هل يمكن احترام أعراض المريضات وطالبات الطب ؟ - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

العلاقات الأسرية والإجتماعية أفضل الحلول لقضايا الأسرة والمجتمع والمراهقين والأطفال .

موضوع مغلق
قديم 06-06-2006, 12:40 AM
  #1
أسد
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 34
أسد غير متصل  
هل يمكن احترام أعراض المريضات وطالبات الطب ؟

هل يمكن احترام أعراض المريضات وطالبات الطب ؟


أرسل لنا الدكتور صالح الصقير عبر شبكة نور الإسلام هذا المقال :

طرح في العديد من وسائط الإعلام (الصحف والانترنت) شكوى المرضى والمريضات من الانتهاكات لحقوقهم ومحارمهم في مستشفيات الصحة والجامعة من قبل الكليات الطبية ، كما نوقش تذمر الطالبات بالتحديد من إرغام الأساتذة لهن على الكشف على الرجال بدون حاجة شرعية ، مخالفين بذلك شرع الله تعالى ونظام التعليم العالي في بلادنا. وقد طرح بعض الكتاب شبهات وقالوا إن مجال الطب يختلف عن جميع مجالات الحياة الأخرى، وأنه يجب ألا يمنع فيه فحص الرجال على النساء .. والعكس ، ولذلك رأيت طرح وجهة نظري التي أحسبها أقرب إلى الحق ، فإن أصبت فمن الله وحده ، وإن أخطأت فالحكمة ضالة المؤمن.

يمارس بعض أساتذة الطب و المنسوبون للمجال الطبي إرهابا فكرياً ضد كل من يعترض على الممارسات الخاطئة في التعليم الطبي، ومما يرددونه باستمرار لإسكات معارضيهم :



1- أن هذه الممارسات تندرج تحت الضرورة التعليمية أو العلاجية .

2- أن كل من يعترض عليهم لا يمارس الطب ويجهل طبيعته التعليم في المجال الطبي ، وبالتالي لا يحق لهم إبداء آرائهم.

أما الضرورة فتستخدم لإضفاء الغطاء الشرعي لتلك الممارسات و الشبهات، ودافعهم لإيرادها إما الجهل ، أو مجرد الجدال وتبرير الأخطاء وأما تجهيل الناس حول حقيقة المجال الطبي فيستخدم لإرهاب الناس فكرياً وعدم السماح لهم بإبداء آراءهم و استنكارهم لبعض الممارسات الخاطئة.

ولذا فعند الرد على أي شبهة من الشبه لابد من اعتبار هذين الأمرين .


وكمقدمة لنقاش الموضوع من المهم أن نلاحظ أن واقع التعليم الطبي ليس كما يصوره بعض الأساتذة والأطباء للناس، وذلك من الجوانب الآتية :

1- في السعودية – كما هو الحال في جميع دول العالم- لا يُطلب من الطالب معرفة جميع الأمراض، وإنما يتعلم الطالب أسس الأمراض الشائعة، فمعرفة كل شيء ورؤية جميع الأمراض لا يطيقها حتى الأساتذة ، فكيف بالطلاب !!

2- فترة تدريب الطالب في كل فرع من التخصصات الطبية قصيرة جداً ، ولا تكفي إطلاقا لتخريج طبيب يتعرف حتى على الأمراض الشائعة . ولذلك فإن الطالب بعد التخرج لا يسمح له بممارسة الطب إلا بعد سنة الامتياز، وبعدها يختار المجال الذي يريد العمل فيه ؛ وخلال شهر واحد سيطلع على ما لا يراه الطلاب خلال سنة كاملة ، مما يعني أنه سيرى معظم الحالات التي سيحتاج إلى علاجها فعلياً. وهذا يدل على قلة التعويل على ما يراه الطالب قبل التخرج .

3- الطالب يحتاج إلى تعلم الأساسيات التي يحتاجها أي طبيب في أي تخصص ، وهي طريقة الفحص الطبي والمعلومات النظرية للأمراض ، وليس بالضرورة تعلم جميع الأمراض عمليا؛ فطبيب الأنف لن يستفيد من فترة تدريبه على الولادة يوم كان طالبا، وطبيب الجراحة لن يستفيد من تدريبه على أمراض العيون يوم كان طالبا ، وطبيب الجلدية لم يستفد من تدريبه على جراحة المخ والأعصاب، وهكذا. فلا يضير إذن عدم رؤية الطالب لورم الثدي أو عملية الولادة ، ولا يضير الطالبة كذلك عدم رؤية أورام الخصيتين مثلا ...

4- الطلاب في واقع الأمر يُدربون على النساء ، حتى في الأمراض التي توجد في الرجال، وكذلك الحال في تدريب الطالبات . وتحديد جنس المريض المراد تدريب الطلاب عليه عشوائي ؛ فقد تجد أستاذا يدرب الطلاب على امرأة مع وجود رجل لديه نفس العلامات والمرض ، وآخر يدرب طالبات على رجل مع وجود امرأة في مكان آخر لديها نفس العلامات أو أكثر ، مما يعني أن الذي يدفع لتدريب الطلاب على النساء والطالبات على الرجال ليس وجود المرض في ذلك الجنس تحديدا وإنما عدم مبالاة الأستاذ بقضية المحارم، أو رغبة الطلاب، أو عدم تواجد العدد الكافي من المرضى للتدريب في نفس المستشفى في يوم معين

5- لا يمكن للطالب ولا الطالبة - حتى بعد التخرج - مباشرة توليد امرأة ولو كانت الولادة طبيعية، ولا تشخيص حالة ورم ثدي أو إجراء عملية فتاق أو حتى الزائدة، بل ولا تشخيص مرض التراخوما!! وهذا حتى ولو رأوا هذه الحالات قبل التخرج. ولذلك فإن الطبيب حديث التخرج لا بد أن يختار أحد التخصصات ليعمل فيه "مقيما" ويتعلم الأمراض الشائعة في هذا التخصص فقط ، حتى ولو كان لا يريد إتمام دراسات عليا... فقد انتهى بعد الحرب العالمية الثانية عصرُ الطبيب الذي يعالج كل شيء.

6- قد يتخرج الطالب ولم يرَ في حياته سرطان رحم ، ولا ورم ثدي ، كما أن الطالبة قد لا ترى أورام الخصيتين ولا البروستات في حياتها ، وهذا لا يعني بتاتا أن التدريب ناقص، فمباشرة العلاج لن يتمكن الجميع منها حتى ولو رأوا هذه الحالات مرة ومرتين وثلاث ... وإنما يستطيعون علاجها بعد التخرج والعمل كمقيم في التخصص الذي يريد العمل فيه كما ذكر سابقا.

7- مما سبق يتضح أن ما يراد تعليمه قبل التخرج هو الأمراض الشائعة التي تصيب الذكر والأنثى مثل أمراض القلب والرئتين والكلى والكبد والجهاز العصبي والكسور ... وهذه توجد عند المرضى والمريضات، ولكن الوقت قبل التخرج قصير ولا يكفي لرؤيتها جميعها رغم ضرورتها ، ولذلك لن يستطيع رؤية الباقي إلا عند العمل كمقيم ... فلا داعي للمغالطة بزعم أن أمراض الثدي والولادة وأعضاء الرجل التناسلية معرفتها ضرورية للطالب والطالبة قبل التخرج.

ولأجل ما سبق فإن الكثير من الأساتذة منذ سنين طويلة لا يدرسون الطلاب إلا على الرجال، وإذا لم يرَ الطالب أحد الأمراض على رجل فسيرى مريضا آخر فيه مرض آخر، ويرى في الأسبوع القادم أو الذي يليه ما لم يره من قبل، وكذلك الحال مع الطالبات. وفي نهاية العام يكون الطلاب قد رأوا معظم الأمراض، دون الحاجة لكشف الطلاب على النساء أو العكس . وهذا يدل دلالة واضحة على عدم الضرورة الشرعية بل ولا الحاجة لتعليم الطلاب على النساء أو تعليم الطالبات على الرجال. وهناك الكثير من الطالبات تخرجن بتفوق ولم تمس أيديهن جلد مريض رجل ، ونحن نرى طلابنا يحملون الزمالات من الداخل والخارج وهم كغيرهم في المستوى ولله الحمد. ولذلك فإن حسن تنظيم العملية التعليمية والاستفادة من المستشفيات المختلفة كفيل بحل هذه المشكلة. إلا أن بعض الزملاء هداهم الله يرمون كل من يسعى لإصلاح التعليم عندنا بأنه طالباني متزمت.



وقد قامت الأستاذة الفاضلة د.هدى آل عبد الكريم (استشارية أمراض الباطنة والأورام) بالتجربة العملية وبالبرهان القاطع بأن تعليم الطالب وامتحانه على نفس الجنس ممكن ، بل ويسير. ففي بداية هذا الفصل الدراسي كان هناك امتحان عملي لـ 350 طالب وطالبة في مادة الباطنة، وقد تولت د.هدى بنفسها تنسيق امتحان نحو 250 منهم في مستشفى الجامعي بحيث لا يمتحن الطلاب إلا على المرضى الرجال ولا تمتحن الطالبات إلا على المريضات . وقد كان ذلك الاختبار مثار إعجاب من الجميع.

وقبل أسبوعين قامت د.هدى مرة أخرى بتنسيق اختبار عملي آخر ، ولم يختبر طالب ولا طالبة إلا على نفس الجنس ! وكان امتحانا موفقا ، فجزاها الله خيرا.




ومن المفارقات ، فقد قام أستاذان بتنسيق اختبار لمجموعة طلاب أخرى ، فما كان منهم إلا أن خلطوا الجنسين بحجة كثرة الطلاب ، مع أن عدد الطلاب كان 101 طالبا فقط !! بل إن منسق الاختبار طلب مني شخصيا أن أمتحن ثلاثة طلاب ذكور على مريضة واحدة (بالتعاقب) بحجة عدم وجود مرضى رجال! فرفضت ذلك وأخذت الطلاب على مريض رجل كان موجودا في الجناح ولديه من العلامات المرَضية الكثير، فاختبرت الطلاب عليه.

إن المشكلة هي أن بعض الأساتذة وفقهم الله مشغولون بعياداتهم الخاصة خارج المستشفى ولا يبذلون وقتا كافيا لتدريس الطلاب ولضبط الاختبارات العملية حسب المعايير العلمية ، ولذلك فهم يسندون مهامهم إلى سكرتارية أو أطباء غير مدربين ومن غير أعضاء التدريس، ولذلك فأسرع جواب يبررون به تقصيرهم في ضبط الامتحان أن يقولوا : لا يوجد مرضى ، أو الفحص على المرأة ضروري ! ولا أدري أي ضرورة في فحص الطالب على مريضة تعاني من الربو أو تليف الكبد وهما يوجدان في الرجال أيضا ؟ إنه الكسل وتضييع المسئوليات والكذب على المسئولين الذين يجهلون حقيقة الطب..

ولولا حرصي على الستر وترك الفرصة لإدارة الجامعة لإصلاح الأوضاع لذكرت نماذج من الفساد الإداري وضياع التعليم، فالكثير( ولا أقول القليل) من الأساتذة لا يحضرون محاضراتهم ولا عياداتهم بل ولا التدريس العملي للطلاب إلا لماما ، فهم يعملون في ثلاثة أو أربعة مراكز طبية وإذا كلفوا بمهمة تعليمية أساؤوا التنفيذ أو قالوا كلفوا الأساتذة الجدد الذين كانوا طلابنا !!! والمشكلة عامة ،

ومن حجج بعض الأساتذة أن رواتب الجامعات متدنية مقارنة بالمستشفيات الكبرى كالتخصصي والعسكري والحرس وغيرها ، ولذلك فهم يقولون " العمل على قد الراتب " ! وهذا من الخيانة للأمانة ، فهم رضوا بالتوظيف في الجامعة منذ البداية وهم يعلمون بهذه الفروق ، إلا أن ابن آدم لا يملأ بطنه إلا التراب.

وأقول للزملاء الأفاضل خارج كليات الطب :

أهل مكة أدرى بشعابها. ويكفي أن تعلموا أن 30% من المحاضرات في أحد المقررات تغيب عنها الأساتذة! بل إن بعض الأساتذة المتنفذين لا يحضرون الامتحانات النهائية إلا نادرا، وبعض الامتحانات لا يحضرها ولا أستاذ واحد ، وتترك المراقبة للسكرتارية أو لأطباء الامتياز. وهذا موثق في ملفات الكلية. بل إن أحد رؤساء الأقسام أبعد اثنين من الأساتذة من الإشراف على أي مقرر لأنهما حازمان وفي صف الطلاب ، ويقدمان خطابا رسميا ضد أي أستاذ يتكرر منه التغيب عن الدرس العملي أو الامتحانات ! إن المشكلة هي أننا بين منتفع يمارس هذه الفوضى ، وبين مسئولين لا يريدون الإحراج مع زملاء المهنة أو لا يريدون أن يفقدوا مناصبهم إذا عرف ولاة الأمر بالحقيقة، ولذلك فإنهم يبادرون بالنفي ، ثم بالهجوم على كل من ينشد الإصلاح ، واتهامهم بالنفعية أو الكراهية أو... وإذا اقتضى الأمر فإنهم يضيقون عليهم إداريا بالطرق المختلفة. وقد صرح لي أحد وكلاء جامعة الملك سعود لما ذهبت إليه قبل نحو عامين مقدما مشروعا عمليا للإصلاح ، وقال أنهم يعلمون بهذه الفوضى ، ويعلمون أكثر وأسوأ مما ذكرت له ، ولكنهم يخشون أن يستقيل الأساتذة ويذهبوا إلى المستشفيات الأخرى إذا تم الضغط على الكلية لضبط هذه الفوضى !!

ولهذه الأسباب فإن من الضروري طرح مشاكل التعليم العالي على الرأي العام ،

أولا: لأن هذا ليس فيه مخالفة نظامية خاصة وأنني أتكلم باسمي الصريح ومستعد لإثبات جميع ما ذكرته ، وقد شجعني على هذه المبادرة خادم الحرمين وفقه الله عندما صرح بالسماح بطرح المشاكل عبر وسائل الإعلام بشرط تحري صحة الوقائع. وكم رأينا من مشاكل اجتماعية وإدارية متفاقمة ولم يتم تداركها وعلاجها إلا بعد إطلاع الرأي العام عليها.

وثانيا : أن السكوت على الفساد ليس من النصيحة لولاة الأمر ولعامة المسلمين ، خاصة بعدما رأينا عجز إدارة الكلية عن مواجهة الواقع ثم تبرم بعض العمداء من المصلحين. ومن المنابر المناسبة الانترنت ، خاصة المصرح لها رسميا ولم تحجبها مدينة الملك عبدالعزيز ، وهذه يكتب فيها بعض كتاب الصحف الرسمية المشهورين بأسمائهم الصريحة.



****************
قديم 06-06-2006, 12:42 AM
  #2
أسد
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 34
أسد غير متصل  
وفي الختام : ونزولا عند رغبة بعض الذين يتوهمون المصاعب ففيما يلي عرض لبعض الشبهات والإشكالات حول التعليم الطبي والرد عليها مع طرح الحلول العملية لها :

1- دعوى الضرورة الطبية :


الشبهة :

أن المريضة قد تكون مضطرة لأن يَكشف عليها الطبيب حيث لا يوجد طبيبة. وهذا مبرر لتعليم الطلاب عليها.

والجواب هو :

أن المريضة إذا كانت مضطرة لأن يداويها طبيب لعدم وجود طبيبة فإنها ليست في حاجة للكشف عن عورتها ( الصدر أو البطن أو حتى الفرج) لينظر إلى ذلك ويتحسسه 8 طلاب ذكور شباب بحجة تعليمهم الطب، فهي إن لم تتضرر من تحرشهم بها فلن تستفيد منهم إطلاقا. وأما حاجة الطلاب للتعليم فقد سبق الحديث عنها .

2- الفحص على الثدي :

- الشبهة : من الأمور التي يتوهمها بعض الأطباء و أعضاء هيئة التدريس في كلية الطب و المستشفيات الجامعية أنه لا بد لطالب الطب من تعلم الأورام التي تصيب أثداء النساء لأنها من الحالات المنتشرة في بلادنا و أنه لا يمكن أن يتعلم الطالب على تلك الحالات إلا إذا فحص على المريضات، و الدمى لا تغني عن ذلك .

الإجابة عن الشبهة:

-

أ‌- أن الأورام التي تصيب الثدي أنواع كثيرة فمنها الحميد و منها الخبيث و هذه أيضا تنقسم إلى أنواع كثيرة بحسب الحجم و الملمس فمنها الكبير و الصغير و منها الخشن و الناعم . وكل تلك الأنواع قد لا يراها طالب الطب في حياته إلا مرة أو مرتين ، فكيف سيتمكن من تشخيصها ؟ و مع ذلك يتخرج الطالب من الكلية و قد يبدع في المجال الذي يذهب إليه. و بذلك يتبين أنه ليس هناك حاجة ملحة للفحص على الثدي في تلك المرحلة فالطالب الذي يريد التخصص في الجراحة هو المهتم بأورام الثدي وبعض التخصصات المتعلقة بالأورام السرطانية و لكن من يريد التخصص في أمراض الأطفال أو العيون أو العظام و غيرها من التخصصات لا يحتاج تعلم الفحص على الثدي.

ب‌- أنه من المعلوم طبيا أن الأورام لا يمكن التأكد من تشخيصها إلا عن طريق أخذ عينة من الورم و إرسالها إلى المختبر حتى يتم معرفة الورم إن كان حميدا أو خبيثا و غيرها من خصائص الورم المعروفة ، فالفحص السريري لا يغني أبدا عن الفحوص المخبرية . وهذه لا طاقة للطالب بها.

ت‌- حتى ولو رأى الطالب ورم الثدي مرة ومرتين وثلاثا فلن تكفي لمباشرة العلاج ، فلا بد أن يقيم في الجراحة ويتعلمها ثم يباشرها. فلا حاجة للتدريب على الثدي قبل التخرج ، وإنما يركز على أمراض أخرى.

ث‌- هناك ما يسمى بالدمى التعليمية حيث توجد مجسمات لجميع أنواع الأورام فمنها الكبير و الصغير و الخشن و الناعم و غيرها من الأورام حيث يستطيع الطالب معرفة جميع تلك الأورام و الفحص عليها و تعلم الأسس و الحد المطلوب للفحص، و إن أراد التخصص في جراحة الثدي والأورام توسع في ذلك بعد التخرج.

3- قضية تعليم أمراض النساء والولادة للطلاب الذكور:

- الشبهة : يعتقد البعض أنه لابد للطالب أن يتعلم أمراض النساء والولادة نظريا وعمليا وأن يحضر عمليات التوليد حتى يستطيع أن يولد امرأة في حالة الضرورة فهم يقولون أن الطبيب قد يكون في الطائرة أو يعمل في مستوصف في قرية وقد تأتيه حالة ولادة عادية أو متعسرة فإن لم يلتحق بدورة النساء والولادة عمليا في الكلية قد تموت عنده المريضة .

الجواب على الشبهة:

أ‌- عند سؤال الكثير من الأطباء عن عدد الحالات المشابهة التي تعرضوا لها أجمعوا على أنهم لم يتعرضوا لمثل ذلك ، لذا كان من غير المعقول أن يبنى نظام كامل ويطلب من آلاف الطلاب تعلم التوليد لأجل حالات شاذة لا اعتبار لها .

ب‌- أن كثيراً من ساكني القرى لا يعترفون بمسألة توليد نسائهم في المستشفيات و يكتفون بالقابلة، وهي أحسن على أية حال من الأطباء الذين لم يتخصصوا في الولادة. أما في الطائرة فالأصل في الحامل في الأشهر الأخيرة أنها تمنع من ركوب الطائرة إلا ما ندر و النادر لا حكم له .

ت‌- أننا لو سلمنا بصحة ما يقولون من ناحية الضرورة لوجدنا أمامنا مشكلة أخرى تتعلق بحقيقة الفائدة التي تعلمها الطالب في دورة أخذها في السنة الرابعة لمدة ثلاثة شهور، هل سيتذكر الطبيب ما تعلمه عندما كان طالبا ؟ وهل ستطلب من طبيب عيون أو جلدية أو عظام أو مختبر تخرج قبل ثلاثين سنة أن يولد امرأة ؟ الجواب أنه لن يستطيع التعامل مع الولادة الطبيعية فكيف بالمتعسرة !

ث‌- من المعلوم أن الممرضة المدربة والقابلة أفضل من الطالب ومن طبيب الامتياز حتى بعد تدريبهم مما يدل على عدم الفائدة العملية من تدريب الطلاب على العملي ، ولا بد أن يعمل مقيما قبل الممارسة. ج‌- أن الدمى قد تساعد الطلاب على الجانب العملي و يكتفى لهم بالجانب النظري، و يقصر الكشف على المريضات على الطالبات.

4- دعوى أن المريضة لا تـُجبر على فحص الطلاب عليها ولا بد من رضاها .

الرد على الشبهة :

- أ‌- أنه لا يجوز للمريضة أصلا أن تمكن الطلاب من الكشف على عورتها من غير حاجة لعلاجها، فتعليم غيرها ليس مبررا شرعيا لها لتكشف عورتها.

ب‌- أن بعض أعضاء هيئة التدريس من الأطباء يقدّمون الطلاب للمرضى على أساس أنهم أطباء و ليسوا طلابا ، و في هذا خداع وغش للمرضى كما أنه تدريب للطلاب على الكذب المقنن ! بل إن بعض الأساتذة يهدد المريضة بالطرد من المستشفى إن رفضت الكشف مذكرا لها بالورقة التي وقعتها بالموافقة على الفحص. وقد رأيت ذلك بنفسي ! ولقد رأيت أيضا بعيني أستاذا سعوديا يطرد مريضة من عيادته وهي في حالة الطلق لأنها طلبت أن يكشف عليها الطبيبة الموجودة في الغرفة المجاورة. وهذه أمثلة فقط وإلا فالنظائر كثيرة. أولئك الأساتذة تعلموا في كندا وألمانيا وبريطانيا وغيرها أن هذه الأفعال تنافي أخلاقيات الطب ، ولكن بعض أساتذتنا – وللأسف- يرون أن نساءنا في مستوى حيوانات التجارب (GUINEA PIG)، ولذا لا تنطبق عليهن أخلاقيات الممارسات الطبية التي يجمع عليها عقلاء الأمم .

ت‌- أن الإجبار له أشكال ، فالمريضة ليس لديها جرأة على الرفض بسبب حيائها وضعفها فطريا وبسبب المرض ، و تخشى إن رفضت أن لا تتلقى العلاج الجيد ، فتقبل مرغمة .

5- القول بأن الطب مهنة إنسانية ، وأن الطالب والطالبة لا يفكرون في الجنس إطلاقا في المستشفى ، وإنما يركزون على تعلم ما ينفع المرضى ، وأن الطالب لا يفرق بين كون المريض الذي تحت يديه ذكراً أو أنثى .


الرد على الشبهة :

أن هذا مصادم للفطرة والواقع ، وأول من يكذبه هو من يروجه. فمن يصدق أن طالبا شابا أعزبا لا يفرق بين الكشف على صدر هرم في الثمانين وبين صدر شابة جميلة في الثامنة عشر؟ ومن يصدق أن شهوته لا تتحرك وهو يتأمل في وجهها ثم يتحسس صدرها ليرى أي ثدييها أكبر أو أيهما أدفأ من الآخر...؟ ثم لماذا إذن صدرت توجيهات وزارة الصحة بمنع فحص الطبيب على المريضة إلا بوجود ممرضة أو قريب لها ؟ هل هذا مجاملة مؤقتة للمجتمع "المؤدلج" المتخلف برأيكم ؟ لقد بين الله تعالى لنا القول الفصل: (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم )) ولم يقل إلا طلاب الطب ! وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) ( صحيح الجامع 5045) وقال ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) ولم يقل أن مجال الطب لا يقربه الشيطان. ثم كيف يحرم على الرجل أن يخلو بالمرأة ولو لتعليمها القرآن شفهيا ، ثم تقولون يجوز للرجل تعلم الطب على المرأة وله أن يتحسس جميع جسدها لأنه لا يفكر بالجنس؟

6- قولهم أن النماذج التعليمية ( الدمى ) لا تغني الطالب عن التعلم على المرضى :

-

فهم يقولون أن الدمية تختلف عن خلق الله سبحانه و تعالى وأنه لا يمكن للطالب التخرج و هو لم يتعلم إلا على دمية جامدة و أن هذه الدمى يتعلم عليها الغرب فقط في السنوات الأولى

الرد على الشبهة :

- أ‌- أن هذا من المغالطة ، فلم نقل أن الدمى تغني عن المرضى، وإنما نقول أنها وسيلة لتعويض النقص فقط ، وأما الجزء الأكبر من التدريب فهو على المرضى وليس الدمى.

ب‌- أن هذه الدمى صنعت بطريقة احترافية لتحاكي الواقع بشكل كبير ودخل في تصميمها أطباء استشاريون في جميع التخصصات ، ولا يشك أحد في دقتها وفائدتها في التعليم الطبي.

ت‌- أن هذه الدمى مطبقة في العديد من الجامعات التي تتبنى الاتجاه الحديث في التدريس و منتشرة في العديد من المدارس الأمريكية و الكندية وغيرها.

ث‌- ولذلك فنحن نستطيع توظيف هذه الدمى بما يحقق أهدافنا وخصوصيات مجتمعنا، فأمراض الأجهزة التناسلية للرجال مثلا لا يتدرب عليها في المرضى إلا الطلاب، أما الطالبات فيتدربن على الدمى التعليمية . وهكذا أمراض الولادة والثدي وأمثالها ، يراها الطلاب على الدمى، أما الطالبات فيتدربن على المريضات. وبعد التخرج ، إذا أراد الطالب أو الطالبة أن يتخصص في قسم معين فإنه يكشف على المرضى الذين سيعالجهم حسب الحاجة . ولا شك أن هذا يلغي المفاسد الحاصلة من كشف جميع الطلاب على المريضات دون فائدة حقيقة .

ج‌- أن الهدف من التدريب العملي لطالب الطب قبل التخرج هو معرفة الأسس الصحيحة للفحص الطبي ، وليس الهدف هو مباشرة المعالجة و المداواة للمرضى؛ و الدمى التعليمية تساعد في تغطية هذا الجانب .

ح‌- تبين لنا فيما سبق إمكانية تدريب الطلاب على الرجال والطالبات على النساء ، حتى قبل وجود تقنية الدمى الطبية، ولذلك فالدمى تعزز هذا التوجه الشرعي المعتدل.

7- دعوى أن الأطباء لديهم مشاريع مستقبلية لإصلاح وضع المستشفيات وكليات الطب :

- يدعي بعض الأطباء المسئولين أن لديهم مشاريع لإصلاح وضع كليات الطب و المستشفيات الجامعية و أنه لابد من مضي سنوات و سنوات حتى يصلح الحال .

الرد على الشبهة :

- أ‌- أن كلامهم هذا ما هو إلا لتهدئة المعترضين على هذه المنكرات وتخديرهم، بل إن أكثرهم لا يملك مشروعا حقيقا و صورة واضحة لما يريد فعله خلال السنوات القادمة، و كل ما يملكه هو التسويف.

ب‌- أن بعض الأطباء وصل إلى أعلى سلم الهرم الإداري فمنهم من أصبح عميدا أو وكيلا أو مديرا لمستشفى أو كبير أطباء... بل وكلاء جامعات مختلفة لسنوات طويلة ... و لم نر تغييرا أو تحركا ولو بسيطا في هذا الاتجاه ، بل وصل الأمر أن بعضهم افتتح مراكز طبية أسوأ من المستشفى الذي يديره، مما يعني عدم قناعته بما يعد المحتسبين به .


هذا وقد اجتهدت في جمع ما قد يكون شبهة ولو لم يذكرها أصحاب الرأي المخالف إتماما للموضوع، وطالب الحق يكفيه بعض ذلك ، وصاحب الهوى لن يقنعه شيء ولو حشرتَ له كلَّ شيء قـُبُلا.. وصلى الله على نبينا محمد.

الدكتور صالح بن عبدالله الصقير

استشاري الطب الباطني والروماتزم ، ورئيس وحدة الروماتيزم وقسم العلاج الطبيعي سابقا.

ملف

( كلية الطب.. آلام ..وآمال )


منقول
قديم 06-06-2006, 12:42 AM
  #3
أسد
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 34
أسد غير متصل  
جزاك الله ايه الدكتور الفاضل الغيور كل خير

التعديل الأخير تم بواسطة أسد ; 06-06-2006 الساعة 12:44 AM
قديم 06-06-2006, 12:53 AM
  #4
احمد شوبير
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 9,213
احمد شوبير غير متصل  
اخى الكريم : اسد

بعد التحيه


اشكرك على نقلك للموضوع والذى اثره نقطه هامه وفى غايه الخطورة


فطلاب كلية الطب والممرضات لهم احترامهم ولهم اهميتهم الامر الذى ينبثق على العديد من الافكار .

ولعل الاعتقاد السائد فى فكر الكثير من الناس هو الذى يؤدى الى العديد من الامور

كما ان العلم له قدسيته واهميته وان القائل بان عدم الكشف السيده المريضه لدى الاطباء الرجال فاعتقد بانه ينظر بمنظور خاطىء ليس لقلة الاحترام او لعدم فهم الحقيقه سليمة ولكنها لقلة الثقافه والفكر المستنير

العلم له احترامه وقدسيته

واعتقد بان هذة قد تكون دعوى من اهمها العمل على القيام بفكر مستنير


وفى الختام اشكرك وما هذا غير راى الشخصى ولالاختلاف لا يفسد للود قضية

تحياتى وتقديرى
__________________
لا يوجد شىء اسمه صعب ، ولا يوجد شىء اسمه مستحيل ... نحن من نصنع الصعب والمستحيل
قديم 06-06-2006, 01:00 AM
  #5
winds
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 370
winds غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسد
هل يمكن احترام أعراض المريضات وطالبات الطب ؟


أرسل لنا الدكتور صالح الصقير عبر شبكة نور الإسلام هذا المقال :

طرح في العديد من وسائط الإعلام (الصحف والانترنت) شكوى المرضى والمريضات من الانتهاكات لحقوقهم ومحارمهم في مستشفيات الصحة والجامعة من قبل الكليات الطبية ، كما نوقش تذمر الطالبات بالتحديد من إرغام الأساتذة لهن على الكشف على الرجال بدون حاجة شرعية ، مخالفين بذلك شرع الله تعالى ونظام التعليم العالي في بلادنا. وقد طرح بعض الكتاب شبهات وقالوا إن مجال الطب يختلف عن جميع مجالات الحياة الأخرى، وأنه يجب ألا يمنع فيه فحص الرجال على النساء .. والعكس ، ولذلك رأيت طرح وجهة نظري التي أحسبها أقرب إلى الحق ، فإن أصبت فمن الله وحده ، وإن أخطأت فالحكمة ضالة المؤمن.

يمارس بعض أساتذة الطب و المنسوبون للمجال الطبي إرهابا فكرياً ضد كل من يعترض على الممارسات الخاطئة في التعليم الطبي، ومما يرددونه باستمرار لإسكات معارضيهم :



1- أن هذه الممارسات تندرج تحت الضرورة التعليمية أو العلاجية .

2- أن كل من يعترض عليهم لا يمارس الطب ويجهل طبيعته التعليم في المجال الطبي ، وبالتالي لا يحق لهم إبداء آرائهم.

أما الضرورة فتستخدم لإضفاء الغطاء الشرعي لتلك الممارسات و الشبهات، ودافعهم لإيرادها إما الجهل ، أو مجرد الجدال وتبرير الأخطاء وأما تجهيل الناس حول حقيقة المجال الطبي فيستخدم لإرهاب الناس فكرياً وعدم السماح لهم بإبداء آراءهم و استنكارهم لبعض الممارسات الخاطئة.

ولذا فعند الرد على أي شبهة من الشبه لابد من اعتبار هذين الأمرين .


وكمقدمة لنقاش الموضوع من المهم أن نلاحظ أن واقع التعليم الطبي ليس كما يصوره بعض الأساتذة والأطباء للناس، وذلك من الجوانب الآتية :

1- في السعودية – كما هو الحال في جميع دول العالم- لا يُطلب من الطالب معرفة جميع الأمراض، وإنما يتعلم الطالب أسس الأمراض الشائعة، فمعرفة كل شيء ورؤية جميع الأمراض لا يطيقها حتى الأساتذة ، فكيف بالطلاب !!

2- فترة تدريب الطالب في كل فرع من التخصصات الطبية قصيرة جداً ، ولا تكفي إطلاقا لتخريج طبيب يتعرف حتى على الأمراض الشائعة . ولذلك فإن الطالب بعد التخرج لا يسمح له بممارسة الطب إلا بعد سنة الامتياز، وبعدها يختار المجال الذي يريد العمل فيه ؛ وخلال شهر واحد سيطلع على ما لا يراه الطلاب خلال سنة كاملة ، مما يعني أنه سيرى معظم الحالات التي سيحتاج إلى علاجها فعلياً. وهذا يدل على قلة التعويل على ما يراه الطالب قبل التخرج .

3- الطالب يحتاج إلى تعلم الأساسيات التي يحتاجها أي طبيب في أي تخصص ، وهي طريقة الفحص الطبي والمعلومات النظرية للأمراض ، وليس بالضرورة تعلم جميع الأمراض عمليا؛ فطبيب الأنف لن يستفيد من فترة تدريبه على الولادة يوم كان طالبا، وطبيب الجراحة لن يستفيد من تدريبه على أمراض العيون يوم كان طالبا ، وطبيب الجلدية لم يستفد من تدريبه على جراحة المخ والأعصاب، وهكذا. فلا يضير إذن عدم رؤية الطالب لورم الثدي أو عملية الولادة ، ولا يضير الطالبة كذلك عدم رؤية أورام الخصيتين مثلا ...

4- الطلاب في واقع الأمر يُدربون على النساء ، حتى في الأمراض التي توجد في الرجال، وكذلك الحال في تدريب الطالبات . وتحديد جنس المريض المراد تدريب الطلاب عليه عشوائي ؛ فقد تجد أستاذا يدرب الطلاب على امرأة مع وجود رجل لديه نفس العلامات والمرض ، وآخر يدرب طالبات على رجل مع وجود امرأة في مكان آخر لديها نفس العلامات أو أكثر ، مما يعني أن الذي يدفع لتدريب الطلاب على النساء والطالبات على الرجال ليس وجود المرض في ذلك الجنس تحديدا وإنما عدم مبالاة الأستاذ بقضية المحارم، أو رغبة الطلاب، أو عدم تواجد العدد الكافي من المرضى للتدريب في نفس المستشفى في يوم معين

5- لا يمكن للطالب ولا الطالبة - حتى بعد التخرج - مباشرة توليد امرأة ولو كانت الولادة طبيعية، ولا تشخيص حالة ورم ثدي أو إجراء عملية فتاق أو حتى الزائدة، بل ولا تشخيص مرض التراخوما!! وهذا حتى ولو رأوا هذه الحالات قبل التخرج. ولذلك فإن الطبيب حديث التخرج لا بد أن يختار أحد التخصصات ليعمل فيه "مقيما" ويتعلم الأمراض الشائعة في هذا التخصص فقط ، حتى ولو كان لا يريد إتمام دراسات عليا... فقد انتهى بعد الحرب العالمية الثانية عصرُ الطبيب الذي يعالج كل شيء.

6- قد يتخرج الطالب ولم يرَ في حياته سرطان رحم ، ولا ورم ثدي ، كما أن الطالبة قد لا ترى أورام الخصيتين ولا البروستات في حياتها ، وهذا لا يعني بتاتا أن التدريب ناقص، فمباشرة العلاج لن يتمكن الجميع منها حتى ولو رأوا هذه الحالات مرة ومرتين وثلاث ... وإنما يستطيعون علاجها بعد التخرج والعمل كمقيم في التخصص الذي يريد العمل فيه كما ذكر سابقا.

7- مما سبق يتضح أن ما يراد تعليمه قبل التخرج هو الأمراض الشائعة التي تصيب الذكر والأنثى مثل أمراض القلب والرئتين والكلى والكبد والجهاز العصبي والكسور ... وهذه توجد عند المرضى والمريضات، ولكن الوقت قبل التخرج قصير ولا يكفي لرؤيتها جميعها رغم ضرورتها ، ولذلك لن يستطيع رؤية الباقي إلا عند العمل كمقيم ... فلا داعي للمغالطة بزعم أن أمراض الثدي والولادة وأعضاء الرجل التناسلية معرفتها ضرورية للطالب والطالبة قبل التخرج.

ولأجل ما سبق فإن الكثير من الأساتذة منذ سنين طويلة لا يدرسون الطلاب إلا على الرجال، وإذا لم يرَ الطالب أحد الأمراض على رجل فسيرى مريضا آخر فيه مرض آخر، ويرى في الأسبوع القادم أو الذي يليه ما لم يره من قبل، وكذلك الحال مع الطالبات. وفي نهاية العام يكون الطلاب قد رأوا معظم الأمراض، دون الحاجة لكشف الطلاب على النساء أو العكس . وهذا يدل دلالة واضحة على عدم الضرورة الشرعية بل ولا الحاجة لتعليم الطلاب على النساء أو تعليم الطالبات على الرجال. وهناك الكثير من الطالبات تخرجن بتفوق ولم تمس أيديهن جلد مريض رجل ، ونحن نرى طلابنا يحملون الزمالات من الداخل والخارج وهم كغيرهم في المستوى ولله الحمد. ولذلك فإن حسن تنظيم العملية التعليمية والاستفادة من المستشفيات المختلفة كفيل بحل هذه المشكلة. إلا أن بعض الزملاء هداهم الله يرمون كل من يسعى لإصلاح التعليم عندنا بأنه طالباني متزمت.



وقد قامت الأستاذة الفاضلة د.هدى آل عبد الكريم (استشارية أمراض الباطنة والأورام) بالتجربة العملية وبالبرهان القاطع بأن تعليم الطالب وامتحانه على نفس الجنس ممكن ، بل ويسير. ففي بداية هذا الفصل الدراسي كان هناك امتحان عملي لـ 350 طالب وطالبة في مادة الباطنة، وقد تولت د.هدى بنفسها تنسيق امتحان نحو 250 منهم في مستشفى الجامعي بحيث لا يمتحن الطلاب إلا على المرضى الرجال ولا تمتحن الطالبات إلا على المريضات . وقد كان ذلك الاختبار مثار إعجاب من الجميع.

وقبل أسبوعين قامت د.هدى مرة أخرى بتنسيق اختبار عملي آخر ، ولم يختبر طالب ولا طالبة إلا على نفس الجنس ! وكان امتحانا موفقا ، فجزاها الله خيرا.




ومن المفارقات ، فقد قام أستاذان بتنسيق اختبار لمجموعة طلاب أخرى ، فما كان منهم إلا أن خلطوا الجنسين بحجة كثرة الطلاب ، مع أن عدد الطلاب كان 101 طالبا فقط !! بل إن منسق الاختبار طلب مني شخصيا أن أمتحن ثلاثة طلاب ذكور على مريضة واحدة (بالتعاقب) بحجة عدم وجود مرضى رجال! فرفضت ذلك وأخذت الطلاب على مريض رجل كان موجودا في الجناح ولديه من العلامات المرَضية الكثير، فاختبرت الطلاب عليه.

إن المشكلة هي أن بعض الأساتذة وفقهم الله مشغولون بعياداتهم الخاصة خارج المستشفى ولا يبذلون وقتا كافيا لتدريس الطلاب ولضبط الاختبارات العملية حسب المعايير العلمية ، ولذلك فهم يسندون مهامهم إلى سكرتارية أو أطباء غير مدربين ومن غير أعضاء التدريس، ولذلك فأسرع جواب يبررون به تقصيرهم في ضبط الامتحان أن يقولوا : لا يوجد مرضى ، أو الفحص على المرأة ضروري ! ولا أدري أي ضرورة في فحص الطالب على مريضة تعاني من الربو أو تليف الكبد وهما يوجدان في الرجال أيضا ؟ إنه الكسل وتضييع المسئوليات والكذب على المسئولين الذين يجهلون حقيقة الطب..

ولولا حرصي على الستر وترك الفرصة لإدارة الجامعة لإصلاح الأوضاع لذكرت نماذج من الفساد الإداري وضياع التعليم، فالكثير( ولا أقول القليل) من الأساتذة لا يحضرون محاضراتهم ولا عياداتهم بل ولا التدريس العملي للطلاب إلا لماما ، فهم يعملون في ثلاثة أو أربعة مراكز طبية وإذا كلفوا بمهمة تعليمية أساؤوا التنفيذ أو قالوا كلفوا الأساتذة الجدد الذين كانوا طلابنا !!! والمشكلة عامة ،

ومن حجج بعض الأساتذة أن رواتب الجامعات متدنية مقارنة بالمستشفيات الكبرى كالتخصصي والعسكري والحرس وغيرها ، ولذلك فهم يقولون " العمل على قد الراتب " ! وهذا من الخيانة للأمانة ، فهم رضوا بالتوظيف في الجامعة منذ البداية وهم يعلمون بهذه الفروق ، إلا أن ابن آدم لا يملأ بطنه إلا التراب.

وأقول للزملاء الأفاضل خارج كليات الطب :

أهل مكة أدرى بشعابها. ويكفي أن تعلموا أن 30% من المحاضرات في أحد المقررات تغيب عنها الأساتذة! بل إن بعض الأساتذة المتنفذين لا يحضرون الامتحانات النهائية إلا نادرا، وبعض الامتحانات لا يحضرها ولا أستاذ واحد ، وتترك المراقبة للسكرتارية أو لأطباء الامتياز. وهذا موثق في ملفات الكلية. بل إن أحد رؤساء الأقسام أبعد اثنين من الأساتذة من الإشراف على أي مقرر لأنهما حازمان وفي صف الطلاب ، ويقدمان خطابا رسميا ضد أي أستاذ يتكرر منه التغيب عن الدرس العملي أو الامتحانات ! إن المشكلة هي أننا بين منتفع يمارس هذه الفوضى ، وبين مسئولين لا يريدون الإحراج مع زملاء المهنة أو لا يريدون أن يفقدوا مناصبهم إذا عرف ولاة الأمر بالحقيقة، ولذلك فإنهم يبادرون بالنفي ، ثم بالهجوم على كل من ينشد الإصلاح ، واتهامهم بالنفعية أو الكراهية أو... وإذا اقتضى الأمر فإنهم يضيقون عليهم إداريا بالطرق المختلفة. وقد صرح لي أحد وكلاء جامعة الملك سعود لما ذهبت إليه قبل نحو عامين مقدما مشروعا عمليا للإصلاح ، وقال أنهم يعلمون بهذه الفوضى ، ويعلمون أكثر وأسوأ مما ذكرت له ، ولكنهم يخشون أن يستقيل الأساتذة ويذهبوا إلى المستشفيات الأخرى إذا تم الضغط على الكلية لضبط هذه الفوضى !!

ولهذه الأسباب فإن من الضروري طرح مشاكل التعليم العالي على الرأي العام ،

أولا: لأن هذا ليس فيه مخالفة نظامية خاصة وأنني أتكلم باسمي الصريح ومستعد لإثبات جميع ما ذكرته ، وقد شجعني على هذه المبادرة خادم الحرمين وفقه الله عندما صرح بالسماح بطرح المشاكل عبر وسائل الإعلام بشرط تحري صحة الوقائع. وكم رأينا من مشاكل اجتماعية وإدارية متفاقمة ولم يتم تداركها وعلاجها إلا بعد إطلاع الرأي العام عليها.

وثانيا : أن السكوت على الفساد ليس من النصيحة لولاة الأمر ولعامة المسلمين ، خاصة بعدما رأينا عجز إدارة الكلية عن مواجهة الواقع ثم تبرم بعض العمداء من المصلحين. ومن المنابر المناسبة الانترنت ، خاصة المصرح لها رسميا ولم تحجبها مدينة الملك عبدالعزيز ، وهذه يكتب فيها بعض كتاب الصحف الرسمية المشهورين بأسمائهم الصريحة.



****************
أحترم وجهة نظرك...ولكن أختلف معك تماما

البكالوريوس في الطب والجراحة الممنوح من أي جامعة...يراعي فيه أن يكون بكالوريوس

وليس دراسة للإيفاء بمتطلبات منطقة معينة...

وهي شهادة ليست محلية وانما هي تؤهل للعمل في كل مكان بعد استيفاء الشروط

ولتعلم اخي....ان التركيب التشريحي وان بدأ متماثلا...فانه يختلف في اجزاء جوهرية بين الذكر والانثي

كذلك فسيولوجيا اي وظيفيا

أقدر دوافعك لكتابة الموضوع ولكن أسمح لي أن أخالفك الرائ
__________________
قديم 06-06-2006, 01:18 AM
  #6
أسد
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 34
أسد غير متصل  
اخي وندز او نافذه بالعربي /هذا الكلام يرد عليه ممن هو اعلم مني ومنك بهذه المهنة وهم استشاريون كبار ولكن الفرق بينهم وبين من يضع هذه الحجج الواهية هو انهم غيورون على محارم الله يخافون الله ويرجون حسابة ويرون الحق حق ويدعون الى اتباعة ، بعكس بعض المتعيلمين والذين يأتون بكثير من المصطلحات الطبية والتي لا يعرفها كثير من العامة من اجل رمي الرماد بالعيون واخفاء المخارج الشرعية التي تضمن للمارس ان يقوم بكامل عملة دون ان يخالف شرع الله وان ينتهك مالا يجوز له،

اخي اتقى الله واعلم ان الامر جد جلل وان الله يعلم ان هذا التلبيس الذي يتبعه كثير من الاطباء انه غير صحيح وان الهدف الاول منه هو ان يبقى الوضع النتن على ماهو عليه
قديم 06-06-2006, 01:20 AM
  #7
winds
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 370
winds غير متصل  
إختلاف الرائ لا يفسد للود قضية
__________________
قديم 06-06-2006, 08:40 AM
  #8
احمد شوبير
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 9,213
احمد شوبير غير متصل  
لم افهم ردك الاخ اسد

ان كنت ترد على راى ام على احد اخر برجاء الايضاح

مع الشكر
__________________
لا يوجد شىء اسمه صعب ، ولا يوجد شىء اسمه مستحيل ... نحن من نصنع الصعب والمستحيل
قديم 06-06-2006, 03:18 PM
  #9
a7ab_bant
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 35
a7ab_bant غير متصل  
المشكلة من الهرم الكبير وهو وزير الغفلة الي يوم جاء وكل يوم خطأ طبي ووفيات و في عهدة كثرة مراجعة المراكز الاهلية والمستشفيات الخاصة بسبب ان المستشفيات الحكومية كلها زحمة حتى ولو كانت الحالة حرجة .....
والوزير مايدري وين الناس عايشة ماهمة إلا حضور المؤتمرات العالمية و الندوات و المحافظة على منصبة .....واقول ياربي يجازية بما يستحق..... فأن وزارة الصحة (( وزارة الكحة )) تأن وتشتكي من جور هذا الوزير الي مايعرف حتى يكتب سطرين بالعربي حتى تدور له خمسة خبراء في اللغة حتى يفكون الشفرة ..... يعني مايعرف يكتب بالعربي ابداً.....
قديم 24-03-2007, 03:08 PM
  #10
السرور
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 266
السرور غير متصل  
بارك الله فيك يا اسد الحق
__________________
موضوع مغلق

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:04 PM.


images