في السابق كنت أعاني من عدم وجود شخص يسمع همي

كنت أتمنى أن أفضفض لشخص قريب مني يشعر بمعاناتي ويفهم حاجاتي

قبل سنوات كانت لي صديقة أكبر مني قليلا كنا نتشارك معا هذا الهم وهذا الألم

والحمدلله تزوجت ورزقت بأطفال

ومن بعدها صرت وحيدة في هذا الهم بالتحديد

لي صداقات كثيرة وقريبات وكلهن أحباب لي ولكن ليس لدرجة أن أحكي معهن في هذا الأمر الحساس

وبالأخص أنهن لم يجربنه أو أنهن قد خرجن منه بلا عودة إن شاء الله

وأنا نفسي لا أرغب بالكشف عن أحاسيسي هذه أمامهن

حاولت أن أفضفض لوالدتي لكنها تصدني بقولها : وماذا بوسعي أن أفعل لك !!!

تظنني بفضفضتي أريدها أن تبحث لي عن حل ولكني فقط أريدها أن تسمعني ..

حاولت أن أفضفض لأختي الكبرى المتزوجة ..

ولكنها أيضا قابلتني بالصد

وصارت تقول كلاما جارحا تقلل فيه من حجم همي بحجة أن هناك من هن أكبر مني بكثير لم يتزوجن بعد

ولست أراها خففت عني بقدر ماقد زادت علي الهم أضعاف !!!

لكأنما لا يحق لي الشكوى مادام هناك من هن أسوأ حالاً مني ؟!

وعشت بعدها في دوامة عميقة من الحزن والهم

كنت فقط بحاجة لمن يسمعني في لحظات ضعفي القليلة والحمدلله

مهما أشغلت نفسي في دنياي لابد أن تمر علي لحظات ألم على فترات متباعدة جداً

بسبب موقف يمر بي

أوكلمة قاسية تقال أمامي بقصد أو بدون قصد

أو حتى مشهد حقيقي أو قصصي ..

يشعل في داخلي شوقي لأمومتي

لرجل بحتويني ويملأ حياتي بدفئه وعطفه

والآن

لي عدة أشهر

عثرت أخيرا على من يسمعني

ويخفف عني

بدون أي استنزاف لكرامتي

ولا جرح لمشاعري

ولا صد مؤلم وقاس

إنه ربي

في السابق

كنت لا أجرؤ على الشكوى أمامه

كنت أكتفي بالدعاء فقط

أما الآن

فصرت أحكي له عن كل شي

كل موقف كل كلمة كل لحظة أتألم فيها

أسارع إلى سجادتي

أنثر همومي بين كفي

وأنا أرفعها في مناجاة عميقة مع ربي

يارب

أنت من اختصني بهذا البلاء من بين كل القريبات والصديقات

وأنت وحدك القادر على رفعه عني

اللهم ارفعه عني عاجلا غير آجل

يا إلهي تعلم كم ألقى من فلانة وفلانة وعلانة

من حديث جارح ومهين

إلهي إن كن لا يتقصدن جرحي بكلامهن وغمزاتهن فسامحهن

وساعدني بالتجمل بالصبر على ما ألقاه منهن

وإن كن يتقصدن ذلك

فأسألك ألا أسمع منهن المزيد

ولا أرى منهن مايزيد همي أكثر

وأفرغ علي الصبر من عندك

إلي حين وقوع فرجك

يا أرحم الراحمين

أخواتي

منذ أن تعلمت أن أفضفض على سجادتي

أو حتى بدون السجادة ...

مجرد أن يكون حديثي موجها لرب الكون

الرحمن الرحيم

عرفت معنى الراحة

وحافظت على كرامة مشاعري وأحاسيسي من الصد !!!

القرب من الله عزة وأي عزة

[size=4]على ذاك الجدار اللي على حد البيوت الطين
وقفت وهاجس الذكرى ينفض غباره
وفي ذاك المكان ثبت إن الآدمي من طين..
تخيل ..يوم لمسته تنهد من شقى ناره
سألني قال:انا اذكر تجوني اثنين..
بكيت وقلت:صدقني رحل وانقطعت اخباره

من اختصني بهذا البلاء من بين كل القريبات والصديقات وأنت وحدك القادر على رفعه عني اللهم ارفعه عني عاجلا غير آجل يا إلهي تعلم كم ألقى من فلانة وفلانة وعلانة من حديث جارح ومهين إلهي إن كن لا يتقصدن جرحي بكلامهن وغمزاتهن فسامحهن وساعدني بالتجمل بالصبر على ما ألقاه منهن وإن كن يتقصدن ذلك فأسألك ألا أسمع منهن المزيد ولا أرى منهن مايزيد همي أكثر وأفرغ علي الصبر من عندك إلي حين وقوع فرجك يا أرحم الراحمين