حياك الله أختي المسداني، وأسألتك رائعة جداً، وسبحان الله جميع أسئلتك كانت اجاباتها من خلال ملاحظاتي الدقيقة للتركيبة الغربية، وإن كنتُ لا أدعي بأن فهمتُ هذا الغرب كله، ولكن تساؤلاتكِ جاءت بالصميم، لأني امضيت وقت كثير في تأمل الوضع العائلي والاجتماعي في الغرب، وسأجيب على تساؤلاتكِ.
اقتباس:
عندي كم سؤال بما أنك عايشت الوضع هناك ضمن عائلة امريكية
هل مفهوم القوامة لدى غير المسلم و الذي يتبع به فطرته شامل ايضا لاحساسه بالمسؤولية بالنفقة التامة على الزوجة و لا يجد ضير من جلوسها بلا عمل في المنزل و هو يتكفل بكل شيء
|
إن كنتي تقصدين بسؤالك عن الأنسان الأمريكي الغير مسلم، فهو يبقى نتاج وضعه الثقافي والأجتماعي، وهو يحتاج إلى غربلة شاملة تعطيه مفوهم الأسرة الحقيقي، حتى يقبل فكرة توزيع الأدوار بين الزوج والزوجة، لكن لأن الوضع الأسري في الغرب متردي جداً لدرجة تنذر بالخطر، فالحياة العائلة متصدعة والناس تعيش أشبه بالحيوانات فالحس العاطفي القوي الذي نجده في حياتنا الأسلامية لايمكن مشاهدته بالغرب، فالمراهق يخرج من بيته بعد أن يبلغ ال18 والعجائز في شققهم ينتظرون الموت حيث لا أبن يهتم ويسأل عن الحال فهو مع معشوقته أو في أصقاع الأرض يبحث عن المادة، والتشتت الأسري ونسب الطلاق منتشرة بشكل كبير، ومع ذلك تصوري أختي الكريمة أن العائلة الأمريكية ذاتها التي سكنتُ لديها، والدهم يعمل عملين، بينما الأم في البيت تربي أبنها وتهتم بدراسته ومتابعته والعناية به، وهي تقول أن هذا أفضل خيار بأن يعمل الأب وهي تهتم في التربية والبيت، بالرغم من أن عمرها لم يتجاوز الثلاثين وتحمل شهادة باكلريوس بعلم البيلوجيا.
أما إن كنتي تقصدي الإنسان الغير مسلم الغير غربي، فهذا نتيجة ثقافته ومجتمعة واتباعه اللإيرادي لفطرته التي تقوده إلى أن يعمل وينفق على البيت ويدير حياتهم، وهذا لايعني بالضرورة أن المرأة لا تعمل مطلقاً، إنما المقصود أن الدور واضح وجلي بأن المرأة تقوم بأدوارها كأم في البيت بينما يقوم الرجل بأدواره كأب ومدير للعائلة.
اقتباس:
هل احساس المرأة الأمريكية العاملة أن لها و بمالها جزء مناصف للنفقة على البيت لاستمرارية الحياة فهو يجعلها تصارع لأجل السلطة؟
|
المرأة الأمريكية قد تناقشها حول كل شيء إلا أن تقول لها يجب ألا تكوني متساوية مع الرجل، لذلك هي تحاول بكل ما أوتيت بقوة أن تفرض نفسها على أي محيط ومن ذلك محيط الأسرة، فهي وبالرغم الاعتقاد بأن هناك مساواة بين الرجل والمرأة، فهي تنظر إلى أنها لم تنل نصيبها من المساواة، وهي تنظر إلى أن أكثر نصف الذكور لايثقون بالمرأة ويرون أنها غير مؤهلة لقيادة كثير من الأمور، بل أن بعض الرجال الأمريكان إذا عرف أن طبيبته ستكون أمرأة فإنه يطلب رجل بأن يعالجه، ولأن قضية المساوة وعدم سلطة الرجل عليها أساسية فإنها تكاد تتعامل بذكورية مع الرجل في البيت وبشكل مقزز، بل أن الرجل لايجرأ بأن يأمرها أو يقود البيت فهي كما أشرتي بسؤلك تنظر إلى أنها مستقلة بمالها وأن البيت والفواتير والطعام يتم تقسيمها بالتناصف فيما بينهما وبالتالي جميعهما يسيران بخط متواز، ولكن بالنهاية تبقى فطرة الرجل تفرض نفسها رغماً عنها وعنه وعن ثقافتهم، لذلك تكون النتيجة بحدوث التصدع والتفككك في الأسرة، فلا المرأة مقتنعة بتوزيع الأدوار حسب الطبيعة الفطرية لكل منهما، ولا الرجل سيقبل هذا الأسلوب المعيشي والمتساوي بين الزوجين، فهو إذا لم يقبله بشكل عقلي فإنه فطرياً سيجد نفسه وقد مارس دور المدير في العائلة، لذلك يحدت التصادم ثم الطلاق، وهكذا يمضي الأنسان الغربي بحياته فتجد الكثيرين لهم تجارب وعلاقات متعددة فهم يتنقلون من تجربة فاشلة مع عشيقة إلى أخرى، ومن طلاق إلى آخر، وجزء كبير من أسباب ذلك هو محاولة أثبات المرأة للرجل بأنها مساوية ونظيرة له، ومهما يكن قد تجد في بعض البيوت الأمريكية شيئاً من توزيع الأدوار والتفهم بالرغم من أن الزوج والزوجة كلاهما يعملان، وهذا نتاج لاشعوري وهو الخضوع للفطرة والطبيعة، عموماً الحياة الزوجية والعاطفية في الغرب تكاد تكون حتمية الفشل.
اقتباس:
ماهو سبب تمرد المرأة الأمريكية او المرأة بشكل عام؟
|
نتاج ثقافة غربية حديثة، وقانون الأسرة في الغرب، والإيمان بالحرية الشخصية للفرد دون مرجعية ثقافية أو دينية، فالأنسان الغربي تغير خلال الخمسين سنة الماضية حتى هذا اليوم بشكل سريع وغريب، فمثلاً قبل خمسين سنة وأكثر كانت الأسرة الأمريكية أكثر تماسكاً وأكثر أحساساً وأقل مادية، بل لم تكن المرأة متحررة بشكل كبير كما هو الآن، وكانت هناك الكثير من العادات والمفاهيم والأشياء التي تتسق مع الطبيعة الفطرية للمرأة.
اقتباس:
و ماهي أسباب خضوع المرأءة وطاعتها بشكل فطري للرجل سواء آسيوية او عربية او غيرها ؟هل هو التربية ام الرجل أم عادة جرت بالمجتمع؟
|
هي أسباب اجتماعية وثقافية أو دينية نشأوا عليها وقبل ذلك فطرية، فمثلاً في اليابان هناك الكثير من القيم الأسرية الأصيلة والعريقة والتي تعطي الأسرة دور كبير في تكوين المجتمع والقرارات الفردية للتابعين لها، على سبيل المثال في اليابان لايمكن أن تتزوج البنت شاباً حتى يوافق ويرضى والدها.