إمكانيـة رجـوع المطلقـة لطليقـها قد يتحقق بــ (بضوابط)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه :
نظرا لوجود قضيتين ساخنتين في هذا القسم وهي تخص (جنسين مختلفين) وأنا أعلم يقينا أن كلاهما يتمنى العودة لزوجه في ظل حياة هادئة يسودها الوئام والإحترام .. فكان لزاماً علينا أن نفرد لهما موضوعاً خاصا ... قضية أحدهما وصلت لمرحلة حرجة بينما القضية الأخرى لا زالت في طور التسخين وبدون ذكر لتلك المعرفات سنضع طرق سهلة من شأنها التسريع في لم الشمل وآمل من جميع الأعضاء وضع تجاربهم او تجارب من حولهم من محيطهم وكذلك وضع مقترحاتهم وسابدأ بوضع أهم الأسس التي في حال تم العمل بها فإن إمكانية العودة مضمونة بحول الله وقوته وسأضعها باللغة العامية وليعذرني الجميع :
1- عند سؤال المنفصلة عن زوجها سواء (3) طلقات ولا أمل حاليا في رجوعها او أقل من (3) ولا زال هناك أمل في الرجوع ... الناس تحب كثرة الأسئلة : أين زوجك .. لماذا أنتي عند أهلك .. هل يزور ابناءه .. هل يقوم بمصروفهم ... لماذا حدث الطلاق ... والبعض يأتي بطرق ملتوية ليستقطب المعلومات ويستدرج المرأة لتتحدث في زوجها ... الرجال مالهم أمان ... الخ .
الحل : عدم التحدث في الزوج نهائيا لا بخير ولا بسوء حتى في حال لم ترغب الزوجة في الرجعة ... المرأة المطلقة بالثلاث وليس لديها أبناء ولا أمل لعودتها - لو تحدثت في زوجها فإن حديثها سيضرها ولن يخدمها لأن الرجل الخاطب وأهله سيخشون من الإقتران بفتاة تشتم وتسب في طليقها - بينما لو كانت من النوع المسامح والكتوم سيقال أنها بنت رجال ... والزوجة المطلقة بالثلاث ولديها ابناء ويتعذر رجوعها فإن الأصل في الموضوع أن تحترم أبناء زوجها - أي أبناءها - وتسعى لمصلحتهم عن طريق مدح أبيهم وبأن ما حصل لا يعدو عن كونه قضاء وقدر وعدم توفيق من الله حتى لا يخشى الناس من الإقتران بفتاة والدها او والدتها سيئي السمعة وسنضرب مثال : زوجة تطلقت وشوهت سمعة الزوج (بخيل - يشرب الخمر - لسانه بذيء) فإن أي خاطب لأبنتهما بعد أن تكبر سيخاف من الإقتران بهذه الضحية فلاهم رحموها عندما أقدما على الطلاق ولا هم راعوا شعورها واحترما بعضهما بعد الطلاق على الأقل حفاظا على شعورها ونفسيتها ومصلحتها بأن تكون فتاة حسنة السمعة أو شاب حسن السمعة ويقبل به الآخرين ... هذه النقطة شائكة وتحتاج كلام وتجارب كثيرة وقصص لا يسع المجال لذكرها .
2- منع الأب او الأم من زيارة الأبناء من شأنه أن يذكي فتيل الأزمة والتعامل مع هذا الوضع يجب أن لا يخرج عن دائرة العائلتين وعن طريق كبار السن من الأم والأب سيتم السيطرة عليه ... ولو اضطر أحد الطرفين للإنتظار فترة معينة حتى هدوء الأنفس .
3- عدم وضع أي حل في المخيلة قبل البدء في المعالجات الأخرى ... البعض يقول لن تستطيع أن تمنعني من مشاهدة الأبناء وفي حال فعلت سأطلبها للمحكمة ثم يقوم بمحاولات بسيطة قبل اللجوء للمحكمة لأنه في الأساس قفز للتفكير المسبق للمحكمة وسيفكر بها في أي وقت ولو أنه استبعد هذا الحل من الأساس لما كان اللجوء إليه واردا ولكان بالإمكان التفكير بطريقة أخرى .
4- يجب أن يعرف كلا الطرفان بأن هناك عيوباً في كلاهما فعندما نسأل المرأة لماذا تطلقتي ستقول بأنه بخيل (طلبت منه 500 ريال هدية مولود أختي الجديد - رفاعه ) فرفض ... والزوج عندما نسأله يقول : أنها تنقل أي شيء يحدث لأهلها (بث مباشر) حتى لو اشتريت ثوب نوم خاص فيني أخبرت أهلها - وهي مبذرة ولا تطبخ وتقابل الأنترنت ... الخ ... لذلك يجب على كلا الطرفان تسليط الضوء على نقاط الضعف فيه قبل النظر لعيوب ونقاط ضعف الآخرين .
5- التمسك جيدا بهذا الحديث : عن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: "لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله. ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها؟" فأزمّ القوم فقلت: أي والله يا رسول الله إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن. قال: "فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون". رواه أحمد والطبراني .
لا يجوز التحدث بالأسرار الزوجية والسب والشتم بين الأزواج بعد الطلاق وفضح الأسرار بأي حال من الأحوال فإن من ستر مؤمناً ستره الله يوم القيامة - حتى لو قلت أن طليقتي تنام ولا تطبخ فإن فرص زواجها في المستقبل ستقل كونها مطلقة وكونها سيئة السمعة وكذلك الرجل .
6- وضع العلاقة بين الأهل في معزل عما يدور بين الأزواج فلا يجب على الزوج أن يحارب أم زوجته او والدها بسبب كرهه لطليقته ... وفي حال تم إقحام الأهل في ذلك الصراع فإن الرجوع أمر مستحيل .. هناك فتاة تطلقت وعادت لزوجها بعد سنة كاملة بسبب أنها كانت تتصل في أم زوجها وتطمئن عليها في الأعياد وتحترمها وبعد ضغوط الأم على ولدها عادت الحياة لصفوها ... ولماذ يصبح الأمر مستحيل لأن الخصوم أكثر من طرف فعندما ترضى الأم او الأب او الزوج فإن أحد الأخوات قد ترفض وتؤثر على الزوج بأنها ستخطب له فلانه وهي ذات مواصفات (خطيره) .
متأسف على السرعة لضيق الوقت وعلى عدم التركيز ... والكلام السابق موجه للزوج وللزوجة ويخاطب ضمير كلا الجنسين ... فعندما نقول لا يجوز للزوجة أن تفعل او تنقل فالكلام ينطبق على الرجل كذلك ... وفقكم الله لما يحبه ويرضاه والله تعالى أعلم .