أختي أمل الله يحفظك ويبارك فيك..

ابذلي وجهك لله لا لسواه وبثي إليه همومك وشكواكِ..

وإذا ابتليت ببذل وجهك سائلاً ..... فابذله للمتكرمِ المفضالِ

أهم مرحلة ينبغي أن تتجاوزيها هي العلاقة السابقة التي لا زلتِ متأثرة بها وبإذن الله لن يسمح لك دينك وكرامتك ونفسك العزيزة وصيانتك لأهلكِ بالعودة للوراء..

بما أن صديقاتك سلبيات للأسف.. ولسن عونا لك في ما أنت فيه..ولا ادري أي فرصة يتكلمن عنها وكأنكِ من صدّه أو رفضه.. وموقفهن غريب مع وصفكِ لهن بالتديّن!!!.. ولكن في كل الأحوال لا بد من أن تشغلي وقتك بما يفيدكِ.. وأنصحك بالاستماع للدروس.. وفي أكثر من موضوع نصحت بالاستماع للشيخ صالح الغامسي لكثرة المواعظ والفوائد في دروسه إما عبر اليوتيوب أو بالتحميل من موقعه الرّسميّ.. اشغلي وقتك وذهابكِ وإيابكِ وأوقات فراغكِ بما يفيدكِ.. فأكثر جالب للهموم هو الفراغ والعاطفة.. وأكثر ما يصرف عنها هو الانشغال..وأقول هذا عن تجربة..

بالنسبة للزواج يا أختي.. هوني الموضوع شوي.. نظرتك السوداوية غير عادلة.. فوضعك يعتبر مثالي.. لا أظن أن عمرك كبير والخطاب يأتوك بأعداد ممتازة.. بمعدل خاطب كل أسبوع في الفترة الأخيرة.. لو تأخرت كم اسبوع وجاك شخص أفضل يسوى الموضوع لأنك راح تعيشي معاه العمر كله.. استخيري وإذا صُرف عنك فاعلمي أنه بقدر.. شوفي يا أختي اللي تقارب أعمارهن الأربعين وما صار لهم نصيب أو ما دق بابهم أحد ومع ذلك صابرات وغير يائسات من رحمة الله.. لا بد أن تقارني حالك بالغالبية الساحقة التي وضعها وفرصها أقل منك بكثير لتستشعري عظيم النعم التي أنت فيها.. يكفي أن تسرحي بعقلك يميناً وشمالاً لتنظري في أحوال غيرك وتشكري ربك على ما أنت فيه..

بالنسبة للخاطب الذي رفضه والدك.. أتفق معك أن الرجل المتوسط الحال القادر على فتح بيت وتكوين أسرة ينبغي أن لا يُرَد (إذا كان ذا دين وأخلاق).. ويمكنك إيصال هذه الفكرة لوالدكِ عن طريق الوالدة بأسلوب لطيف..

لم تخسري (كرامتك ولا عمرك ولا قلبك ولا مشاعرك و ولا وقتك و لا دينك).. أختي هذه الأمور ليست حاجات مادية تستهلك ونخسرها وانتهى الأمر.. قد يكون المرء بلا قلب ولا دين ولا كرامة بالأمس ويكون اليوم من أعز الناس وأكرمهم وأحسنهم دينا.. والايمان يزيد وينقص كما لا يخفى عليكِ.. لذا أعود وأقول (أتركي جلد الذات واليأس والقنوط) وتجنبي هذه العبارات..

الله يشرح صدرك وييسر أمرك..
...
..
.

__________________
سأكتبُ شعريَ الباكي ..... بدمع القلب لا الحبرِ
أُسَطِّرُهُ على كبدي ..... وأتركُ دَفْتَرَ الشِّعْرِ
جراحُ أحبتي في الأرضِ ..... تبعثُ عاصِفَ الفِكْرِ