منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - الخطبة
الموضوع: الخطبة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2006, 08:55 PM
  #8
الرميصـــــــاء
قلم مبدع
 الصورة الرمزية الرميصـــــــاء
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 430
الرميصـــــــاء غير متصل  
ask him

عزيزتي الشابة :
هذه نخبة من الأسئلة ، تمنت الكثيرات لو سألنها لأزواجهن فترة الخطبة .. اختاري منها ما يساعدك في التعرف أكثر علي خطيبك .

العدد (3) نوفمبر 1996 ـ ص: 37

رد الهدايا علي الخاطب

الفرحة : ما موقف الإسلام من شاب متقدم لخطبة فتاة ثم تبينت أنه يكذب عليها هل ترد له هداياه أم تحتفظ بها ؟


د. سعد العنزي : الأصل في الخطبة أنها مواعدة بالزواج وليست إلزاماً به ، وعلي ذلك فإن الشرع ندب إلي إمضاء الدعوة ، وعدّ مخلف الوعد منافقاً ، لقوله صلي الله عليه وسلم آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد اخلف ، وإذا أؤتمن خان ، إلا أن يكون مضطراً، وقد يضطر الخاطب أو المخطوبة إلي عدم عقد النكاح ن وإن من واجباتهما أن يلتزما بتعاليم الدين والمروءة الإسلامية .

وما قدم من مهر ، فيمكن استرداده لأنه قدمه من أجل الزواج ، وما دام الزواج لم يتم فإنه يرد له ما دفعه ولا خلاف بين العلماء في ذلك .

أما الهدايا وللعلماء فيها آراء :
إلا أن الراجح من أقوال أهل العلم ما ذهب إليه متأخروا المالكية ، فقالوا : إذا كان الامتناع عن إتمام الزواج من جهتها ، جاز الرجوع عليها ، إلا إذا كان العرف يمنع ذلك ، أما إذا كان الرجوع من جهته فلا يرجع شئ أبداً .

والحاصل : أنه إذا كان العدول عن الخطبة من جهة الزوج فلا رجوع له فيما أهداه ، وإن كان العدول من جهة المخطوبة فلها الرجوع بكل ما أهداه إليها سواء أكان باقياً علي حالة أم كان قد هلك ، فيرجع بدلاً منه ، إلا إذا كان عرفاً أو شرطاً فيجب الوفاء به .

الكذب أثناء الخطبة
أما فيما يتعلق بالكذب في وقت الخطبة ، فهذا يدعو إلي الريبة والشك ، فإني أري عدم الارتباط بهذا الشخص ، ولك أن ترفضيه حتي لا تحدث في المستقبل مشاكل وعقبات ، لأن من مقاصد الزواج الاطمئنان والاستقرار وهذا لا يتحقق مع وجود الكذب في بدايته .

النظر أثناء الخطبة
الفرحة : هل للمرأة الحق إذا تقدم لها خاطب أن تنظر إليه ، وهل النظر أو الاستئذان عند الخطبة أمر واجب ؟ وما حكم الشرع في تكرار النظر إلي المخطوبة ؟

د. سعد العنزي: حث النبي صلي الله عليه وسلم من أراد الزواج من امرأة أن ينظر إليها قبل الاقتران بها لحديث أبي هريرة في ( صحيح مسلم ) قال : كنت عند النبي صلي الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم : أنظرت إليها ؟
قال : لا
قال : فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً .

والأصل أن يستأذن الخاطب والمخطوبة أو أهلها عندما يرغب في رؤيتها ، ولكن الفتاة غير ملزمة بمقابلته لينظر إليها ، وقد أجاز أهل العلم للخاطب أن ينظر إليها من غير أن تعلم أو تأذن ، وهذا ما دل عليه حديث جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلي ما يدعوه إلي نكاحها فليفعل ، فقال : فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتي رأيت ما دعاني إلي نكاحها وتزوجها فتزوجتها ، وأقول : إن هذا الأمر في واقعنا المعاصر يحتاج إلي تدقيق ونظر لأن النظر خفية قد يؤدي أحياناًُ إلي الإساءة إلي سمعة الفتاة وخاصة في هذا الزمان بعد أن خربت الذمم ، فالجمهور علي جواز النظر إليها إذا أراد ذلك بغير إذنها وعلمها ، إلا إنه في واقعنا المعاصر لا يفتح الباب علي مصراعيه ، للخاطب تكرار النظر إذا كان القصد هو الخطبة ، أما الخلوة بالمخطوبة ، فهي محرمة لقوله صلي الله عليه وسلم : لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما .

وجاء هذا التحريم لأنه أجنبي عنها ومحرم عليها ابتداء ...

العدد ( 37 ) أكتوبر 1999 ص : 16

ماذا تكتب على هدية مخطوبتك؟

قال لي: لقد تعبت من البحث عن زوجة لي تتطابق مع صفاتي وميولي.
قلت: إنك تبحث عن مستحيل.

قال: ولِمَ ؟! أليست السعادة الزوجية تكمن في تطابق الزوجين في الصفات والأخلاق، والثقافة والبيئة؟!
قلت: أكرر لك ما قلت.. إنك تبحث عن مستحيل!!
قال : لماذا ؟
قلت: لأن الله تعالى وضع سنناً في الكون، ومن هذه السنن التعدد والاختلاف في المخلوقات وخص نفسه جل وعلا بالوحدانية.
قال: وكيف ذلك؟

قلت: قال تعالى: ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) أي ( وللاختلاف خلقهم) كما يقول المفسرون.

قال: إن هذا المعنى عظيم.
قلت: تأمل في الكون وما فيه، وانظر إلى الأرض فيها الجبال والأنهار( المالحة والعذبة) والبحار كذلك، وتأمل السماء وفيها سبع سماوات والكواكب والنجوم والمجرات، وتأمل الماء وأنواعه وكل ما في الكون، ثم تأمل البشر وألوانهم وأجناسهم وطباعهم ولغاتهم وحتى نبرة صوتهم، لا تكاد تجد اثنين متطابقين، فكيف تبحث عن زوجة تتطابق في صفاتها معك؟!

قال: إذن ماذا أفعل؟
قلت: ابحث عن زوجة تناسبك ولكن أريدك أن تقدر هذه السنة الكونية، لأن الله تعالى لم يوجدها عبثاً، فإن الاختلاف بين الزوجين له منافع كثيرة، منها: أن يتعلم كل واحد من الآخر ويستفيد منه، وكذلك يستمتع كل واحد منهما باختلافه مع الآخرين، ويستفيد الأبناء من هذا الاختلاف فينشؤوا متوازنين فالاختلاف رحمة وجمال.

قال: إذن أبحث عن زوجة مختلفة عني؟
قلت: أنا لم أقل ذلك، وإنما أريدك وأنت تبحث عن زوجة أن تعرف سنة الله في الخلق، فلا تصدم بعد المعاشرة الزوجية، بأنها تختلف عنك، وإنما أعطاك الله تعالى نعمة التكيف ونعمة التفاهم ونعمة الحوار لكي نتعايش مع من نختلف معهم ونستفيد من هذا الاختلاف في تحسين علاقاتنا، وهذه هي ميزة التربية الإسلامية والمنهج القرآني، لأن كل الحضارات التي جاءت على الأرض تحطم الواحدة منهم سابقتها، إلا الإسلام فإنه احترم الجميع وتعامل معهم، وهذا هو الفكر الإسلامي الذي جاء لنطبقه على المجتمع، كذلك ينبغي أن نطبقه على الحياة الزوجية.

قال: إنه لمعنى جميل.
قلت: وإن اختلف الزوجان في أمر فمرده إلى الله ورسوله.
قال: إن ما تذكره يختلف عما في أذهان الشباب والفتيات.

قلت: وهذا ما لاحظته فعلاً، فكل خاطب ومخطوبة في أيامهما الأولى يعتقدان أن كل واحد منهما هدية من الله للآخر، فإذا ما استمرت الحياة الزوجية بدأت تظهر الخلافات والاختلافات، ولو كان يعلمان بهذه السنة الكونية لقلت الخلافات الزوجية وتلاشت الاختلافات العائلية.

قال: ( إن الاختلاف والتعددية سنة كونية وفهمها يذهب الخلافات الزوجية) سأكتب هذه العبارة على أول هدية أقدمها لخطيبتي.
فابتسمت لحديثه ثم قلت له: دعني أقل لك طرفة نختم بها حوارنا.

(قال الزوج لزوجته في أول يوم من حياتهما الزوجية: ما رأيك أن ينزع كل واحد منا ثوبه ويلبسه الآخر، فاستغربت الزوجة من قوله ثم ابتسم وقال بلطف: أردت أن أعلمك درساً أن لكل واحد منا مهامه ووظائفه في الأسرة، ولو حاولنا تبادل الوظائف كما نتبادل اللباس لفسدت الأسرة).

العدد (67) إبريل 2002 ـ ص: 66
__________________