قصة مؤثرة جد لحدث حقيقي في غزةاقرأوا فالعيون بحاجة لنغسلها بالدموع - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
قديم 25-01-2009, 10:15 PM
  #1
أبو محمود الفلسطيني
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,111
أبو محمود الفلسطيني غير متصل  
قصة مؤثرة جد لحدث حقيقي في غزةاقرأوا فالعيون بحاجة لنغسلها بالدموع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مآساة اب لن تنسى ولن يمحوه التاريخ


اليكم اخوتي واحبتي الروايه الحقيقيه التي عاشها الاب المكلوب والصابر على فقدان ولداه وفلذة اكباده امام عيناه وما زال الان صابرا جلداً ويحتسبهم عند الله من الشهداء .

اليكم القصه كاملة .........





****************





بسم الله الرحمن الرحيم



الجمعة ...كما نعرف , بالنسبة للمسلمين هو يوم لله..بدأت أنا وأبنائي ...
كساب " خريج من كلية الهندسة, قسم العمارة بالجامعة الإسلامية" وإبراهيم " سنة أولى كلية التجارة بجامعة الأزهر" ، يوما جميلا دافئا.. استيقظت من النوم في الصباح كعادتي, قمت بالأعمال الضرورية ومن ثم استيقظ الأبناء, وكلفتهم ببعض الأمور مقررا أننا بإذن الله متوجهون إلى المدينة والعائلة, قبل انتهاء فترة وقف النار التي يعلمنا بها الجيش الإسرائيلي الذي كان قد اجتاح منطقة الفخاري والتي تقع مزرعتي الخاصة بأطرافها.
وقد كان, وبعد صلاة الظهر أخذنا من الطلبات ما يلزم للبيت وتحركنا بالسيارة, وعلى مبعدة 400" متر", اجتزنا طريقا مقطوعا بفعل مجنزرات وآليات ثقيلة, كانت قد طوقت المكان الليلة الماضية, وتمكنا بالرغم من الحفر من العبور على مسافة " 700 متر" أخرى, ووجدنا طريقا اجتازته الآليات الثقيلة وظاهر الأمر انه كان أكثر وعورة من الطريق السابق, ولكن كانت مركبتي"جيب لاند روفر" قد ساعدتني في اجتياز الطريق, فقد قلت لأولادي"سوف أعبر هذا المطب الذي يشبه الحاجز الترابي" وعقبت أيضا"أنا لا أقود سيارة سوبارو" وسميت الله مستعينا به.
كنت حريصا في الطريق أن أسير حسب الترتيب, أو هكذا شاءت الأقدار, من طريق مسجد العمور"الرضا", مرورا بالدوار"محول الكهرباء" متقدما بطريق مستقيم, على أن أعبر من طريق فرعي أو أحد الأزقة والتي أعرفها جيدا, فوجئت من منظر الأرض الخالي وأنا أنظر على يساري وإذ بساترين ترابيين, أحدهما ترقد بداخله دبابة ثقيلة! كانت مفاجأة غير متوقعة, رفعت يدي كالذي يريد أن يقول السلام عليكم, ولم يعترضوني, واصلت المسير 50 مترا أخرى, وإذا بطلقات من بنادق رشاشة تنطلق باتجاهي, قلت لأولادي على الفور "انحنوا إلى الأسفل", تواصل الضرب بالرصاص علينا, وكنت أظنه للتحذير, لكنني صعقت بمن ينادي : " إنزل يا بان ........." فقلت لأولادي : " انحنوا وانزلوا من السيارة وانبطحوا على الأرض" انحنيت إلى الأسفل..لم أر كساب وقد كان يجلس بجواري, لم أعرف كيف نزل..أو كيف تصرف! إنما إبراهيم وقد كان يجلس بالمقعد الخلفي فقد فتح الباب وهو سليم لم يصبه أذى, ونزل من السيارة , فإذا به يصرخ"أصبت" نظرت إليه حيث أصيب في ساقه أسفل الركبة, فقلت"بسيطة, إصابة غير قاتلة"
صرخ بي الجنود أن "إنزل من السيارة!!" واطلقوا الرصاص ناحية المركبة حيث كنت, بحيث لم استطع النزول من المركبة من شدة الرصاص شعرت بدم حار ينزف من يدي اليسرى, بحثت عن مكان الإصابة في ملابسي , وشعرت بها أعلى الذراع الأيسر فوق المرفق, قفزت من فوق المقعد المجاور, فتحت الباب, نزلت منه, وانبطحت, وكان اطلاق النار مازال مستمرا.
كان إبراهيم يصرخ " أصبت,إسعاف , أنا مصاب!! " سمعت الجندي يقول له
" اسكت أحسن ما أطخك!! "
قلت لإبراهيم أن يصمت, ويزحف نحو الجدار ومن ثم قال لي " يا أبويا اتصل بالإسعاف " فأجبته بأني لا أعرف الرقم, وعندما أخبرني بأنه "101" قلت له
" اتصل أنت فيدي مصابة " اتصل وصرخ عليه الجندي مرة أخرى " لاتتكلم وإلا أطخك!!إرم التيليفون " رمى إبراهيم التيليفون وجلس وهو ينزف..
صرخت..ناديت على الجنود "عندي مصاب بنزف, وأنا مصاب وأنزف, أحضروا لنا مسعف أو ضماد أو أي إسعاف " فقالوا " اسكت أو كلم أمبيولانص" اتصلت بالإسعاف الذي أخبرني بإنه لا يستطيع الحضور, ولكن الصليب الأحمر فقط هو الذي يستطيع ذلك من خلال التنسيق مع قيادة الجيش, التي ترفض الإذن لهم بالمرور.
الوقت يمر, وولدي ينزف, وكساب نائم على بطنه ولا ادري ما حاله حي هو او ميت, حاولت الزحف باتجاهه, فخاطبني احد الجنود بأن لا أتحرك وأطلق رصاصة تحذير.
كان إبراهيم ينزف, ولا إسعاف ولا مسعف يبدو قادما, وكان الجنود يحتلون منزلا يبعد عنا قرابة 40 متر على الأكثر, أراهم رأي العين ويروني, أسمعهم ويسمعوني , لذلك ناديت " الولد ينزف حرام عليكم ابعتوا مسعف يقدم له أي شيء " وفي الوقت ذاته اتصلت بالإسعاف أكثر من 20 مرة لدرجة أنهم قالوا ما باليد حيلة, سوف نحيل مسألتك إلى الإعلام, تقدم الوقت وأقترب الغروب, وبدأت أنا وولدي النازفين, _وكلانا ملقي على الأرض_ نستشعر برودة طقس يناير, أحسست وكأني في سباق مع الوقت وكان ولدي الصغير كل خمسة دقائق يناديني ويرجوني "اتصل يا والدي على 101" واتصل بناء على صرخاته ومناجاته ورجائه, ولا جدوى, فقد أفادوني بأنهم يقدرون صعوبة حالتي, وطلبوا مني أن أبقي هاتفي الخلوي مفتوحا, كي تتصل بي وسائل الإعلام والإذاعات المحلية كي أشرح الحالة وأوجه مناشدة, لعل الجميع يسمع ويتجاوب, حل الظلام ولا مجيب سوى رنات الهاتف من كل مكان,,من إذاعة محلية أو قناة فضائية, أو منظمة حقوقية, وجهات أخرى.
تجرأت وزحفت باتجاه ولدي الكبير عندما رأيت بعض القطط تحوم حوله, نهرني أحد الجنود ونادى علىً بلغة عربية " إرجع مكانك سوف أطخك " أجبت حينها
" أفعل وطخ إن شئت " وصلت إلى كساب حيث كان نائما ووجهه إلى الأرض, بحثت عن إصابته, وتأكدت حينها من موته وتصلب جسده, قلبته على ظهره وغطيت وجهه بالجاكيت الخاص به, كان ملقيا على بعد متر واحد من الجيب, قلت في نفسي " مات كساب وبقي إبراهيم أو عباس كما اعتدنا أن نناديه " عدت فسألني إبراهيم " كيف أخي كساب يا والدي هل ما زال حيا؟" فأجبته"استشهد كساب وبقي الدور علينا"
"راضي عنه يا ابويا " هكذا سألني ابني الصغير فأجبته " كيف لا أرضى على ولدي الميت الشهيد الذي قتله عدو الله ظلما " فعاد يطلب مني أن اتصل على 101 , فقلت له "سوف اطلبهم وتكلم أنت معهم لعلهم يهتمون" لكنه أخبرني بأنه غير قادر على الحديث, فاتصلت واتصلت واتصلت وكل مرة يخبرونني بأنها آخر مرة, قلت لهم "أنا استجدي بكم وأنتم لا تحترمون الإنسان ولا الإنسانية" كانوا يجيبون بلغة الضعيف والمستكين , ويقسمون الأيمان..لا أصدق أو أصدق فالأمر سيان, وهذا ابني الصغير يسألني"راضي يا ابويا عني" ويعود فيسألني مرة أخرى"راضي يا ابويا عني" وأجيبه ذات الإجابة.
"أنا أشعر بالبرد, والظلام خيم واحنا بالشارع, وانا مصاب وأنت مصاب"يقول ولدي"أشعر بقرب النهاية" وقلت له"لا يا ولدي الساق وأسفل الركبة ليست إصابة قاتلة" فسألني عن إصابتي وأجبته بأني في أحسن حال بدليل أني معك حتى الآن.
كنت اسأله إذا كان يشعر بالبرد بين الفينة والأخرى وأجابني بأن نعم , فألبسته الجاكيت الملوث بدمائي, وأسندت ظهري إلى الحائط, ومدددت قدماي ووضعت رأسه على فخذي كي يكون أقرب مني ويستشعر بعض الدفيء, لكنه كان ينفض عندما قال لي" يا والدي أنت من البرد أكثر..خذني إلى الجيب ربما أشعر ببعض الدفيء بداخله" كنا أمام مقدمة السيارة الملتصقة بالجدار الاسمنتي, قلت له"قف على ساقك السليمة وسوف أساعدك" وما كدنا نتحرك حتى صاح بنا أحد الجنود"ابتعد سوف اطلق عليك النار"ولم اعره اهتماما هذه المرة , صرخت بكل اللغات التي أعرفها"ائتوني بمسعف,ائتوني بطابية, ائتوني بما اربط به ساق الجريح, ائتوني يا متحضرون بأي مساعدة" وتلقيت إجابة واحدة"إطلب الأمبيولانص" شعرت وكأن هذا إذن باستخدام هاتفي الخليوي,
عم الظلام وازداد البرد, وكنت أعاني من شدة هذا البرد, وكان ولدي جسده يهتز وينتفض من شدة البرد والنزيف, كنت أصغي إلى أصوات أي آلية ولم أكن أسمع سوى أصوات جنازير الدبابات, أو البلدزورات التي تهدم بيوت الناس وأشجارهم في المنطقة, ألقيت بكيس الغسيل الغير نظيف إلى ولدي وقلت له"توسد هذا يا ولدي" وكنت قد أخرجت بعض الملابس أدثر جسده وساقه بها , كنت انا وهو بداخل السيارة, حيث كنت بالمقعد الخلفي وهو بالمقعد الأمامي, أسندت رأسي على مقعده ويداي تربتان على ظهره, وأفرك بأصابعي على جسده المرتعش, كنت أسأله كل خمس دقائق "هل تشكو من برد أو ألم" وما كان يجيبني إلا"إطلب الإسعاف أو 101"
كنت في حالة سيئة, ولم أكن للحظة أخشى على نفسي, على الرغم من إصابتي وشعوري بالدم النازف وقد بلل كامل ما ألبس حتى بدا يسيل من كف اليد, كل ذلك سواء لزوجة الدم السائل أو المتجلط لم يسببا لي أي خوف على نفسي, كنت متاكدا أنني سوف ......... ولدي الذي مازلت أتلمسه وأكلمه , ولم أكن أعرف مدى خطورة إصابته والذي كنت أعرفه أنها أسفل الركبة وهي أيضا ليست بالإصابة القاتلة.
بحلول الساعة الثامنة تلقيت اتصالات من إذاعات محلية, وجهات ادعت أنها من أجل حقوق الإنسان, وكان ندائي للجميع"انقذونا نحن خلف موقع دبابات وأمامي مجموعة من القناصين, بإمكانهم تقديم العون لنا, ولكنهم لم يقدموا لنا سوى القتل والرعب, ومناشدتي لكل من خاطبني بالهاتف,,,المساعدة في نقل الجريح النازف, ناشدتهم...ربما خلال ساعة أو أقل لن تكونوا قادرين على مخاطبتي لأني لن أكون حيا...
بدأت يدي ترتعش وشعرت بالخدر في يدي اليسرى في أطراف الكف والأصابع, وجاءتني الاتصالات,, نحن إذاعة كذا وإذاعة كذا , وأنا من المؤسسة , وأنا من الجهة.., وسوف تتحدث الآن مباشرة إلى محطة تمكنك من توجيه نداء, وسوف,,وسوف,,تعبت!!أريد قبل فوات الأوان مسعفين ولا شيء سوى ذلك.
جاءت الساعة العاشرة,,الليل والبرد , والميت الملقى في الشارع, والجريح النازف, وأنا واليهودي المتحرش والمتحفز على بندقيته الجاهزة للإجهاز على الأحياء في أي لحظة او عندما يريد أن يشبع غريزته في القتل , أعرف ذلك وصرخت بهم"الموت الآن أصبح الراحة الكبرى" ناديت وبصوت حزين مرتجف ومسموع " يا تساهال إذا كنتم متحضرون او من فصيلة أبناء آدم أو أحفاد إبراهيم ..إن إبراهيم ولدي يموت وقتلتم ولدي كساب , وأمري مرهون بأيديكم إما أن تفعلوا شيئا أو أريحونا" وكنت أسمع إجابة واحدة " خلي الأمبيولانص تجي تاخدكم"
لقد أيقنت أن النهاية قد اقتربت, وهاتفي الذي اتصل به أو أجيب به على الإتصالات فرغت بطاريته وقد تقطعت بي أسباب التواصل, كنت قد قلت أثناء مكالمتي للجهات الحقوقية أو التي اهتمت بالأمر بعد ان ابلغوا من قبل الإسعاف"بيني وبين أكبر مستشفى في قطاع غزة أقل من 1000 متر أي كيلو متر واحد وجبروت الجنود وجبروت اسرائيل يأبى إلا القتل العمد...."
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمود الفلسطيني ; 25-01-2009 الساعة 10:21 PM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:39 PM.


images