منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - همي لايُطاق ومأساتي ليس لها مثيل ..!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2010, 11:20 PM
  #2
ثنيـــــان
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية ثنيـــــان
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 1,189
ثنيـــــان غير متصل  
انظر الى هذا يعيش في بيتٍ فسيح وفي دعةِ وأمنٍ ورزقٍ واسع ! لنذهب إليه ونسأله هل هو يعيش في سعادة وهناء محض!!
سيقول لك نعم أنا سعيد لولا أنه صار لي كذا وكذا نغّص عليّ الحياة ! فتضحك أنت من هذا الهمّ !
لكن إنتظر!
هو بالنسبة له همّ!!
إذاً اصبحنا شُركاء أيها المحزون !!!
إمرأة تدخل أحد البيوت زائرة لأهله فإذ هو قصرٌ وليس بيت!!
ألوانٌ جميلة ! وأثاث مبهر ! وهو روعةٌ في كل شيئ !
كلما نظرت إلى زوايةٍ منه قلت هذه أجمل من تلك فتحتار في هذا المكان البديع !
فلما حضر الطعام إذ بمائدة عليها مالذ وطاب من أنواع الأكل المقبلات والحلويات ، وأنواع اللحوم ،مائدةٌ الجائع يشبع لو ألقى فقط نظرةً عليها !!
تقول هذه المرأة فقلت في نفسي دون أن أُخبر سيدة البيت :
ماأجمل هذه الحياة ! وما أتعسني ببيتي !
ماأجمل هذا المكان وما أسعد هذه المرأة بزوجها وأبنائها حولها ! تقول تمنيت لو أني مكانها وأني في هذه الحياة الرغيدة وهذا الهناء الجميل !
فودعتها وقلبي باكي وفي صدري آهةُ حرّى وفي حلقي غصّةٌ حزينة حين قارنت بيني وبينها!
تقول فذكرت ذلك عند إمرأة فولولت وجلجلت وقالت هل رأيتي حال تلك المرأة فقلت في أسعد حال !
قالت : بل في أتعس حال !!
قلت عجيب!! وكيف ؟
قالت : إن زوجها صحيح رجل يعيش في ذلك القصر ولدية من الأموال الشيئ الكثير لكن تعرفين أن حياتها في همٍّ وكدر إنه يسيئ معاملتها ووصلت إلى أنه يضربها ضرباً مبرحاً ولامرة ولاثنتين ولا ثلاثه بل لأتفه الأسباب حتى تعودت عليه وأصبحت العيشة معه لاتُطاق لولا أنها تقول أتحمل لأجل أولادي . وتقول فوق هذه العيشة لقد قام هذا الرجل بطرد ابنه من البيت منذ سنواتٍ عدّه فهو يعيش طريداً مشردًا وأمه تعيش تكفكف دموعها حُزناً عليه وتعرفين أن هذا الإبن يسرق رؤية أمه سرقه فهو يأتيها ليراها ويسلم عليها حين يغادر الاب خارج البيت إما للتنزه مع أصحابه أو لأي أمرٍ آخر 0
تقول هذه المرأة قلت سبحان الله كل هذا يحصل في ذلك البيت الرائع والبيت الجميل يالهذه السيدة المكلومة ويالحظها التعيس!!!
في الهند ورومانيا في الأردن وإيطاليا في أندونيسيا وبلجيكا في أنغولا وأمريكا في اليمن وإسبانيا في البرازيل وروسيا في التبت وسوريا في مسقط وتركيا في السعودية ونيوزيلندا في إيران ومالطا في جُزر القُمُر وإيسلندا في تشيلي !!!
في العالم أجمع ؟
تجد المهموم والمحزون ، تجد المغبون والباكي الشاكي ، لكن المسلم المهموم غير المهموم الهندوسي ، فنحن إلهنا يسمعنا ونشتاق إليه ، نلجأُ إليه وقت الشِّدة ، ندعوه ونلح عليه بالدعاء فلايغضب !!
( وقال ربكم ادعوني استجب لكم )
بل هو يحبُّ اللحوح بالدعاء ، بينما الهندوسي أين يلتجئ وإلى أي إلهٍ يدعو !!
يبكي لمن!!
يدعو من !!
يرجو من !!
من يزيل همّه ؟ من يُسَكِّن فؤاده ؟
والكافر إن ضاقت به الدنيا الواسعة فإلى أين الملجأ وإلى أي ركنٍ يأوي ؟!!
فلك الحمد والثناء يارب أن جعلتنا مسلمين ، مؤمنين ، نعرف أن لنا خالقاً قدّر هذه الأحوال قبل أن يخلق الخلق ، نعرف أن ماأصابنا لم يكن ليخطئنا وأن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا وأنه قدّر كل شيئ بحكمه ولو كان في ظاهره بلاء.
فدونك ايها المغتم ، دونك أيها الباكي الشاكي ، ارفع رأسك واستغفر ربك والجأ الى الله الأعظم فبأمره كل شيئ صعبٍ يهون، وكل محنةٍ تزول ،وكل أمرٍ معقّد ينحل بإذن الله ، قدّر هذا البلاء وهذه البلية لكي نرفع الأكف إليه ونلهج بذكره وندعوه ليل نهار، نبكي على بابه ونذرف الدموع الحرّى له لكي يستجيب لانيأس ولا نستعجل الفرج.
ربٌ قريبٌ رحيمٌ ودودٌ بحره معطاء وخيره واسع ورزقه وافر وفرجه آتٍ لامحاله ، ياصاحب الهم أبشر بالسعادة ، أبشر بالفرج أبشر بالظفر بعد الصبر ، أبشر وأبشر..


يتبع -

التعديل الأخير تم بواسطة ثنيـــــان ; 01-08-2010 الساعة 11:28 PM