كلنا كبشر تعترينا مشاكل كثيرة في حياتنا وتفاصيلنا اليومية، لايكاد أحد يخلو من ذلك من هم وضيق وقلق وحسرة وخسارة وغير ذلك، سواءً كنتَ ملكاً أو غنياً أو تعيش في بحبوحة من الرخاء الهائل أو كنتَ معدماً فقيراً لاتكاد تجد قوت يومك، أو بين هذا وذاك.

كثير من الناس يتألمون يشتكون يشعرون بضيقٍ نفسي أو مزاجي هائل يؤثر على حياتهم وعلى علاقتهم بغيرهم من الشركاء، قد يشعرون أنهم مستثناون أن هناك من يقصد آذاهم، ينظرون للأخرين ممن من الله عليهم ويتمنون وضعهم أو ينظرون إلى غيرهم من الناجحين السعداء حتى ولو كانوا أقل منهم مالاً ومرتبة فيتمنون وضعهم.

الأصل في الحياة أنها تعتريها الإشكالات والهجمات المختلفة التي تؤثر بالنفس أو بالفكر مما يؤدي إلى عوارض مختلفة قد تصل إلى الانتحار والعياذ بالله ليتخلص المرء من واقعه.

إن النجاح الحق والإنسان الأكثر قدرة للوصول إلى مراتب أقرب إلى النجاح أو إلى مرحلة من التصالح مع الذات هو في القدرة على التعامل مع تلك المشاعر أو الضروف التي تحيط به، المال لايحل شيئاً والقوة لاتحل شيئاً والسفر والنزهة والأكل وغير ذلك من ممتعات أو مسليات ولا تعطيك سعادة دائمة ولا تحل مشكلتك نهائياً، الحل يبدأ من الداخل من نفسكَ أنت، من كيفية تجاوبك مع كل تلك الإشكالات المتنوعة التي تصادفك في مسيرتك الحياتية، كيف تخفف من غلوائها! كيف تحاول أن تتناساها! كيف تستطيع تحويلها من نقمة إلى نعمة! كيف تستخدم تكنيكات معينة تبررها أو تزيلها من طريقك، كيف تنغمس في السعادة وفيما حولك من أشياء حتى ولو كانت صغيرة لتحتل مساحة عقلك وتفكيرك وتدفع تلك الأفكار السيئة والهجمات السلبية من سيطرتها على ذهنك إلى مكانٍ سحيق، وهناك الكثير من الوسائل التي لايمكن حصرها في جعل نفسكَ أكثر سعادة وأقل توتراً وقلقاً وأكثر قدرة على التجاوب الإيجابي مع كل المشكلات، في أكثر قدرة على الانحناء أمام الريح العاتية حتى تعبر ثم تقوم وتواصل السير.

الحياة أبسط من أن تعقد، وأيسر من أن نمضيها في الحزن.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..