منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - هنا تُستقبل الأسئلة الخاصة بجراحة الأطفال ليجيب عليها الدكتور محمد إياد
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2009, 10:55 AM
  #28
د.محمد إياد
طبيب جراحة الاطفال و حديثي الولادة
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 39
د.محمد إياد غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Reemona مشاهدة المشاركة
د. محمد ، سؤال اخر حول المثانة العصبية عند الاطفال
كيف يتم تشخصيها و علاجها؟
المثانة العصبية هي تظاهر لأمراض ذات أسباب متعددة. المثانة بشكل مبدئي تعمل كخزان لا إرادي عند الأطفال الرضع حيث أنها تمتلىء بالبول لدرجة معينة ثم تفرغ عندما يصبح مستوى التنبيه كافيا. لاحقا يبدأ الطفل في اكتساب القدرة على التحكم بالمثانة بحيث أنها لا تفرغ إلا عندما يرغب الطفل بذلك (و هو ما يسمى بالاستمساك الإجتماعي - أي ما يمكن الطفل من العيش بشكل طبيعي ضمن المجتمع). إن هذه العملية هي نتيجة لقدرة الطفل على التحكم بعضلتين رئيسييتين هما المعصرة و المصرة (المعصرة في جدار المثانة و هي ما يفرغ البول و المصرة في المخرج و هي ما يحبس البول). لا بد مو وجود تناسق بين هاتين العضلتين من أجل أن تكون وظيفة المثانة طبيعية و فعالة. إن أي اضطراب في هذه الميكانيكية في المثانة سيؤدي إلى ما يعرف بالمثانة العصبية و التي لها أنواع متعددة بحسب الاضطراب.

التشخيص سيعتمد بشكل أساسي على وجود العوامل المسببة للمرض و من ثم الأعراض. تشوهات العمود الفقري و النخاع الشوكي كثيرا ما تكون مترافقة بالمثانة العصبية (بالحقيقة أن الترجمة الدقيقة لمصطلح neuropathic bladder هو اعتلال اعصاب المثانة و ليس "المثانة العصبية" !). من الأمراض الأخرى : الشلل الدماغي (بعض الحالات), أذيات النخاع الشوكي الرضية و أورامه و انتاناته, الاعتلال العصبي السكري و غيره. نادرا ما تظهر الأعراض بشكل بدئي و لا يمكن إيجاد سبب لها. من المهم التنبه إلى أن اعتلال أعصاب المثانة قد يترافق باعتلال في وظيفة المستقيم و عملية التغوط بسبب أن التعصيب إلى هاتين المنطقتين يكون مشتركا. الإمساك الشديد المؤدي لمستقيم ممتلئ جدا قد يضغط على المثانة مؤديا لاضطراب في وظيفتها كذلك.

أهم نتائج الاضطراب في وظيفة المثانة:

1. عدم الاستمساك البولي: و الذي يأخذ أشكالا متعددة, فقد يفقد المرء الاحساس بالامتلاء البولي و بالتالي لا يستطيع أن يفرغ بالوقت الملائم, أو قد تصبح المثانة صغيرة جدا و تحتاج للتفريغ مرات عديدة و بكمية قليلة كل مرة, قد تصبح المثانة كبيرة وواهنة و غير قادرة على التفريغ التام, أو قد تفقد المصرة قدرتها على حفظ البول و بالتالي يصبح هناك تقطير دائم للبول دون القدرة على التحكم به.

2. اضطراب الضغط في المثانة قد يؤدي لأذية الكليتين بسبب أن الضغط العالي ضمن المثانة سيؤدي إلى قلس للبول عبر الحالب مع ازدياد احتمال التعرض لانتانات البول.

التشخيص الدقيق يتم بقياس الضغط و الاحساس داخل المثانة مع المراقبة الشعاعية أو ما يعرف urodynamics و هذا الاختبار قادر على أن يبين نوع الخلل و يحدد طبيعة العلاج اللاحق.

المعالجة بالحقيقة واسعة جدا و قد تكون عبارة أدوية بسيطة كمثبطات نظيرة الودي (لتخفيف هيوجية المثانة) بالإضافة إلى معالجة الامساك. الحالات الأشد من ذلك تستلزم القيام بتفريغ المثانة المتكرر (3-6 مرات باليوم) عن طريق استعمال قثاطر يمررها المريض عبر الاحليل بنفسه (أو يقوم الأهل بذلك في الأطفال الصغار) من أجل الاحتفاظ بالضغط داخل المثانة ضمن مستويات مقبولة و من أجل الحفاظ على فترات "جافة" ملائمة تمكن الطفل من الذهاب للمدرسة و اللعب مع أقرانه .. إلخ.

الحالات الأشد تستلزم تداخلا جراحيا و عادة ما يشمل ذلك توسيعا للمثانة و تشكيل قناة جانبية عبر البطن يمكن تفريغ المثانة منها بدلا من الإحليل. التداخلات الأخرى تشمل تركيب مصرة اصطناعية أو تضخيم المصرة بحقن مواد غير قابلة للامتصاص في عنق المثانة.