السلام عليكم .
صباحكم جنّة .


أحيانًا تمرّ علينا مواقف في حياتنا لا تحتاج لأن نفتح موضوعًا لأجلها و نزاحم أصحاب المشاكل الأكثر أهمية, و لا نستطيع الصبرَ أمام ما تبعثُ فينا هذه المواقف .. و نحتاج للتخلص من آثارها, بالكتابةِ .. - الحل الأكثر سلميةً - .

هل من الممكن أن يكون لي صفحة أعود إليها بين الحين و الآخر ؟


يقولون إن تسعة أعشار الخلق .. في التغابي .
و يقولون إنه لا بد من التجاهل لتسير عجلة الحياة، و يؤكدون على ذلك في العلاقة بين الزوجين، و أنا .. لا أدري هل أتغابى، و الجرح يثغب دمًا، و الذاكرة تأبى أن تنسى ما ترك في القلب أثرًا و علامة ؟!

لدينا خرافة، مُفادها أن القدم حينما " تنام " أي حينما تتخدر بسبب الضغط عليها فإن علينا أن ننادي باسم من نحب .
تخدرتْ قدم زوجي فقلتُ - مازحة - : نادي على من تحب .

قال - بجدية - :
على من أنادي ؟ كلهم بعيدين .

آه، شيء مؤلم،
جمدت .
كما لو أن أحدًا صفعني على حين غرة .

قد لا يعني هذا أي شيء، أو قد يعني كل شيء .
قد تقولون : سخافة، تأملي مشاكل الآخرين، كم عمرك ؟! و .. الخ من الكلام الذي قلته لنفسي قبلكم، دون جدوى .

تغابيت، نعم، و السؤال يلح فيَّ : ما معنى أن يقول الزوج - في حضور زوجته - أن كل أحبته بعيدون عنه ؟!
هل تعمد ذلك ؟
هل ذلك مؤذٍ حقًا ؟ و أنا زوجة في بداية حياتي، أم إن الأمر بسيط و تافه و لا يستحق و أنا حساسة و جاهلة و أكبرّ كل صغير ؟
زوجي غير مقصر عمومًا، فهل يؤدي كل واجباته بدافع الواجب فقط ؟ و ليس لأنه يحبني ؟!

تلك العبارة أحدثت شرخًا في قلبي، صدقًا .. آذتني رغم أني حاولت أن أكون متوازنة و أن أضبط حساسيتي، لكن النفس انكسرت، و بدأت أفقد الثقة في كل ما يقوله من كلمات حب، صعبٌ .. أن يسيطر على الأنثى شعور أن زوجها لا يحبها .
هل تجدي محاولات استرضائه لي ؟ و لمَ يسترضيني ؟! لأنه لا يحبني ؟ لم أُظهر له سخطًا, فقط .. فاجأني و أنا أبكي .

لا يمكن أن أبتز من أي شخص مشاعر حب، الحب لا يؤخذ بالقوة، قد نستطيع جعل الآخرين يحبوننا، و أنا - أقسم - فعلتُ كل ما يمكن أن تفعله أنثى، لتحافظ على مكانتها في قلب زوجها، لكن .. يحدث أن نصادف ما لا نتوقع .

و يحدث ...،
ما دمنا في الحياة فكل شيء قابل للحدوث .

أشعر بالغربة الآن، تمنيتُ أن يكون لي صديقة لأبكي في حضنها كثيرًا، تمنيتُ أن يغيب كبريائي قليلًا لأشكو لشقيقتي، كان زوجي ملاذًا بعد الله، و كنت أشكوه إليه، و الآن .. ما عدتُ أرغب في أن ينظر لي، و لا يمسني، و .. بيني و بينه حاجزٌ ممتد .. كخيبتي .


جئت لأكتب، هذا أقصى ما أحتاجه - بعد دعواتكم - .