منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ¤®§(*§ من هو المراهق؟وكيف نكسبه ونضبطه؟؟مع ضيفة المنتدى الباحثة العنود الطيار§*)§®¤')
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2007, 10:56 AM
  #15
العنود الطيار
باحثة اسرية و تربوية
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 154
العنود الطيار غير متصل  
أختي أم جمانة و صائمة لله

شكراً على تفاعلكما الطيب ، سأرد إن شاء الله على أسئلتكما بعد استكمال الإجابة عن سؤال أختنا الكريمة أم أثير ، ولعلكما تجدان أيضاً فيه شئ من الإجابة على تساؤلاتكما ، حيث حاولنا الإجابة على :

من هو المراهق ، وبدأنا بالإجابة على : كيف نكسبه

وتحدثنا عن كيف نشرح للمراهق طبيعة مرحلة المراهقة قبل أن يدخلها كوسيلة وقاية للبدء بكسب المراهق قبل أن يضيع منا ، ثم بدأنا نتحدث ما هي الأمور التي تجعلنا نكسبه ، وذكرنا ( استغلال قابلية المراهق للإستهواء ، ثم استغلال نمو ذكاؤه في توجيهه ، وهنا ذكرنا كيف نساعده في اختيار الأصدقاء ، وسأبدأ من هذه النقطة .
أما كيف نضمن للمراهق رفيق صالح فهذا يكون بالطرق التالية :

1- الحديث الدائم مع المراهق حول أصدقاءه وحياته خارج المنزل ، والإنصات الجيد له ، فمن خلال هذا الإنصات وهذا الحديث يستطيع الوالدان والمربون معرفة الصديق الصالح من الصديق السوء ، فمثلاً لو قال المراهق أن صديقه فلان إستخدم السجائر أو ما يعادلها ودخن ، بينما فلان رفض التدخين وذهب للمسجد ، فهنا من السهل علينا معرفة نوع كل من الصديقين فنقول له عندها ، إن صديقك الذي لم يدخن صالح ولا مانع من دعوته إلى البيت لنتعرف عليه أكثر ، فنشجعه عندها على هذا الصديق ، ونذم الآخر لكي يكرهه ويبعد عنه ، ويجب ملاحظة أن هذا ليس من الغيبة لأن النية منه هو حماية هذا الولد أو البنت .

2- ذكر قصص قديمة ومعاصرة نثبت فيها للمراهق أهمية الصديق الصالح وضرر الصديق السوء ، ولنحاول أن نقنعه دائماً بالأدلة من القرآن الكريم والسنة المطهرة ، ( أذكر عندما كنت في الصف الأول متوسط حاول أبي فرض الحجاب علي ولكني رفضته رفضاً تاماً ، ولما علمت من نفسي أنه واجب علي بالأدلة القاطعة تحجبت جيداً بل وصرت أدعو الأخريات للحجاب وأذكر لهن الأدلة فاسترحت وأرحت ) ولذا كثيراً ما يكون المراهق إنسان عاقل في الوقت الذي نظن أن لا خير يرجى منه ، لماذا ؟ لأننا لا نفهمه ، فالمراهق عادةً يكون لديه حماس ديني ولا بد من :

استغلال الحماس الديني لدى المراهق (1)

-
ويعتبر إنطلاق هذه الشخصية الروحية الهائلة لدى المراهق فرصة ذهبية لوالديه لكي يعيدا تشكيل نفسه على وضعها الصحيح إن كان ذلك قد فاتهما في طفولته لسبب من الأسباب ، أو يثبتا كيانه في صورته السليمة إن كان قد سار في طريقه السليم من قبل ، فيعمقا كل القيم والمبادئ السابقة ، ويزيداها رسوخاً .
ونظراً للنمو العقلي للمراهق فيجب التركيز على ما في الإسلام من إعجاز علمي ، وخاصة في جوانب الإعجاز البديهي التي لا تقبل المجادلة والمناقشة ليستطيع الدفاع عن دينه دفاعاً قوياً ، ويشعر من خلاله بالإعتزاز بإيمانه الكامل الراسخ بالله ، وبالإسلام .

نستطيع القيام ببعض الخطط لإقناعه وقد ورد مثل هذه الخطط مثل : المكافآت التي تناسبه ، المدح عندما يقوم بعمل يعجبنا ، استغلال الإجتماعات العائلية لنقوم بإجراء المنافسات الدينية والعلمية بين المراهقين ، ونطرح أسئلة مثل من الذي قرأ أكبر عددمن الكتب خلال الشهر الماضي ؟ هناط طريقة جربتها مثل أن نطرح سؤالاً عن آية من الآيات ونطلب من المراهقين استخراجها من القرآن الكريم بعد تحديد الأجزاء والهدف من هذا توجيههم لقراءة القرآن الكريم ، والتأمل فيه ، ولو فكرتم لوجدتم لديكم أفكار أخرى كثيرة تعطيكم فرصة للإحتكاك أكثر بالمراهق والتفاعل معه من خلال هذا التفاعل تستطيعوا أن تعطوا المراهق الحب والتقدير الذي يحتاجه لكي تكسبوه .

-- استغلال حاجة المراهق إلى الأمان : هناك نظرية تقول كلما شعر المرء بالأمان كلما كان نضجه الإنفعالي أكبر ، ولقد أثبتت كثير من الدراسات أن العزلة الإجتماعية وانعدام الشعور بالأمان مع الإحساس بالوحدة واليأس المصاحب لذلك هي أسباب حدوث نسبة كبيرة من حالات الإكتئاب المزمن وغيره من الأمراض النفسية (2 )

والأمان هو إشباع الحاجة إلى الحب والعطف والتقدير بالإضافة إلى الأمان المادي والإجتماعي

ونظراً لأهمية توفير الأمان للمراهق فإننا ندعو الآباء إلى رعاية استقرار الأسرة والإهتمام الجاد بالقضاء على المشاكل الزوجية لمساعدة الأبناء على تهذيب إنفعالاتهم والسيطرة عليها وتوجيهها حتى تنضج فهي من أول العوامل لتكوين الخلق القويم .

- استغلال الحاجة إلى الحب ، والتشبث بالمحبوب :

لدى المراهق عاطفة كبيرة ، فكما قلنا أن لديه حدة وهشاشة في إنفعالاته وغزارة كبيرة مع فراغ عاطفي ، وهذا ما يفسر لنا توجه المراهق بحب بعض الشخصيات والمبالغة في إظهار هذا الحب ، ومن هذا الحب الحب العذري أو حب الجنس الاخر ، ومع أننا يجب أن نوجهه إلى أن هذا الشعور طبيعي يجب كذلك إبلاغه أن هذا الحب يجب أن يتوجه إلى الزوج ، وليس غيره ، فلم لا نستغل هذه الحاجة للحب ونجعل المراهق يوجه حبه لنا أي للوالدين والمربين لكي نكسبه ، والسؤال الذي يطرح نفسه : كيف ؟
والجواب : عن طريق إشباع حاجته إلى القبول والتقدير ، فكما قلنا أن لدى المراهق إعتداد كبير بذاته ، وهو يتصور أنه وحده على صواب ، وأنه الأفضل والأجمل ، ومن هذه النفطة نبدأ : إذ علينا أن نشبع لديه هذه الحاجة عن طريق المدح ، فلا يجب أن نترك فرصة تمر دون مدح المراهق إذا أجاد خاصة وأن هناك فئة سريعة الملل بحاجة دائماً إلى التشجيع المستمر والمتابعة .

وحتى يكون هناك سبب مقنع للتقدير فعلينا تحميل المراهق بعض مسؤولياته التي كنا نقوم بها عنه ، مثل شراء حاجياته وملابسه بنفسه ، وليس ذلك فحسب بل والإعتماد عليه في القيام ببعض الواجبات المنزلية ، مثل متابعة الأخوة الصغار في الدراسة وسؤال المدرسة عنهم ، وشراء بعض حاجيات المنزل ، والقيام ببعض الأعمال فيه بالإضافة إلى القيام ببعض الواجبات الإجتماعية نحو الآخرين . والإعتماد عليه بإتخاذ بعض القرارات ومشاورته في بعضها ، وإعطائه الفرصة للحوار ، كل هذا حتى يشعر بقيمته خاصة بعد أن يلقي منا الشكر والتقدير على هذه الجهود .
وكثيراً ما يصاب المراهق بتصلب الرأي والإعتداد بالشخصية حتى يبدو عسيراً جداً إقناعه بخلاف رأيه أو خطأ فكره .
وهنا يجب أن نحذر من الضرب لأنه قد يؤدي إلى هروب المراهق أو المراهقة من البيت ، وعليه فيجب معاملة المراهق مرة كأخ ومرة كإبن ، وإذا لم ينفع الإقناع والوعظ والإرشاد و تطهير المنزل من وسائل الإفساد فلا بد من الهجر إلى أن يقتنع من تلقاء نفسه .

وإذا ما كسبنا حب المراهق عن طريق تقبله وتقديره بالتشجيع والمدح أمكن توجيه عاطفة الحب هذه نحو حب الله ثم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، عن طريق الآيات القرآنية والحديث الشريف والسير ، ولكن علينا ملاحظة عدم المساس بذاته عند توجيهه لأن المراهق يكون في العادة معجباً
بذاته ، فلا نقول له مثلاً : أنت غبي ، أو أنت قذر أو قبيح ......... ألخ .

ضرورة إظهار الحب
: إذ لا قيمة للحب المخفي فالإبن بحاجة إلى الحب كما ذكرنا منذ البداية ولا بد أن نعلمه أننا نحبه ، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه أحبه ) فكيف بأبنائنا وذلك عن طريق تدريب النفس على الكلمة الطيبة عن طريق إعطاء الإبن كل يوم ولو ( لحسة عسل ) واحدة كما اقترح أحدهم ، ولو فعلنا هذا مرة واحدة كل يوم لوجدنا أنفسنا قد تدربنا على إظهار الحب ، ومن ذلك الإكثار من تقبيله ، كما وُجد أن ضم الطفل ووضع رأسه إلى صدرنا مع المسح على شعره يشعره بالراحة والطمأنينة ويخفف عنه الكثير من المعاناة النفسية - كما ذكر الدكتور محمد الثويني - من تجربته حيث وجد أن 100% من الناشئين الذين لديهم مشاكل نفسية ينفجرون باكين عند حدوث هذه الحركة لهم ، وهذا ما يفسر لنا لماذا رغّب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسح على رأس اليتيم ، أضف إلى ذلك النظرة الحانية والابتسامة وملازمتهم أطول فترة ممكنة ، ومشاركتهم إهتماماتهم والذي لم يعتد على هذا الشيء ويريد أن يعود نفسه ، فلو حمل معه دائماً حقيبة حب و فتحها مرة واحدة في اليوم ، وأخرج منها قبلة واحدة وابتسامة و ضمة و كلمة حب واحدة ( أحبك ) ( حبيبي ) وكلمة تشجيع أو كلمة مديح واحدة يوميا لوجد نفسه يوم وراء يوم وقد أصبح إظهار الحب هو طبعه ، ومن إظهار الحب : القيام بصنع شيء يحبه أو يحتاجه حتى لو كان هناك من يقوم به غيرنا عادةً مثل ترتيب حجرته بأنفسنا ومفاجأته بوضع شيء من الشوكولاته أو الورد أو أي هدية يحبها إلى جانب سريره ( خدمة فندقية) مترفة .
.
1- حنان الجهني - تربية المراهقة
2- جيمس ويليس – جون ماركس – ترجمة طارق الحبيب ( الطب النفسي المبسط ) – جامعة الملك سعود .