آية بددت شعور الوحدة في داخلي.. - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

الثقافة الاسلامية صوتيات ومرئيات إسلامية ،حملات دعوية ، أنشطة دينية.

 
قديم 30-11-2010, 05:22 PM
  #1
انتظار الفرج
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية انتظار الفرج
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 2,935
انتظار الفرج غير متصل  
آية بددت شعور الوحدة في داخلي..


بعد وفاة والدتي رحمها الله ، وزواج أخواتي، أصبحت غرفة نومي خالية إلا من الجمادات وأنا، فقد كنا ننام في غرفة واحدة ، وصار دولاب الملابس الكبير والمكون من ثمان ذرف ، لا يوجد به إلا ملابسي أنا فقط ، كنت استرجع الذكريات ، واشعر احيانا بالوحدة ، فالشعور بالوحدة، شعور قاتل ، مع أن أخواني الشباب لا يقصرون معي ، ودائماً نتجاذب أطراف الحديث في كثير من الأمور ، إلا أنه يبقى لحديثنا نحن النساء نكهة خاصة ، وإهتمامات لا يشاركنا فيها الرجال ، فكنت أحرص على التواصل مع اخواتي في الله ، ولنا لقاء دوري "نلتقي لنرتقي " هكذا اسميناه ، وفعلاً بفضل الله عز وجل نحن نرتقي لقاء بعد لقاء ، ونتبادل الخبرات والمعلومات ، كل واحدة في مجال تخصصها ، كنت أنا اكثرهن إشتياقاً لهذا اللقاء ، فأجد فيهن شقيقاتي اللاتي تزوجن ، وانتقلن لمناطق اخرى ، فأشاورهن في امور كنت أشاور فيها امي رحمها الله وشقيقاتي فيما مضى ...

في احد هذه اللقاءات المباركة ، كانت احدى الأخوات تتحدث عن آية في كتاب الله ، وكانت تشرحها بإسلوب جميل ، جعل لهذه الآية وقعاً واثراً عميقاً , وهي (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].

أي وما من شيء من المخلوقات إلا يسبح بحمد الله ، وهذا عام في الحيوانات والنبات والجماد وهذا أشهر القولين كما ثبت في صحيح البخاري عن ابن مسعود أنه قال كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل .

وفي حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ في يده حصيات ، فسمع لهن تسبيح كحنين النحل

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 5/76
خلاصة حكم المحدث: مشهور في المسانيد


وروى معاذ بن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل فقال لهم : (اركبوا هذه الدواب سالمة، واتدعوها سالمة ولا تتخذوها كراسى لأحاديثكم في الطرق والأسواق فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكرا لله منه) .

الراوي: معاذ بن أنس الجهني المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 953
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وقال بعض السلف : إن صرير الباب تسبيحه وخرير الماء تسبيحه قال الله تعالى : ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده )

في الحقيقة ، بعد هذا ، لم أعد اشعر بشعور الوحدة فقد تبدد تماماً ، أصبحت نظرتي للجمادات مختلفة نوعاً ما ، او بالأحرى ، اصبحت إيجابية ، فصرت عندما أمشط شعري امام التسريحة ، استشعر أن مشطي هذا يذكر الله ، وأن مراءتي تذكر الله ، وكذلك سريري ، ودولابي الكبير ليس موحشاً ، بل كل ذرفة فيه تذكر الله ، وأذكر أن اخي اشترى سيارة أمريكية جديدة ، فمسحت على السيارة ، وقلت : ياسيارة أتيتي من بلاد كافرة لبلاد موحدة ، ياسيارة لن نعصي الله فيكِ وبكِ ، لن تسمعي لا أغاني ، ولا غيبة ، ولا نميمة ، ولا غيره بإذن الله ،و سنستعملكِ في طاعة الله ، بعون الله ، سنصل الارحام بكِ وإن قاطعونا ، ونزور الحرمين ، وسيأتي يوم ياسيارة ،لا ينفع فيه لا مال ولا بنون ، ولعلكِ ستشهدين لنا بإذن الله ، أننا ما عصيناه فيكِ.

أخوتي ، حاولوا ، أن تستشعروا هذا الأمر ، وحتماً ستشعرون بفرق كبير
عندما يمسك أحدكم سماعة الهاتف ، ويستحل الحديث في أعراض المسلمين ، فليتذكر هذه الآية ، ليعلم أن هذا الجماد " الهاتف " هو خير منه في هذه اللحظة لأنه يطيع الله ويذكره ، اما انت فتعصيه ..

عندما يقود أحدكم سيارته ، ويشغل الأغاني ويطرب ، فليتذكر هذه الآية ، فسيارته في ذكر , وهو على معصية ..



نفعني الله واياكم بالقرآن الكريم ، وجعلنا له متدبرين ، و لأحكامه عاملين
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
__________________

إذا كثُر الاستغفار في الأمة وصدَر عن قلوبٍ بربّها مطمئنة دفع الله عنها ضروباً من النقم، وصرَف عنها صنوفًا من البلايا والمحن،
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}

التعديل الأخير تم بواسطة انتظار الفرج ; 30-11-2010 الساعة 05:24 PM
 

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:58 PM.


images