منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - فتاوي ما قبل الخطوبة: التعارف قبل الزواج..اختيار شريك الحياة..مخالفة الوالدين..
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2005, 07:05 AM
  #3
LittleLulu
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية LittleLulu
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 11,241
LittleLulu غير متصل  
الحب قبل الزواج وموقف الأهل




عنوان الفتوى: الحب قبل الزواج وموقف الأهل (رفض الخاطب لأنه أقل مركزًا)

نص السؤال:

قدر لي أو قدر على أن أتعلق بشاب مسلم مثقف، ذي خلق ودين وفيه في نظري كل ما تطلبه الفتاة في فارس أحلامها، وقد تعلق هو بي أيضًا، وأصبح كلانا لا يتصور أن يعيش بدون الآخر، فقد دخل قلبي ودخلت قلبه، وملك حبه على نفسي، وبنيت أملي ورجائي كله على أن يكون شريك حياتي وقسيم عمري.
ولا تظن يأفضيلة الأستاذ أن هذا كان نزوة من نزوات المراهقة، أو مغامرة من مغامرات الشباب، فما كان لنزوة أو مغامرة أن تستمر ست سنوات كاملة في طهارة واستقامة وبعد عن كل ريبة، دون أن تنطفئ شعلة الحب بيننا، أو تضعف علاقتنا، بل ما ازدادت على مر الأيام إلا قوة.
والمهم أنه بعد طول الانتظار والصبر هذه السنين حتى تخرج، واحتل مكانه في الدولة والمجتمع، وجاءت اللحظة التي ظللت انتظرها أنا وهو على أحر من الجمر، أقول: إنه بعد طول الانتظار تقدم إلى أهلي يخطبني على سنة الله ورسوله.
وهنا كانت المفاجأة، بل الصدمة العنيفة له ولي، فقد رفضه أهلي لا لسبب إلا لأن عائلته أقل مركزًا من عائلتنا، مع أن له أخًا شقيقًا خطب من عائلة أكبر من عائلتنا، ولم يجدوا في ذلك غضاضة، ولم يبدوا أي اعتراض.
وأنا لا أدري ماذا أصنع، فأنا لا أتصور الحياة بدونه، ولا أتخيل لي مستقبلا مع أحد غيره، وأنا مستعدة لأي شيء من أجله، حتى لو كانت روحي لا أبخل عليه بها، ولو أجبرت على الزواج من غيره فسيكون هذا حكمًا على بالموت، إن لم يكن ماديًا فمعنويًا.
فهل يقبل ديننا الحنيف هذا التصرف؟.
وهل هناك حل لمشكلتنا في ضوء الشرع الشريف؟.


اسم المفتي: الدكتور الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي

نص الإجابة:

بسم الله ؛ والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:ت
فيقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:ـ

أود أن أؤكد ما ذكرته مرارًا: أني لا أحبذ ما يقوله بعض الناس في عصرنا من ضرورة " الحب قبل الزواج " لأن هذا الطريق محفوف بالخطر محاط بالشبهات.

فكثيرًا ما يبدأ بداية غير سليمة ولا مستقيمة، كالحب الذي يأتي عن طريق المحادثات الهاتفية التليفونية العشوائية، التي يتسلى بها بعض الشباب في فترات فراغهم أو مللهم أو عبثهم، فتستجيب لهم بعض الفتيات، وهذا يحدث عادة من وراء الأهل، وبدون اختيار ولا تفكير لا من الفتى ولا من الفتاة، فهو يبدأ كما قالوا في التدخين " دلعًا" وينتهي " ولعًا"، يبدأ هزلاً وينتهي جدًّا.

وكثيرًا ما يؤدي إلى عواقب غير محمودة، لأنه يتم بعيدًا عن دائرة الضوء، مع طيش الشباب، وتحكم العواطف، وغلبة الهوى، وسيطرة الغرائز، ووسوسة الشياطين من الإنس والجن، وفي مثل هذا المناخ لا يبعد من الفتى والفتاة أن يقعا في الخطأ، وهما ليسا من الملائكة المطهرين، ولا الأنبياء المعصومين.

وفضلاً عن هذا وذاك قد يكون الحب بين طرفين غير متكافئين اجتماعيًا أو ثقافيًا، فتحول دونهما الحوائل، وتقف العقبات والعوائق دون ارتباطهما بالزواج، وفي هذا ما فيه من حرج الصدر، وشتات الأمر.
2ـ وأرى أن أفضل الطرق للزواج، هو ما تعارفت عليه مجتمعاتنا العربية والإسلامية قبل الغزوة الثقافية الغربية لأمتنا، وهو الاختيار الهادئ العاقل من كلا الطرفين لشريكة الحياة أو شريكها، بعد الدراسة المتزنة لشخصية كل من الشاب والشابة، وملاءمة كل منهما للآخر، وإمكانات النجاح لهذا الزواج من النواحي المزاجية والنفسية والعقلية والاقتصادية والاجتماعية، وعدم وجود موانع وعقبات في طريق الزواج من جهة أحد الطرفين. أو أسرته، أو أعراف المجتمع أو قوانينه المرعية... إلخ.

هنا يأتي الخاطب البيت من بابه، ويتقدم إلى أهل الفتاة، ويتاح له رؤيتها، كما تتاح لها رؤيته، وحبذا أن يتم ذلك من غير أن تعلم الفتاة بذلك، رعاية لمشاعرها، إذا رآها الخاطب فلم تعجبه ولم تدخل قلبه.

3ـ ومع هذا كله أرى أنه إذا " دخلت الفأس في الرأس " كما يقال، أي " وقع الحب " بالفعل، وتعلق كل من الشاب والشابة أحدهما بالآخر، وكان من نوع الحب الطاهر الشريف، الذي تحدثت عنه ابنتنا السائلة، واستمر مدة طويلة دلت على أنه لم يكن نزوة طارئة، أو " لعب عيال " هنا ينبغي للأهل أن ينظروا في الأمر بعين البصيرة والحكمة، ولا يستبدوا بالرأي، ويرفضوا الخاطب بأدنى سبب، أو بلا سبب.

وينبغي الإصغاء جيدًا لما أرشد إليه الحديث النبوي الشريف الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " لم يُرَ للمتحابين مثلُ النكاح ". (الحديث رواه ابن ماجة (1847)، والحاكم 2/160 وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، والبيهقي في السنن 7/78 والطبراني وابن أبي شيبة وغيرهم، من أكثر من طريق. وذكره الألباني في الصحيحة برقم (624) وقد روي في سبب وروده: أن رجلاً جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن عندنا يتيمة وقد خطبها رجل معدم، ورجل موسر، وهي تهوى المعدم، ونحن نهوى الموسر، فقال:" لم ير للمتحابين مثل النكاح " ولكن القصة في سندها راوٍ مجهول. فالمدار على المرفوع).

يعني أن النكاح أي الزواج هو أنجح الوسائل لعلاج هذا التعلق العاطفي، الذي يصل إلى درجة " الحب " أو " العشق " بين قلبي رجل وامرأة، خلافًا لما كان يفعله بعض قبائل العرب في البادية من ضرورة حرمان المحب ممن يحبها، وخصوصًا إذا عرف ذلك، أو قال فيها شعرًا، ولو كان حبه من الحب العذري الطاهر العفيف.

إن الإسلام شريعة واقعية، ولهذا رأى ضرورة تتويج الارتباط العاطفي بارتباط شرعي قانوني، تتكون على أساسه أسرة مسلمة، يغذيها الحب، كما يغذيها الدين.

إن استبداد الأهل بالرأي، والصمم عن الاستماع لنبضات قلب الفتى والفتاة، وتغليب اعتبارات الرياء الاجتماعي، والمفاخرات الجاهلية بالأنساب والأحساب، ليس وراءه في النهاية إلا تعاسة الأبناء والبنات، أو دفعهم ودفعهن إلى التمرد على التقاليد التي تجاوز أكثرها الزمن، وغدت من مخلفات عصور الانحطاط وأصبح " نسب " عصرنا هو العلم والعمل والنجاح.
إن الذي يحرص عليه الإسلام بالنسبة للزوج أو الخاطب هو: الدين والخلق وهما أهم مقومات الشخصية المسلمة. وفي هذا يقول الرسول الكريم: " إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ". (رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم عن أبي هريرة، والترمذي والبيهقي عن أبي حاتم المزني، وابن عدي عن ابن عمر، وحسنه في صحيح الجامع الصغير 270).

والله أعلم.



المصدر: إسلام أون لاين







الزواج المبكر بين الكراهة والاستحباب



عنوان الفتوى: لزواج المبكر بين الكراهة والاستحباب

نص السؤال:

يطالب بعض الناس بتأخير سن الزواج ، ويرفضون الزواج المبكر ، فما قولكم في ذلك ؟

اسم المفتي: د.حسام الدين بن موسى عفانة

نص الإجابة:

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
فيستحب المسارعة بالزواج للذكر والأنثى على السواء، فهذا وقاية للنفس من الوقوع في براثن المعصية فمتى بلغ الشاب عاقلا وكان أهلا لتحمل تبعات الزواج فالأولى المسارعة بتزويجه ويزداد الأمر تأكيدا في هذه الأوقات التي أصبحت المغريات والفتن لا حصر لها ولا عدد وفي الحديث (من استطاع منكم الباءة فليتزوج) والباءة هي القدرة على تحمل مؤن النكاح وتبعاته.

يقول فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة -أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس بفلسطين-:
حض الإسلام على الزواج ورغّب فيه، والزواج من سنة النبي، ومن طريقته، وهديه عليه الصلاة والسلام ، والزواج المبكر أفضل وأولى من تأخير سن الزواج في حق الذكر والأنثى على السواء ، يقول الله تعالى : ( وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) سورة النور /32 .

قال الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية:"هذه المخاطبة تدخل في باب الستر والصلاح أي زوجوا من لا زوج له منكم ، فإنه طريق التعفف ، والخطاب للأولياء .... وقوله ( الأيامى منكم) ، أي الذين لا أزواج لهم من النساء والرجال ".

وقد حض الرسول صلى الله عليه وسلم على التبكير في الزواج وعدم تأخيره فمن ذلك :
ما رواه مسلم بإسناده عن فاطمة بنت قيس ، وفيه أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- أمرها أن تتزوج أسامة بن زيد ، حيث قال لها: (أنكحي أسامة بن زيد ، فكرهته ، ثم قال أنكحي أسامة بن زيد ، فنكحته فجعل الله فيه خيراً كثيراً ، واغتبطت به ) ، وقد كان أسامة بن زيد يوم زوجه النبي –صلى الله عليه وسلم- فاطمة بنت قيس ، دون السادسة عشرة من عمره .

وعن عائشة رضي الله عنها ، أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال : ( لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أُنفِقَهُ ) رواه ابن ماجة وأحمد ، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 3/16 . والمراد أنه لو كان أسامة بن زيد بنتاً لزينه وألبسه الحلي حتى يتزوج .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم ، وهو حديث حسن ، كما قال الشيخ الألباني ، صحيح سنن الترمذي 1/315 . –

وعن علي رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ( يا علي ، ثلاثٌ لا تؤخرها ، الصلاة إذا آنت ، والجنازة إذا حضرت ، والأيم إذا وجدت لها كفؤاً ) رواه الترمذي وقال: غريب حسن. والأيم هي المرأة التي لا زوج لها.

وبناءً على ما تقدم ، نرى أن الأصل في الفتاة أن تتزوج إذا تقدم لها الخاطب الكفؤ ما دامت بالغة عاقلة ، ولا يجوز لوليها أن يتأخر في تزويجها إذا وجد الكفؤ وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: " زوجوا أولادكم إذا بلغوا لا تحملوا آثامهم " ذكره ابن الجوزي في أحكام النساء ص304 . وهذا يشمل الذكور والإناث.

فينبغي للولي أن لا يتأخر في تزويج أولاده وبناته حتى لا يقعوا في المعاصي والآثام.
وورد عن الحسن البصري أنه قال: " بادروا نساءَكم التزويج " . وذكر ابن الجوزي عن بعض السلف أنه قال: " كان يقال العجلة من الشيطان إلا في خمس ، إطعام الطعام إذا حضر الضيف، وتجهيز الميت إذا مات، وتزويج البكر إذا أدركت ، وقضاء الدين إذا وجب ، والتوبة من الذنب إذا أذنب " أحكام النساء ص304 .

وقد أورد بعض أهل العلم أضرار تأخير زواج الفتاة فقال: "والواقع أن في تأخير زواج الأنثى إذا بلغت ، أضراراً كثيرة. منها: احتمال انزلاقها إلى الفاحشة.
ومنها: أن يفوتها الزوج الكفؤ.
ومنها: قد يفوتها قطار الزواج بالكلية.
ومنها: كدورة نفسها ، وكراهية وليها الذي أخر زواجها بعدم قبوله من تقدم إليها من الخطّاب الأكفاء وقد يصدر منها ما لا تحمد عقباه.
ومنها: قد يصيب نفسها شيء من التعقيد والسخط على كل من حولها ، ولا شك أن الولي يتحمل قسطه من هذه النتائج والآثام بسبب تأخيره تزويجها " المفصل في أحكام المرأة.
والله أعلم.



المصدر: إسلام أون لاين




التعديل الأخير تم بواسطة LittleLulu ; 08-04-2005 الساعة 07:24 AM