص

نفسه أنه اجتماعي مرح محبوب يوافق الآخرين ويوافقونه ويسعدهم ويعجبون به.

11.التعامي عن عيوب النفس وقلة الاستبصار بها أو السعي في إصلاحها.

12.تبذير المال وتشتيت الجهود والطاقات لأجل كسب استحسان الناس.

13.الانشغال بالمظاهر الجوفاء البراقة والغفلة عن حقائق الأمور ومخابرها وجواهرها.

- مجالات نجاح الشخصية جاذبة الأنظار:

مما يميز أصحاب الشخصية الهستيرية بشكل واضح وملحوظ، هو القدرة على الهروب

من مواقف معينة ، من خلال التحلل من شخصيتهم الأصلية واكتساب شخصيات

أخرى تتلائم مع الظروف الجديدة كما يتطلب أحياناً من الممثل أن يعيش في شخصية

البطل يومياً لمدة ساعات بإجادة تامة , فالشخصية الهستيرية لها قدرتها على

تقمص الشخصية التمثيلية واندماجها مع الشخصية التي تقوم بالدور عنها ويتطلب

ذلك انفصالها عن شخصيتها الأصيلة وهو ما تتميز به الشخصية الهستيرية كما يقول

علماء النفس .

كما تصلح الشخصية الهستيرية للأعمال التي تحتاج لعلاقة مباشرة مع الناس مثل

الخطابة واللقاءات والعلاقات العامة والتمثيل المسرحي ومذيعي الإذاعة وبعض المهن

التي تحتاج إلى اللباقة في الحديث والإقناع مع الاستعراضية والمباهاة .