الشذوذ الجنسي
الشذوذ الجنسي :
من الأمور المؤسفة حقًا ما يُسمى بالشذوذ الجنسي كاللواط : وهو إتيان الذكر الذكر ، أو الأنثى في دبرها وتسمى اللطوية الصغرى ، وكذلك إتيان المرأة المرأة وهو ما يسمى بالسحاق (1) .
وكل هذه الصور شذوذ وانحراف عن الفطرة السوية: (مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِين )[ الأعراف ] .
كما أنها جالبة لسخط الله وعظيم نقمته ، قال الله I : (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِين * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُون
) [ الأعراف ] وقال أيضًا : (وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُون)[ الشعراء ] .
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ tقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ×: « مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ »(1)
عَنْ أَبِي هُـرَيْرَةَ t، عَنِ النَّبِيِّ ×قَالَ : « لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُـلٍ جَـامَعَ امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا » (1)، وفي حديث آخر : « مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ فِى دُبُرِهَا »(1).
عن سعيد بن يسار قال : قلت لابن عمر : إنا نشتري الجواري فنحمض لهن قال : وما التحميض ؟ قلت : نأتيهن في أدبـارهن . قال : « أف أو يفعل ذلك مسلم ؟ » (1) .
عَنْ ابنِ مَسْعُودٍ t قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ × : « لاَ تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ » (1) .
ومع الأسف انتشرت هذه الأخلاق الرذيلة حتى في أوساط المتزوجين ، فتجد بعضهم لا يرغب في زوجته التي أباحها الله إلا نادرًا ، أو ربما طالبها بإتيانها في دبرها ، وأكثر الزوجات لا يرضين بذلك لعلمهن أن ذلك مما يغضب الله I ، فيذهب ذلك الزوج البائس للبحث عن الحرام من الذكور اللوطية سواء كان فاعلًا أو مفعولًا به ، وعندما تعلم الزوجة بذلك في الغالب تطلب الطلاق ، لأن ذلك يهدد حياتها وحياة بيتها بالدمار .
وكذلك بعض النساء لها عشيقات من النساء لا تسلو ولا تقضي وطرها إلا معها ، وإذا قضت لزوجها وطره فحتى لا تلام ولا تُطلق منه ، ولو علم زوجها بذلك لطلقها لأنها تخونه مع امرأة فاجرة وخوفًا على شرفه وسمعته .
وقد سمعت وقرأت ـ والله ـ في كثير من المنتديات الأسرية في شبكة الانترنت عن تلك الماسي الشيء الكثير فكانت حقائق مروعة .
ما أسباب هذا الشذوذ أعاذنا الله منه ؟ أسبابه كثيرة :
1ـ أعظمها : قلة الخوف من الله U ، وعدم استحضار مراقبته I في الخلوة والجلوة . قال الله I : (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)[ النساء ] ، (مالكم لا ترجون لله وقارًا) [ نوح ] .
2ـ رفقاء السوء من الرجال والنساء حيث يزينون هذه الفواحش بعضهم لبعض بل يمارسونها سويًا .
3ـ العشق المحرم .
4ـ مشاهدة الأفلام الإباحية حيث تزين هذه الأمور لمشاهدها .
5ـ الاعتداء على بعضهم صغارًا .
ولذا لابد لمن ابتلي بهذا البلاء وأراد النجاة منه أن يستحضر أولًا : رؤية الله له وعظيم سطوته وبطشه .
ثانيًا : أن ينطرح العبد بين يدي ربه يدعوه أن يعينه على التوبة النصوح ، وأن يجنبه هذا البلاء .
ثالثًا : قطع العلاقة مع من يمارس معه هذا الفعل الشائن وما يدله عليه .
رابعًا : عرض نفسه على الأطباء .
خامسًا : التمتع وتزيين ما أباح الله له حتى لا تسول له نفسه فعل الحرام .
سادسًا : أن يشغل نفسه بكل خير ومباح حتى لا يفكر في وسواس الشيطان وحبائله
والله أسال الحفظ والستر في الدنيا والآخرة .
[ الهوامش ]
(1) قال الأزهري في تهذيب اللغة (4/17) : « ومُسَاحَقَةُ النِّسَاءِ لفظ مُوَلَّدٌ » ، وفي تكملة المعاجم العربية (6/41) للمستشرق رينهارت بيتر : « وسُحاقية : من تقوم بالمساحقة وهي مضاجعة إحداهما الأخرى » ، وفي معجم اللغة العربية المعاصرة (2/1042) :
« ساحقَ يُساحق، مُساحقةً وسِحاقًا، فهو مُساحِق، والمفعول مُساحَق . ساحَقت فلانةُ فلانةً : اشتهتها ومالت إليها، وهذا نوع من الشذوذ الجنسيّ »
(1) (صحيح ) أخرجه أبو داود (4462) ، والترمذى (1/275) وقال : « و إنما يعرف هذا الحديث عن ابن عباس عن النبى × من هذا الوجه »، و ابن ماجه (2561) ، و ابن الجارود (820) ، و الدارقطنى (341) ، و الحاكم (4/355 ) ، وأحمد (1/300) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وقال الألباني في الإرواء (8/21) : « قلت : و هو كما قالا »
(1) (صحيح ) أخرجه ابن ماجة (1/619/1923) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (13760) ، وفي صحيح أبي داود الأم كما سيأتي .
(1) (حسن ) أحمد (15/457/9732 ط الرسالة ) ، وأبو داود (2162) ، والنسائي في الكبرى (9015) ، والدارمي (1140) ، وقال الألباني في صحيح أبي داود ( الأم ) (6/375) : « قلت : حديث حسن بهذا اللفظ ، والأصح عنه بلفظ : « لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها » الحديث السابق .
(1) أخرجه النسائي في ( العشرة ) والقاسم السرقسطي في ( الغريب ) . قال الألباني في آداب الزفاف : « قلت : وسنده صحيح ، وهو نص صريح من ابن عمر في إنكاره أشد الإنكار إتيان النساء في الدبر ».
(1) أخرجه البخاري (5/2007/4942 ط البغا ) .
قال الشيخ مصطفي البغا في تعليقه على هذا الحديث : « ( تباشر ) من المباشرة وهي الملامسة في الثوب الواحد ، فتحس بنعومة بدنها وغير ذلك ، وقد يكون المراد مطلق الاطلاع على بدنها مما يجوز للمرأة أن تراه ولا يجوز أن يراه للرجل »
قلت : فمن باب أولى السحاق فإنه أخبث الفحش .
__________________
محمد بن محمد الجيلاني
مهتم بالكتابة حول شؤون الأسرة