منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - مدينة نابلس .. مدينة أبو محمود الفلسطيني جبل النار ....في صور
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2008, 08:28 AM
  #10
أبو محمود الفلسطيني
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,111
أبو محمود الفلسطيني غير متصل  
ويصف ابن بطوطة ( المتوفى سنة 779هـ/1377م ) نابلس في رحلته حينما وصل إليها بأنها مدينة عظيمة تكثر بها الأشجار والأنهار والينابيع فقال: "ثم خرجت منها إلى مدينة نابلس. وهي مدينة عظيمة، كثيرة الأشجار، مطردة الأنهار"(30).

كما وصفها باشتهارها بشجرة الزيتون الذي يحمل زيتها إلى مصر والشام، كذلك تشتهر بصناعة الحلوى من الخروب، وكذا البطيخ، وفي ذلك يقول: "من أكثر بلاد الشام زيتوناً، ومنها يحمل الزيت إلى مصر ودمشق. وبها تصنع حلواء الخروب وتجلب إلى دمشق وغيرها. وكيفية عملها أن يطبخ الخروب ثم يعصر ويؤخذ ما يخرج منه من الرب فتصنع منه الحلواء، ويجلب ذلك الرب إلى مصر والشام، وبها البطيخ المنسوب إليها وهو طيب وعجيب"(31)

وقد وصف كذلك مسجدها الجامع الذي يتميز بغاية الإتقان والحسن، يتوسطه بركة ماء. وهو الجامع المعروف الآن بـ "الجامع الصلاحي الكبير" وفي وصفه يقول: "والمسجد الجامع في نهاية الإتقان والحسن، وفي وسطه بركة ماء"(32).

ويمكن أن نستنتج من النص الذي قدمه ابن بطوطة عن مدينة نابلس:

1. نابلس مدينة وليست بلدة أو قرية، وهي ليست مدينة فحسب، بل وصفها بأنها مدينة عظيمة كثيرة الأشجار والمياه.

2. مدينة من أشهر مدن الشام في الزيتون. فهي تنتج الزيت وتصدره إلى مصر والشام.

3. مدينة صناعية تجارية ولا سيما صناعة الحلويات الذي ينتج محلياً من الخروب وغيره، ويُصدّر إلى الشام ومصر وغيرها.

4. مدينة زراعية حتى أن هناك ثماراً تنسب إليها مثل البطيخ النابلسي.

5. مدينة إسلامية تكثر بها المساجد، وبها مسجد جامع كبير وهو المسجد الصلاحي الكبير حالياً.

أما القلقشندي ( المتوفى سنة 821هـ/1418م ) الكاتب والناقد المعروف فقد ذكر نابلس في كتابه "صبح الأعشى في صناعة الإنشاء" فوصفها بأنها مدينة عظيمة فهي مدينة تكفي ذاتها لذلك فهي مدينة يحتاج إليها ولا تحتاج إلى غيرها.

وقد وصف ابن حوقل نابلس اشتهارها بكثرة المياه والينابيع فيها.كما ذكر بأنها مدينة السامري فقال: "نابلس من جند الأردن، وهي مدينة يحتاج إليها ولا تحتاج إلى غيرها. قال ابن حوقل: وليس بفلسطين بلدة فيها ماء جارٍ سواها، وباقي ذلك شرب أهلها من المطر، وزرعهم عليه. وكانت السامرة في الزمن المتقدم لا توجد إلا بها، وبها الجبل الذي يحج إليه السامرة"(33)

ويصف مجير الدين الحنبلي المؤرخ في كتابه "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" ( المتوفى سنة 927هـ/1521م ) نابلس بكثرة مياهها وعيونها الجارية، كذلك كثرة أشجارها ولاسيما الزيتون، إضافة لكثرة فواكهها. وقد ركز على أهميتها الدينية والتاريخية وكثرة علمائها. وفي ذلك يقول: "نابلس مدينة بالأرض المقدسة مقابل بيت المقدس من جهة الشمال مسافة يومين بسير الأثقال، خرج منها كثير من العلماء والأعيان، وهي كثيرة الأعين والأشجار والفواكه، ومعظم الأشجار بضواحيها الزيتون، وبها كثير من السمرة وقد قيل أن سيدنا يوسف عليه السلام قبرة بالقرب من نابلس وبمدينة نابلس مشهد يقال أنّ به أولاد يعقوب عليه السلام أجمعين"(34).

فقد ركز المؤلف على فضائل نابلس فأورد رواية لكعب الأحبار، من ذلك حديث المشرف الذي رواه بسنده عن كعب قال: "أَحبُ البلاد إلى الله الشّام. وأحبُ الشّام إلى الله تعالى القدس. وأحبُ القدس إلى الله تعالى جبال نابلس، ليأتينَّ على النّاس

زمان يتماسحونه بالجبال بينهم"(35)

ونختم حديثنا عن مدينة نابلس في كتب الجغرافيين والرحالة العرب والمسلمين بعرض المادة القيمة التي زودنا بها الشيخ عبد الغني النابلسي الرحالة والمتصوفة المشهور ( المتوفى سنة 1143هـ/1732م ) في "رحلته الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية" و "الرحلة الحجازية".

كذلك وصف المدينة بأنها بلدة مباركة، وأورد كذلك الطواحين المحفوفة بالمياه والبساتين. كذلك حسن استقبال أهلها للضيف فقال فيها: "فلما أقبلنا على ذلك الوادي المبارك، ونفح علينا ذلك النسيم الذي في طيبه لا يُشارك، وأقبلنا على تلك الطواحين المحفوفة بالمياه والبساتين، استقبلنا جماعة من أهلها، كانوا هناك لنا منتظرين، بقصد اللقاء والاجتماع على عادة المحبين".

وقد خرجوا للقائنا بأجمعهم وأرفعهم وأوضاعهم من كبير وصغير وشريف وحقير وخطير، وهم يتلون أمامنا البرأة الشريفة(36).

وقد ذكر لنا في رحلته كثراً علمائها وأعيانها واشتهارها بكثرة مساجدها والمقامات فيها. وختاماً فقد مدحها الشيخ عبد الغني النابلسي بهذه الأبيات الشعرية:

زرتُ في بلدتنـا نـابلس أهـل أصل في العلا منغرس

أهـل إكرام وجود وتقى ما لهم غير الهوى من حدس

عندهم آنست نوراُ لائماً مثل مـوسى طـالباً للقبس
__________________