(اسم الله الجبار) ...للمنكسرين - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المطلقات والأرامل والمتأخرات يعتني بالمطلقات والأرامل والمتأخرات عن الزواج

 
قديم 02-10-2006, 03:20 PM
  #1
سيــسبــان
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 695
سيــسبــان غير متصل  
tongue3 (اسم الله الجبار) ...للمنكسرين



حلقة لعمرو خالد قمة في الروعة ...نقلتها لكم من موقعه

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وأهلاً بكم، ومعاً سوياً مع "باسمك نحيا".
أتمنى أن يضيف هذا البرنامج لكل من يشاهده تَعَلُم كيفية أن يحيا رمضان مع أسماء الله الحسنى. لقد أطلقنا على البرنامج اسم "باسمك نحيا" كي تنصلح أمور حياتنا بأسماء الله الحسنى فلا نكتفي بالبكاء عند سماعها والتأثر بها فحسب.


اسم الله "الجبار":

اسم اليوم في منتهى الرحمة والرقة والعطف واللطف والرأفة والحنين؛ اسم اليوم هو "الجبار". قد يتخيل البعض أن أسماء مثل "الجبار" و"المنتقم" و"القهار" هي أسماء لقصم الظالمين والانتقام من الجبابرة.

"الجبار" هو الذي يجبر المنكسرين. هذا الاسم يراد به الحزانى، لمن ظُلِم، لليتامى، لكل من أُهين أو كُسر وهو مظلوم.

"الجبار" هو الذي يجبرك عندما تلجأ إليه بكسرِك فهو الذي يُجبِر المنكسرين. وأصل كلمة

"الجبار" هو كلمة "جبيرة" وهي التي يستخدمها من كُسِرَت يداه لتصليح الكسر.
يا سيدة يا من ظُلِمتي، يا فتاة يا من تَقَوَّل عليك البعض بكلامٍ وأنتِ مظلومة وبريئة منه، من لك سوى "الجبار"؟ يا يتيم يا من أنهكتك الدنيا، يا أرملة، يا مطلقة يا من تنكر لك الكل حتى جيرانك، من لك سوى "الجبار"؟ يا شريك يا من شاركت شخصاً ما في شركة ثم خدعك واستولى على مالك، من لك سوى "الجبار"؟ يا من ظلمها زوجها ظلم شديد وألحق بها الأذى، من لها سوى "الجبار"؟ اليتامى، الحزانى، كل من ظُلِم في هذة الدنيا، من لهم سوى "الجبار"؟ لن تلجأ إليه بكسرِك إلا وينصرك لأنه سمى نفسه بـ "الجبار". إذا انكسرت، الجأ إليه وتذلل بين يديه وابكي له وقل له، "أنا كُسِرت. فلان كَسَرَني". هذا الاسم يقصد به للمنكسرين، للحزانى، للضعفاء، للمقهورين.

هناك نوعان من الكسر:

كسر للأبدان وكسر للقلوب. وإذا كان الأطباء يُجبرون كسر الأبدان فإن الله سبحانه وتعالى يُجبر كسر القلوب. بل حتى إن كسر الأبدان يُجبره "الجبار"! إذا كسِرت يداك، فما على الطبيب إلا إنه يعيد العظم المكسور إلى مكانه ثم يضع الجبيرة ولكن يلتئم العظم ب"الجبار" حيث يأمر الخلايا العظمية بالنشاط بعد أن كانت قد سكنت حتى يلتئم الكسر ثم يأمرها الله بالسكون مجدداً. هذا مثل "الجبار" في الأبدان، فما بالك ب"الجبار" في القلوب؟

من دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم)، "يا جابر كل كسير". وحديث النبي: "الضعفاء والخائفين في كنف الله عز وجل". ولذلك يقول النبي (صلى الله عليه وسلم)، "اللهم ارزقني حب المساكين" لأنهم في كنف الجبار. يقول المثل الشعبي، "جبر الخواطر على الله". الجأ إليه إذا كُسِرت وقل له، "يا رب، اجبر بخاطري". يا حسرة على ما فات ما عمرك دون أن تعرف الجبار! إذا طلب شخص من أحدٍ ما شيئاً فيقول له: "لأجل خاطري،..." وتلين له كي يلين لك. نحن نفعل هذا الفعل مع البشر، فما بالك بأكرم الأكرمين؟

"جابر" أم "جبار"؟

والفرق بينهما هو أن "الجابر" قد يُجبرك مرة أو مرتان ولكن "الجبار" يُجبرك كلما لجأت إليه. وقد يسمى شخص بـ "جابر" ولكن لا أحد يسمى بـ "الجبار" إلا الله سبحانه وتعالى. من صور جبر الله لك أن يُنسيك الإساءة التي تعرضت لها من أحد الأشخاص مثلاً. بعد هذا، أتلجأ للجبار أم لغيره؟ أنلجأ للناس طالبين منهم أن يُجبروا بخواطرنا والجبار يعرض علينا أن يُجبر هو بنا؟! إن اسم "الجبار" اقتضى أن يكون هناك منكسِراً، كما اقتضى اسم "الرزاق" مرزوقاً، واقتضى اسم "الرحيم" مرحوماً، واقتضى اسم "التواب" مذنباً. لذلك، لن يحول الأمر بك إلا أن تكون منكسراً في الدنيا حتى تلجأ "للجبار" وحينها ستشعر بحلاوة عبادة لم تشعر بها من قبل مثل أن تصلي ركعتين وأنت منكسراً للجبار. أما الكارثة الحقيقية فهي أن تنكسِر ولا تلجأ للجبار! سوف يوسوس لك الشيطان بأنك منافق إذا لجأت للجبار في حينها، وبأن تلجأ إليه بعد حل مشكلتك، وذلك لأن الشيطان على علم بأنك سوف تشعر بأحلى لحظة عبودية عندما تلجأ إليه منكسراً وهي منتهى القرب ومنتهى الحنان من الله سبحانه تعالى.

قاعدة يجب أن تعتقد فيها:

"إذا انكسرت ولجأت لله، فلن يُرجِعَك". قد يؤخر الله الجبر لحكمة يعلمها، لكنه لن يرجعك. ومثال على ذلك أن تعرض أحد الأشخاص لمشكلة ما في بلده واضطر إلى مغادرته وكان ذلك في شهر رمضان، فخرج هائم على وجهه لا يدري وجهته أو البلد التي سوف يقيم به وقد جآءته فرصة أداء مناسك العمرة مع انتهاء تأشيرة العمرة في اليوم الثلاثون من رمضان. فكان يمشي بين الناس عند الحرم المكي دون أن يراهم من هول الكارثة التي لحقت به. وفي اليوم السابع والعشرون من هذا الشهر، بدأ الطواف بالبيت وبالرغم من درايته بالكثير من الأدعية إلا أن لسانه قد انعقد ولم يقل أثناء طوافه بالبيت سوى، "يا رب، اجبر بخاطرى! يا رب، أجبر بخاطرى!" وكأن الله قد أنطقه بهذة الكلمة. وفي شوط من الأشواط أوقفه شخص قائلاً له أنه يبحث عنه منذ ثلاثة أيام ليبلغه أنه قد رأى الرسول (صلى الله عليه وسلم) في رؤيا في المنام قائلاً له أن يبلغ فلان أنه على الحق وأن يصبر قليلاً، فسوف يُنهك لمدة عام ثم يفتح الله عليه. فأصبح يبكي الرجل من سرعة جبر الله له وحنانه عليه وإرسال هذه البشرى له. ثم يخرج من الحرم ليتلقى اتصالاً تليفونياً من رجل فاضل يبشره بحصوله على تأشيرة إقامة في بلد ما. لن تلجأ إلى الجبار منكسراً طالبا منه أن يَجبر بخاطرك، فيُضيعك.

ومثال آخر، وهو مثال أم سيدنا موسى. فقد كان فرعون يقتل الذكور من المواليد، وقد وضعت أم موسى سيدنا موسى وأوحى الله لها: "...أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ..." وبعدها قال الله تعالى: "...وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ" سورة القصص الآية رقم 7. وقد وردت هذة القصة بعد ذكر قصة فرعون وبني إسرائيل (قضية أُمة) أي أن الله ذكر قصة سيدة ما كُسِر قلبها بعد هذة القضية الكبيرة. كم أن قلباً مكسوراً مثل هذا غالٍ عند الله! ثم يقول الله تعالى، "فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ..." سورة القصص الآية رقم 13.

يا مكسورين، يا حزانى، يا ضعفاء، يا يتامى، يا أُمة محمد (صلى الله عليه وسلم)، يا أهلنا في العراق، يا أهلنا في لبنان، يا أهلنا في فلسطين، "إذا كنا مكسورين، فليس لنا إلا "الجبار". "...وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ" سورة القصص الآية رقم 13، "لن يُرجعك الجبار أبداً".


لجوء النبي (صلى الله عليه وسلم) للجبار:

ضُرِبَ النبي بالحجارة يوم الطائف وقد كان يبلغ من العمر خمسون عاماً، وكان يبحث عن مكان يأوي إليه مع زيد بن حارثة، فدعى النبي شاكياً إلى الله دون أن يطلب منه شيئاً قائلاً، "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس. أنت رب العالمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي. إلى من تكلني؟ إلى بعيدٍ يتجهمني؟ - حال الأُمة حالياً - أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي". تعلموا من نبيكم (صلى الله عليه وسلم) كيف تلجأوا إلى الله. ثم يأتي طفل صغير يسمى عدَّاس يقدم عنب للنبي ويجري حوار معه يعرف منه أنه رسول الله، فينزل عدَّاس مُقبِلاً قدما النبي. لابد أن يجبُرك! قد يجبُرك الله تدريجياً لحكمةٍ يعلمها، ولكن لابد وأن يُجبر خاطرك ولو بإشارة. ثم يأتي الجبر الكامل وهي رحلة الإسراء والمعراج. وبالنسبة لأمتنا، فهذا هو أنسب وقت تحتاج الأمة فيه إلى أن يجبُرنا الجبار!



 

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:29 AM.


images