هكذا قضيت اول ايام العيد في قسم الطوارئ اليوم في مشفى رفيديا - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
قديم 20-09-2009, 08:54 PM
  #1
أبو محمود الفلسطيني
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,111
أبو محمود الفلسطيني غير متصل  
هكذا قضيت اول ايام العيد في قسم الطوارئ اليوم في مشفى رفيديا

السلام عليكم

كل عام وانتم بالف خير و تقبل الله طاعتكم

مع صباح العيد و بعد الصلاة و تناول الافطار كان التوجه كالعادة إلى بيت الجدة ام ابراهيم

وهي والدة والدي

عندما زرناها في بيت احد اعمامي كانت حالتها الصحية متدهورة فهي تتناول اصناف عديدة من الدواء و قد خرجت الامس من المشفى


وقد بدت اليوم في مراحلها الاخيرة ...

اضطررنا لنقلها للمشفى و حملناها مسافات طويلة انا وابن عمي و اخي بين ازقة البلدة القديمة حتى وصلنا السيارة

و ذهبنا للمشفى الوطني "و هو مشفى باطني " و قد طلبو منا ضرورة نقلها الى مشفى رفيديا الجراحي ...

و صلنا إلى هناك من اجل عمل بعض الفحوصات الخاصة و صور الاشعة وغيرها و مكثنا هناك ساعة حي لم نجد في قسم الطوارئ مرضى او مصابين

و ما هي الا دقائق

وصلت حالة شخص مصاب يعمل بالاجهزة "الامنية" و هو مصاب برصاصة في الفخذ و البطن و بعض الطعنات .............. و تبين ان القصة ثارات بين ................... هنا في الضفة

و سط الالام و تجمع العناصر المسلحة و الصراخ من هنا و هناك و التهديدات و الوعيد و التعهد بالثأر و صلت الحالة الثانية ..

شاب في الثلاثين من العمر يرتدي الملابس الجديدة بوضع صعب جدا ... ليس مصابا و لكنه يحتاج إلى انعاش ... بدأت محاولات الانقاذ و التنفس الاصطناعي و كانت معه فتاة تبين فيما بعد انها اخته المتزوجة .. استمرت حالات الانعاش و الصدمات الكهربائية و سط بكاء حار ممزوج بمحاولة الفتاة خفض صوتها حتى بعد فترة توفي الشاب رحمه الله و كانت قصته ببساطة انه قدم في اول ايام العيد لبيت اخته ليهنئها بالعيد و يصلها ... فقال لها اشعر بنغزة في قلبي .. سقط على اثرها ... حتى وصل المشفى و نازع و مات امام عيوننا


خلال تلك الفترة و نحن ننتظر تفرغ الاطباء لجدتي

حضرت حالة اخرى كانت فتاة عمرها لا يتجاوز 13 عام يدها اليمنى محروقة حروق بليغة و كانت صامتة و لا تصرخ ...

وسط هرج و مرج حتى تم معاينة الجدة و القرار بمبيتها كانت تلك اللحظات المرعبة في قسم الطوارئ التي حدثت امام عيني

و حالات اخرى لم يتسع المشهد لرؤيتها بعد الاكتظاظ


وهنا اقول .........

الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى كثيرا من خلقه

و اما آن للأمة ان تتعظ

فمن يعلم ان هذا الشاب سيسبق جدتي التي عمرها 90 عام إلى الموت

و المهم ماذا اعددنا لوقت لا نستقدم فيه ساعة و لا نستاخر
ولا ندري باي ارض نموت



إنا لله و انا اليه راجعون

كانت ساعات صعبة و عصيبة و هي من ابسط الحالات اذا ما قارناه بما يشاهده الاطباء هناك من حوادث سير و جرائم و موت طبيعي




ولكن
__________________
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:55 PM.


images