السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
حقيقة حاولت أن أتجاوز عن هذا الموضوع وأن (أكبّر عقلي) وألا أهتم كثيراً بتعليقات من حولي ... ولكنني بصراحة لم أستطع ووجدت أن الموضوع أخذ حيزاً لا بأس به من تفكيري ولم أجد إلا أن أخرج ما بنفسي حتى أستريح.
منذ ثلاثة أيام كنت أجلس مع أمي (أم زوجي) نتناول الفطور معاً .. وطبعاً فإن مواقف ابني اليومية يجب أن تكون مادة للحوار .. وفوجئت بها تقول لي (إن الجميع يلاحظ عليكِ أنكِ متشبثة بابنك كثيراً .. ويجب أن تخففي هذا التشبث حتى لا يؤثر ذلك على الولد فيما بعد .. إن الكل لاحظ هذا الأمر وقد أخبرتني فلانة وفلانة وفلانة بذلك أكثر من مرة ولكنني لم أخبركِ بالأمر حينها .. إلا أنهن لا يزلن يعلقن نفس التعليقات حتى الآن)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!
بصراحة راودتني مشاعر مختلفة .. فحيناً شعرت بالدهشة .. وحيناً شعرت بالحيرة .. وحيناً شعرت بالغيظ.
أنا متشبثة بابني؟؟؟؟؟؟؟؟
رجعت للماضي منذ لحظة ولادة ابني .. وحاولت أن أستحضر كل تفاصيلنا معاً لعلي أضع يدي على ما يشير إلى هذا التشبث وهذا الالتصاق السلبي الذي يتحدثون عنه:
* منذ أيام ابني الأولى لم أكن أخرجه كثيراً من الغرفة .. وتحديداً عندما يكون لدينا زائرون .. حرصاً على ابني من مخاطر التقبيل والتناقل المستمر بين الأيدي.
* كنت دائماً أمنع أياً من أهل البيت أن يحمل ابني كثيراً أو أن يهزه أثناء حمله .. لأن عندي قناعة تامة بأن كثرة الحمل والهز يضران أكثر مما ينفعان .. وأن ابني لو اعتاد هذا الأمر فإنني أنا وهو الوحيدان اللذان سنتعب من ذلك .. فكل من يحمله ويهزه سينام في سريره مرتاح البال هانئاً وأنا وابني اللذين سنعاني من عدم النوم والسهر.
* كنت ولا زلت حريصة على تنظيم حياة ابني وربطها بروتين محدد لأن الأطفال يحبون الروتين ويكونون أكثر هدوءاً واستقراراً .. لذلك فقد كنت ملتزمة بمواعيد محددة فيما يخص وجباته ونومه على وجه التحديد .. وكان هذا الأمر يثير استهجان كل من حولي باعتبار أنني أتشدد زيادة عن اللزوم.
بالنسبة لوجبة الحليب: (يعني لازم وجبة الحليب بموعد؟ .. نحن كنا نطعم أبناءنا على البركة .. عندما يبكي نطعمه).
طيب يا جماعة صحة ابني على أفضل حال .. ووزنه ممتاز وصحي جداً حسب كلام الطبيب .. ولم يعاني من الغازات أبدا سوى مرة واحدة فقط عندما كان عمره ثمانية شهور تقريباً ... ألا يعد ذلك دليلاً على أن نظامي كان في صالح ابني؟!!
بالنسبة للنوم: (ولماذا يعني يجب ان ينام الولد وقت الظهيرة؟ ولماذا يجب أن ينام عند الثامنة مساءً .. انظري لأطفال فلانة لا ينامون الظهر ولا هم يحزنون .. وحتى السهر عادي وهاهم أطفال علانة يسهرون ولا ينامون قبل الحادية عشر أو حتى الثانية عشرة)!!!!!!!
ووصل الأمر لدرجة اتهامي صراحةً وأكثر من مرة بأنني أجبر ابني على النوم حتى وإن كان هو لا يرغب في ذلك (ولا أدري كيف عرفوا أنه لا يرغب في النوم) .. مع أنني أفهم وضع ابني جيداً وأعلم تماماً أنه يبدأ بالشعور بالنعاس منذ الساعة الثامنة وقد يتحمل حتى الساعة التاسعة مساءً على أكثر تقدير .. بدليل أنه في معظم المرات ينام سريعاً بمجرد ان أضعه في الفراش.
ثم .. حتى لو حاول التملص من النوم بسبب رغبته في اللعب لفترة إضافية ـ وهو ما أسمح به أحياناً ولفترة قصيرة لا تتجاوز النصف ساعة ـ فهل يجب أن أترك الطفل على هواه وكيفه حتى لو كان ذلك في سبيل امر سيتعبه؟؟
حتى أن أمي (أم زوجي) قالت لي بعد أن أكمل ابني عامه الثاني (خلاص يا أم سلطان لا داعي لأن (تجبري) الولد على النوم منذ الساعة الثامنة فقد كبر ولا ضرورة لنومه مبكراً)!!!!!!!!
رغم أنني قلت مراراً وتكراراً أن السهر غير ضروري للطفل .. ناهيك عن أنه مضر أساساً بصحته كونه يحتاج في هذه السن الصغيرة لساعات نوم أكثر لا تقل عن عشر ساعات يومياً.
* كنت حريصة منذ بدأت أسنان ابني في البزوغ على العناية بها وتنظيفها بشكل مستمر .. لأنني بصراحة عندي هاجس التسوس وأخاف من أن يصيب أسنان ابني .. وفي نفس الوقت أنا أدرك أن السكريات والحلويات ضرورية للطفل بالإضافة إلى أنني أدرك جيداً أنها متعة لا يجب أن أحرم ابني منها .. لذلك رأيت أن أقنن المسألة بحيث أعطيه كميات صغيرة على مدار اليوم بحيث لا تتجاوز مرتين أو ثلاث مرات على الأكثر .. لذلك فإنني عندما يذهب ابني إلى إحدى عماته في غرفتها فإنني أسالها هل أكل كاكاو أم لا .. حتى أتأكد من عدم تجاوزه لحصته اليومية من الحلويات.
أما المياه الغازية .. وما أدراك ما المياه الغازية .. فإنني في نظر الجميع أرتكب جريمة حقيقية لأنني أحرم ابني من شرب المياه الغازية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وكلما تحدثت عن أضرار الحلويات إن تم تناولها بكميات مبالغ فيها .. يردون: (وإذا يعني تسوست أسنانه؟ .. عادي فهي أسنان لبنية وفيما بعد سيبدلها بالأسنان الدائمة)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يا جماعة الخير أليس من الضروري أن يتعلم الطفل كيفية المحافظة على أسنانه اللبنية منذ الصغر حتى يستطيع الاعتناء بأسنانه الدائمة فيما بعد؟!!!!!!!!!!!!!!!!
وكلما تحدثت عن عدم جدوى تناول المياه الغازية وأنه لا إيجابيات لها على الإطلاق .. يقولون (لماذا هذا التحبيك .. ألا ترين فلانة تسمح لصغيرتها بشرب زجاجة كاملة ولا تقول لها شيئاً .. عادي)!!!!!!!!!!!!!!!!!!
طيب أنا مالي ومال ألأخريات .. أليست كل ام حرة في اختيار ما تعتقد أنه الأنسب لأبنائها؟!!!
* عندما يلعب ابني فإنني عادةً لا أتركه لوحده .. بمعنى أنني أبقى في المكان الذي يلعب فيه .. طبعاً ليس فوق رأسه لأنني أفهم جيداً ضرورة إعطاء مساحة كافية بيني وبينه أثناء اللعب حتى يشعر بالحرية والانطلاق وحتى يأخذ راحته .. إلا إن أرادني أن أشاركه اللعب طبعاً .... وإن كان ابني يلعب في مكان آخر غير المكان الذي أتواجد فيه .. يعني مثلاً أكون أنا في المجلس وهو في الصالة .. فإنني أذهب إليه كل عشرين دقيقة أو نصف ساعة ألقي نظرة عليه وأطمئن على أنه يلعب بامان ثم أعود إلى مكاني مرة أخرى .. وأنا أفعل ذلك سواء كنت في بيتي أو خلال أية زيارة أقوم بها لصديقة أو جارة.
عندما أفعل ذلك أفاجأ بنظرات الاستنكار وكلمات الاستهجان (اتركيه يلعب براحته)!!!!!!!!!!
عندما أطمأن على ابني فهذا معناه أنني لا أتركه يلعب براحته؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
* عندما بدأ ابني في تعلم الكلام كنت حريصة على تعويده بعض العادات الدينية الحميدة وبعض الخصال التي أعتقد أنها طيبة .. مثل البسملة قبل الأكل وحمد الله بعده .. ومثل الأكل بيمينه .. ومثل قول الحمدلله بعد ان يعطس .. وقول أعوذ بالله من الشيطان بعد أن يتثاءب .. وأن يضع يده على فمه ويبعد وجهه عمن يجلس أمامه عندما يسعل .. والحمدلله أن ابني متجاوب جداً معي في هذه المواقف إلا أنه أحياناً ينسى بطبيعة الحال فأقوم بتذكيره .. فتفاجئني إحدى السهام النارية (أتركيه يراحته .. غداً سيتعلم هذه الأمور من نفسه)!!
من نفسه؟!!!!!!!!!!!!!
* عندما كبر ابني قليلاً أصبح يطلب الخروج من الغرفة والذهاب إلى أحد أعمامه أو عماته .. وعادة أسمح له بذلك إلا إذا كان التوقيت سيئاً بمعنى أن تكون عمته نائمة مثلاً أو عمه غير موجود في المنزل .. بل إنني أصبحت من نفسي أطلب منه الخروج من الغرفة والذهاب لمجالسة أحد أعمامه أو عماته حتى لا يمل من كثرة وجوده في الغرفة معي.
* كنت في السابق أرفض خروج ابني بمفرده مع أي شخص غيري .. وحتى والده كنت أرفض خروجه معه بمفرده لأنه كان صغيراً .. ولكن في الشهور الأخيرة أصبحت أسمح له بالخروج بدوني سواء مع والده أو أحد أعمامه أو عماته أو خاله عندما نكون في بيت والدي رحمه الله .. وكل ما أفعله هو التأكد من أنه يضع حزام الأمان وأنه يجلس في الكرسي الخلفي .. وإذا زاد غيابه على ساعة فإنني أهاتفه حتى أطمئن عليه .... فتصيبني الطلقات النارية (يعني ما الذي سيحدث له؟ .. هو مع عمه (أو عمته) .. والدنيا أمان ولن يحدث له أي مكروه)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هل بالفعل يفترض مني عندما يغيب ابني عني أكثر من ساعتين أو ثلاث ألا أفكر بالسؤال عنه والاطمئنان عليه؟!!!!!!!!!
* أنا أرفض تماماً أن تُقال اية كلمة خارجة أو سيئة أمام ابني .... ولا أسمح بذلك مطلقاً لأ شخص كان .. حتى والدي رحمه الله .. ولا أقصد بذلك أنني أعيش من أناس سيئو الألفاظ .. ولكن هناك بعض الكلمات والشتائم التي يعتبرها الناس عادية وبسيطة ولا تمثل مشكلة حقيقة (مثلاً: انت حمار ـ أعزكم الله ـ .. أو غبي .. أو أهبل يعتبرونها كلمات عادية) .. وعندما يناقشونني تكون ذريعتهم (هو سيسمع هذه الكلمات عاجلاً أم آجلاً .. فهو في النهاية سيخرج من البيت إلى المدرسة وإلى النادي وإلى الحديقة وإلى الشارع .... وهناك سيكون معرضاً لسماع تلك الكلمات والألفاظ دون شك).
طيب ألا يفترض أن يكون أهل البيت الذي ينشأ فيه ابني هم القدوة الحسنة؟!!
ثم .. عندما يسمع ابني مثل هذه الكلمات في الخارج فإنني سأتمكن عندها من الرد بقلب قوي وثبات بأن بعض الناس خارج البيت سيئون ويقولون ألفاظاً قبيحة وهم ليسوا صالحين وطيبين مثل ماما وبابا والجد والجدة والعم والعمة والخال والخالة ... ولكن كيف يفترض أن يكون ردي عندما يسمع هذه الألفاظ منهم هم أهله قبل أن يسمعها خارج البيت؟!!!!!!
* كنت ولا زلت أرفض رفضاً قاطعاً أن ينام ابني عند أحد .. أو يبيت خارج البيت حتى لو كان ذلك في بيت والدي رحمه الله .. ومنذ ولادة ابني كانت هناك تلميحات وطلبات مباشرة بأن أسمح لابني بأن يبيت عند خالته أو أن أذهب إلى بيت والدي رحمه الله وأترك ابني في المنزل مع جدته وعماته .. ولكنني كنت أقابل مثل هذه الطلبات إما بالتجاهل أو الرفض المباشر.
حتى عندما كان والدي رحمه الله في رحلة العلاج كنت أبدي تخوفي من السفر فترة طويلة لأنني أعلم أن ابني سيصاب بالملل من كثر وجوده في المستشفى .. فاقترحت عليّ عمته أن أسافر وحدي مع أخي أو زوجي وأن أترك ابني معهم ..... ولكنني رفضت الفكرة بشدة ولم أتخيل على الإطلاق ان أبتعد عن ابني أو أبتعد عنه كل هذه الفترة.
* الأمر الهام جداً في الموضوع أنني أعتبر نفسي أماً حازمة جداً .. ولا أتهاون أبداً في كثير من الأمور التي أعتقد أنه يمكن أن تؤثر سلباً على شخصية ابني وحياته وطبائعه وأخلاقه فيما بعد .. ورغم فرحة قلبي الكبيرة بابني عندما ولدته إلا أنني لم أسمح لفرحتي به أن تؤدي إلى إفساده بالدلال والدلع لدرجة أنني حتى ألعابه أشتريها بحساب ولا ألبي دائماً طلباته وأتعمد قول (لا) في بعض الأمور حتى لا يعتاد على الحصول على كل ما يريده ويفسده ذلك.
بل إنني قمت بتسجيله في الحضانة بداية العام الدراسي القادم رغم أنه حينها لن يكون قد وصل لسن الروضة .. لأنني أشفقت عليه من بقائه كطفل وحيد في البيت وأريده ان يندمج مع أطفال من عمره ويكوّن علاقات اجتماعية خارج نطاق البيت .. كما أنه ذكي تبارك الله وأرى أن لديه قابلية للتعلم.
بالله عليكم .. أين التشبث الذي يتحدثون عنه؟؟؟؟؟؟؟
هل يفترض بي أن أكون أماً باردة لا تتابع ولا تهتم .. أم أنهم يرون شيئاً لا أراه أنا؟؟؟؟؟