منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - الخطبة
الموضوع: الخطبة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2006, 09:03 PM
  #9
الرميصـــــــاء
قلم مبدع
 الصورة الرمزية الرميصـــــــاء
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 430
الرميصـــــــاء غير متصل  
الحب قبل الزواج ضرورة حياتية أم رفاهية رومانسية؟

الحب هو كلمة لها معانٍ جميلة وسامية ونبيلة، فالحب الصادق يعني الإخلاص والتضحية والوفاء، وهناك أنواع كثيرة من الحب لكننا هنا في هذا المقام نعني العلاقة العاطفية التي تكون بين الرجل والمرأة قبل الزواج، وهل هي ضرورة حياتية أم رفاهية رومانسية؟

لذا حرصنا على عرض بعض التجارب العاطفية وآراء عدد من الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، وفي هذا الإطار طرحنا جملة من الأسئلة على المتخصصين وأهل الخبرة والرأي لإثراء هذه القضية وتوضيحها من جميع جوانبها:

حب من طرف واحد
(م.ن) شاب يقول عن نفسه إنه معروف بأخلاقه وسمعته الطيبة يبلغ من العمر 17 عاماً، وقع في حب فتاة تكبره بثلاث سنوات وقال: إن حبي لها من أجل تدينها وثقافتها العالية، وثقتي بأنها ستكون مربية فاضلة والجديد في الأمر أنها لا تعلم شيئاً عن هذا الحب، وتربطني بأهلها علاقة جيدة، وأنا أحبها لأنني أرغب في الزواج منها مستقبلاً، وهي دائماً في تفكيري.

أهلي رفضوا
ش.و فتاة في السادسة عشرة من عمرها وقعت في حب ابن عمها وتصفه بأنه حب جم، ولكن الحب كان من طرف واحد، فهو لم يظهر لها أي مشاعر، وهي أيضاً لم تظهر له هذا الحب، ولما علم أهلها بهذا الحب نصحوها بأن هذا الحب لن يدوم، وحاولت أن تنسى ابن عمها لكنها لم تستطع.

فتاة لا تعترف بالحب
م.أ تقول: بالرغم من أن المجتمع الكويتي تطور إلى حد كبير إلا أن هذا التطور لا يعني أن نتخطى الأصول والقواعد والعادات التي تربينا عليها في بيوت أهلنا، لذا لا أجد من المنطقي أن يخوض الشاب والفتاة تجربة حب قبل الزواج لأنها محكوم عليها بالفشل منذ البداية، فقد يستمر الشاب والفتاة سنة أو أكثر في لقاءات ومهاتفات وفي النهاية يتجه كل واحد منهما اتجاهاً مختلفاً، فلا داعي لنشوء هذه العلاقة من الأساس والأفضل أن تنتظر الفتاة من يرتضيه أهلها زوجاً لها، لأن موافقة الأهل هي أهم شيء، وعندما تنشأ علاقة من هذا النوع فهي إما تسلية هابطة أو حب حقيقي محكوم عليه بالفشل.

حب الأفلام
أ.ح تقول: حب ما قبل الزواج في الغالب يصل إلى طريق مسدود، ومن الأفضل لأي فتاة أن لا تدخل في ارتباط من هذا النوع مع أي شاب، لأنهما دون وعي ودون إدراك قد يقيمان علاقة حب رغم ما قد يكون هناك من العوائق التي تحول دون إتمام الزواج، والشاب نفسه قد يزهد في الفتاة ويهجرها بعد أن يحظى بفترة تسلية معينة، يتفاخر بها بين أصدقائه، وعواقب هذا الحب قد تكون وخيمة، فقد يتمسك الشاب بالفتاة أو العكس إلا أن الأهل من الطرفين قد يرفضون هذا الزواج، الأمر الذي يدفع الفتى والفتاة إلى الهروب والزواج بعيدا لكي يضعوا أهلهم أمام الأمر الواقع، فيحدث أن يتبرأ الأهل من الفتاة لذا أقول إن هذا الحب فاشل، وهو أشبه بأفلام السينما المصرية والهندية.

لو وقعت في قصة حب فاشلة بنسبة 99% لتمسكت بـ 1%
(م. البدر) ترى أن العلاقات والارتباطات العاطفية تحدث في معظم الحالات بشكل تلقائي، وهذا شيء طبيعي فالفتاة لابد أن تبحث عن شريك حياتها، وتحاول أن تنسجم معه وكذلك الشاب، وإذا فشلت العلاقة فهذا نصيبها، وهذه العلاقة غالباً ما تكون خافية على الأهل، وهناك بعض الفتيات لا يحبذن هذه العلاقة، وتقول:

أما رأيي الشخصي فلا بأس من إقامة هذه العلاقات، لأنني عاجلاً أم آجلاً سأحتك بالجنس الآخر، لذا لابد من إزالة الحواجز في حدود الأدب والاحترام، وقصص الحب الموجودة بين الفتيات والشباب غالباً محصورة فقط بين طرفي العلاقة، وهناك قصص كثيرة توجت بالزواج، ولست مبالغ إذا قلت إنني لو وقعت في علاقة حب وتيقنت أنها فاشلة بنسبة 99% لتمسكت بـ 1% وذلك بكل جهدي من أجل الحفاظ على الحب، وليس في ذلك أي عيب.

(ت عواد): أرفض الدخول في علاقة نسبة نجاحها أقل من نسبة فشلها، ولابد من اختيار شريك الحياة في ضوء شروطي وشروط أهلي وما تسمح به عاداتنا وتقاليدنا، وحينما تتكون علاقة بين الشاب والفتاة مع مراعاة هذه التوافقات، فإن تجربة الحب تكون فرصتها في النجاح أكبر.

النجاح والفشل واردان
ر. العنزي: إذا كانت العلاقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج بريئة ونظيفة، فمرحباً بها، وإذا تطور الأمر وقام نوع من الود بين الطرفين فهذا شيء طبيعي، ويمكن أن يقوم كل طرف خلال هذه الفترة بدراسة طبيعة وصفات ومميزات وعيوب الطرف الآخر، ولابد من أن تؤمن الفتاة أن هذه العلاقة يمكن أن تنجح ويمكن أن تفشل.

علاقة غرائزية
م.ح يقول: العلاقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج غالباً ما تكون غرائزية وأي حديث عن الحب العذري الرومانسي هو هراء، لاسيما وأن هذه الحياة تطغى عليها الماديات، حتى إن الفتاة نفسها قد لا تقع في علاقة حب مع الشاب إلا إذا تأكدت من أنه يمتلك السيارة الفارهة والوظيفة المرموقة والعائلة ذات الحسب والنسب. وأنا أفضل الارتباط الرسمي التقليدي ثم يتولد الحب بعد ذلك، إما في فترة الخطوبة أو بعد الزواج.

مجرد إشباع الرغبة في وجود عنصر نسائي
س.ص يرى أن الحب قبل الارتباط ضرورة مهمة لإتمام الزواج الناجح معتبراً أن الالتقاء في العواطف يعكس نوعاً من التفاهم، أما العلاقات التي يقيمها البعض تحت دعوى الحب فهي في الواقع لا تتعدى التسلية أو في بعض الأحيان مجرد إشباع الرغبة في وجود عنصر نسائي في حياتهم، ومن الطبيعي أن تنتهي أي علاقة عاطفية بالزواج، لكن ذلك في الغالب لا يحدث زواجاً نظراً لأسباب كثيرة منها عدم التكافؤ البيئي والثقافي أو الظروف المادية أو المغالاة في المهور أو لأسباب قبلية أو غيرها.

الحب حياة مشتركة
منال تمام- زوجة وخريجة فنون مسرحية تقول: إن الحب قبل الزواج يكون ناضجاً إذا جاء بعد سن 25 عاماً، حيث تكون الفتاة قد تخرجت من الجامعة وعاشت الحياة العملية وبالتالي فإنها ستكون قريبة من التفكير الواقعي، والحب شيء ضروري حيث تلتقي الفتاة مع الشاب وتتعرف عليه عن قرب ويتعرف عليها ويتوصلان معاً إلى آراء مشتركة في مواطن الخلاف، لأن الحب الصادق لا تقف أمامه أية عوائق، فرغم أنني جامعية إلا أنني أحببت شاباً يحمل مؤهلاً متوسطاً، ولم أتوقف أبداً عند هذا الأمر، وتزوجنا وأنجبنا طفلة، ونعيش في منتهى السعادة، وما يحدث بيننا من مشاحنات بسيطة نقوم بعلاجها في مهدها ولا نسمح للآخرين حتى من الأقارب أن يتدخلوا فيما بيننا.

كل ما يخجل الإنسان السوي من فعله في العلن يجب عدم فعله سراً أو خلسة

أثارت هذه التجارب والآراء حول موضوع الحب قبل الزواج، العديد من الأسئلة التي طرحناها على الدكتور مصطفى عرجاوي أستاذ الفقه والخبير القانوني وفيما يلي الأسئلة:

الحب بعد الزواج
الفرحة: هل الحب قبل الزواج ضرورة حياتية أم رفاهية رومانسية؟
العرجاوي: دائماً يقولون الحكم على الشيء فرع من تصوره، فينبغي أن نتعرف على ما هية وحقيقة وفحوى الحب، فإذا كان الحب يعني: تلاقي المشاعر، وتوافق الأحاسيس لدرجة التطابق أحياناً، أو كان يعني: أن يشعر كل طرف بما يشعر به الآخر، أو هو تلاشي وتداخل شخصية المحب في المحبوب لدرجة أنه يقول له: يا أنا، لأنهما يصيران شخصاً واحداً، أو .. ألوان عديدة ومفاهيم كثيرة لعبارة الحب، يدخل فيها العاطفي والعذري، وكذلك الشهواني، والانتهازي، والاستئثاري.. ألوان من الحب متعددة متناقضة حينا، ومتعارضة في أغلب الأحيان.

إن الحب بين الزوج والزوجة بمعناه الحقيقي لا يتم إلا بعد الزواج، ولكنه قد يبرز من أول نظرة في أول لقاء، فإذا كان هذا اللقاء يوحي بالثقة والطمأنينة والارتياح فهذا يعني الإقبال على الزواج، وإلا فلا، أما الحب الشهواني بكل المعاني فإنه لا يصلح لتحمل قسوة الحياة، ولو حسنت النيات.

الفرحة: لكي ينجح الزواج هل لابد أن يسبقه حب؟
العرجاوي: لا يلزم لنجاح الزواج أن يسبقه الحب بمعناه الجنسي أي أن يكون هناك علاقة بين الطرفين غير مشروعة قبل الزواج، كما هو الحال في الغرب، لأن من يرغب في الشرب من كوب ماء، لا يبصق فيه، وتدنيس الرابطة بين الطرفين قبل الزواج، لا يعنى سوى الفشل أو المعاناة من الشك والارتياب بعد الزواج، ولذلك يجب أن تقوم العلاقة على أساس من التفاهم والرضا والقبول، بشرط أن يكون في نطاق الأسرة وتحت رعايتها لضمان عدم التفريط أو الانحراف بالمشاعر، أو الانحراف بتيارها إلى غير ما تحمد عقباه.

الفرحة: ما هو مفهوم الحب، وما هي أشكاله وضوابطه في تقديركم؟
العرجاوي: يمكن القول في عبارة واحدة: إن الحب هو توافق المشاعر وتطابق الأحاسيس وتنامي الشعور بقبول التضحية وتحمل متاعب الحياة من أجل من نُحب، والصمود في مواجهة كل العراقيل والمصاعب لاستمرار مسيرة العطاء في نطاق الأسرة.

ومن أهم ضوابط الحب ارتباطه بالأخلاق والقيم الدينية، وأن يتم تحت سمع وبصر ورعاية الأسرة الملتزمة، لأن الأسر المنحرفة لا تثمر حباً وإنما تنبت حنظلاً ومراراً تعاني منه المرأة أضعاف ما يعاني الرجل، لذلك يجب الالتزام بالقيم الدينية، والتمسك بالأخلاق الحميدة، ومهما كانت المغريات.

الحيل الشيطانية
الفرحة: إذا تعارض الحب مع رغبة الأهل بسبب التقاليد والأعراف.. فكيف يمكن التوفيق؟

العرجاوي: لا يمكن أن نقول إذا وقعت جريمة معينة ماذا نفعل بها أو لها؟ أو كيف نعمل على توفير الحل الآمن لها؟

كل ما يخجل الإنسان السوي من فعله في العلن، يجب عدم فعله سراً أو خلسة مهما كانت الأسباب، إن كلمة الحب – في زماننا- هي الطعم الذي يضعه الصياد في سنارته لاصطياد الفتيات عديمات الخبرة، أو الساذجات، فإن الساذجات من الفتيات أو النساء ينخدعن بالكلام المعسول، والألفاظ البراقة، والمظهر الخداع، فتسقط في شباك هذا الصياد الماكر، بحجة الحب، وفي الغالب لا يعارض الأهل في زواج ابنتهم إلا إذا كانت العلاقة غير سوية، أو لوجود تفاوت ملحوظ بين الطرفين، أو لتأكدهم بوسيلة أو أخرى من أن المتقدم للخطبة يريد أن يحقق هدفاً آخر غير الزواج أو لأن المتقدم سيىء السمعة، أو إن مزواج أو مطلق أو ... لكن ينبغي على الأسرة أن تبين للفتاة أسباب رفضها للمتقدم إليها، ويبينوا مثالبه وسقطاته أو ملاحظاتهم عليه وعلى الفتاة أن تثق بأهلها، ويجب عليها الابتعاد عن العلاقات المشبوهة قبل الارتباط، لأن الصائد لا تعنيه الضحية، وقد يكون الطُعم هو ورقة الزواج، لمجرد تحقيق الرغبة ثم بعد ذلك يتركها أو يهملها ويذهب إلى غيرها، فينبغي على كل فتاة أن تنتبه إلى هذه الحيل الشيطانية، لأنها تنطوي جميعها وتتخفى تحت قناع الحب المزعوم.

حرام .. حرام.. حرام ..
الفرحة: ما رأيكم في المرأة التي تحب آخر من خلف ظهر زوجها أو العكس؟
العرجاوي: إن من يفعل أو تفعل هذه الجريمة، يرتكب أمراً محرماً تحريماً قطعياً، وقد يموت وهو على هذه الحالة الآثمة، فيبعث يوم القيامة وهو يمارس هذه الجريمة الشنعاء، لأن الفرد يُبعث على الحالة التي مات عليها لذلك أقول صراحة: هذه جريمة زنا، وهي جريمة من أخطر الجرائم على الأسرة وعلى المجتمع، وصاحبها ملعون في الدنيا والآخرة إذا لم يسارع بالتوبة مع العزم والقطع لكل هذه العلاقات المشبوهة والمحرمّة والمجرمّة شرعاً وقانوناً، ولا داعي لخداع النفس، لأن الحرة تجوع ولا تفرط في عرضها، بل تموت دفاعاً عن شرفها، وكلمة الحب، هي الطعم الذي يخدع به الشباب والفتيات والرجال والنساء، للوصول إلى ما حرّم تعالى فالعلاقات المشبوهة بين الرجال والنساء المتزوجات أو غيرهن أو العكس حرام.. حرام .. هذا حكمها الصريح والواضح في الدين الحنيف.

العدد (72) سبتمبر 2002 ـ ص: 22
__________________