السلام عليكم ورحمة من الرب الكريم.
الحقيقة أنني أودّ أن أطرح أكثر من مشكلة.و كلي أمل بالرب سبحانه و تعالى،ثم فيك أن تحل.
أنا فتاة متزوجة منذ أكثر من عام،عمري في بداية العشرينات.
المشكلة الأولى:
-أشعر أنّ لا علاقة لزوجي بأمي غير أنّه يأتي لنا بين فترة و أخرى بحاجة مادية كعطر،كارتون برتقال،بخور،دواء.
علماً بأنّه يتواصل مع أهله صغيرهم و كبيرهم.الصراحة الموضوع ضايقني ليس لأنني لا أريده أن يصل أهله،بل كيف لا يخطر في باله أن يتواصل مع أمي.أمي أرملة،ضعيفة،خجول،تحبه كثيراً.هو يتعامل مع أمي برسمية كبيرة.حاولت أن ألمح له أكثر من مرة،و كان لا يتفاعل مع التلميح.آخر مرة قبل شهر تقريباً صارحته،وإذا به يقول: أشعر أن هناك حواجز.قلت له أن قلبي قد رق على أمي لكثر ما هي تسأل عنه،و تبلغه السلام.أجاب/أحياناً أفكر أن أتصل، فأفضل الاتصال إلى خالتك،أعتقد بأنني سوف أرتاح أكثر.خالتي امرأة قوية،جريئة،تحب الضحك و المزاح.أنا لا مشكلة لدي مع من يتواصل،أخبرته ان هذا يحدث،لكن ليس من الصح أن "يتغلى" هكذا.في النهاية خالتي لا تحتاج له بقدر ما أمي تحتاج.
-لو سمحت اعطني أفكار أقربهم من بعضهم.خصوصا أن أمي بدأت تشعر أنها غير مرغوبة.صدقني قلبي يؤلمني كلما سألت عنه.حتى أنني أحياناً أفكر أن أصرخ: يا أمي من لا يسأل،لا تسألين عنه،كفاية!
- كيف أصل له فكرة أن أمي،و أهلي لا يحتاجونه مادياً بالقدر الذي يحتاجون له معنوياً؟
-هو،في بداية زواجنا كان دائماً يردد الزواج مصارحة،والإنسان غير معصوم عن الخطأ،يحتاج للتذكير،و التوجيه.ها أنا قد نبهته منذ أكثر من شهر،و لا شيء قد تغير! رغم أنني كنت أتحدث معه كما يتحدث الأصدقاء،دون أمر،و كان صوتي هادئاً.

سوف أؤجل المشكلة الثانية،ريثما نتوصل إلى حل المشكلة الأولى.
أرجو منك الرد،و جزاك الرحمن خيراً.

أمي تحبه جداً،ولا ترضى أن تسمع عنه سوءاً.حتى أنها دائماً ما توصيني برعايته،و حبه لأنها كما تراه رجلاً لا يُفوت.
المشكلة أنّه يزعل مني إذا لم أخبره بحاجات البيت،ويقول:ماذا تعتبريني في حياتكِ؟ كما أنني لا أملك سوى أخ واحد غالباً ما يكون مشغول.
بالضبط/هذا ما شعرته أنا أيضاً.امممم،أظن بأنه يفضل توطيد علاقته مع الأقوياء.لأنني قد لاحظت أنه يميل للتحدث مع خالته القوية على خالته المسكينة.
سألته،ولم يجب.ربما أمي لا تبالغ في الترحيب،كما تفعل خالتي.لا تمزح معه،تخجل أن تطلب منه شيئاً.تحدثه وكلها أمل أن تكسبه.
حسناً هذا ما سأفعله في هذه المرحلة.
هو بالفعل غالبا ما يكون مشغول.لكن ما أن يحين وقت فراغه،حتى يقوم بالتواصل مع أهله وأصدقائه.أحياناً ألوم نفسي لأني لا أملك الذكاء الكافي لأن أجعله يميل للتواصل معنا كما تفعل كثير من النساء حدّ التملك.
فكرة جميلة جداً.
لا أستطيع التحدث معها.أصلا لا أريد أن أجعل صورته غير كاملة في نظر الناس. و لا أمي أيضا.
ليس لدي الذكاء الكافي،هذا ما استنتجته في علاقتي به.
فكرة جميلة جداً.
نحن نعيش معها في نفس البيت.
هذا ماأفكر فيه في عيد الأضحى إذا شاء الرحمن.
لدي أخ واحد كما ذكرت.و هو "زوجي"دائماً ما كان ينتقد سلوكياته،و يقول أنها لا تعجبه.
هو دائماً ما يرى أن أسرته الأفضل.و أمه الكل يحبها.أعني هو من الداخل مقتنع أن لا أحد يستطيع أن يأتي لكي يثبت العيوب على أهله،و أنهم حالياً أو مستقبلا من المحال أن يسلكون هذا المنهج.ما أراه أنه دقيق،شديد التركيز،و حساس عندما يتعلق الأمر بعيب يقع في بيتنا،و يتغاضى عما يقع في بيتهم

1) اطلبي منه حاجيات بيتك أنتِ كما يريد إما مشافهة أو بورقة أو برسالة لجواله.
2) لا بأس أن تجدي طريقة للترحيب به إذا أتى بيتكم، وتقومي أنتِ أو أخوك بالترحيب به نيابة عن الوالدة لعلها تقلدكم مع الأيام؛ لأن صنف زوجك من الناس الذين يرغبون بالترحيب والتقدير والشعور بقدره عند الآخرين، وإن لم يجد فإنه يبتعد لا شعورياً..وهذه صفة فطرية في الناس ومن ضمن الاحتياجات الأساسية للبشر.
3) من الممكن جعل الوالدة حفظها الله هي من تتصل وتوجه لد العدوة لتناول وجبة العشاء أو الغداء مثلاً لديكم.
4) طوّري من قدراتك في التعامل معه باستخدام أنوثتك، ودلالك، وكلامك الجميل معه، وشكره على جهوده وأعماله معك، ومدحه، والدعاء له أمام وجهه، وحسن استقباله وتوديعه عند الباب وهكذا.
5) أقترح أن تقرئي في التعامل مع الزوج، وطرق اكتساب قلبه.
6) إن انتقد سلوكيات أخيك فقولي له: صدقت..وأنا أثق بك وبرجاحة عقلك وتفكيرك ورجولتك ووعيك وأرجو منك أن تنصحه فأنت مثل أخيه، وزوج أخته.
7) أشبعي لديه غروره بمدحه ومدح أسرته يا أخية.

1) حاولي التلميح لأخيك كي يظهر لزوجك وجهاً حسناً مع ابتسامة وحسن استقبال، وسؤال عنه.
2) من السهل إعادة المياه إلى مجاريها مع الرجال الذين يحملون نفس شخصية زوجك..والحل يكمن في مدحه، والاعتذار منه، وإشعاره أنك قريبة منه عاطفياً، واستخدام الأنوثة.
3) لقد أحسنَ صنعاً زوجك في إحضار تلك الكتب للبيت، وبدأ نفسه، ولا ملامة عليه...وزوجك يريد منك تطوير نفسك للأفضل في الحياة الزوجية...لذا الآن يأتي دورك أنتِ بالقراءة، وأخذ الفوائد منها، وتطبيقها.
4) خلال جلوسك مع الوالدة حفظها الله يمكنك أن تقولي لها: أنا وفلان "أي زوجك" نفكرأن نأتي إليكم غداً أو بعد غد، ونريد أن نتناول وجبة العشاء جميعاً، وياليت يا أمي الحنونة أن تتصلي على زواجه ووجهي له الدعوة حتى يفرح أن أم زوجته اتصلت عليه، واهتمت به.
5) قدمي هدية لأمه على حسب سنها..لكن عادة تتراوح ما بين سجادات للصلاة وغطاء الرأس معها..أو بعض حاجيات المطبخ..أو قارورة عطر..أو قطعة قماش يناسب عمرها مع البخور وسجادة صلاة...وهكذا...وضعي عليه كرت واكتبي "إلى أمي الغالية فلانة أم فلان...تقبلي تحيات ابنتك فلانة
:::
نصيحة أخوية:
-طوري من نفسك في التعامل مع الزوج حتى تملكي قلبه وعقله؛ لأني أشعر أن زوجك يشعر أنك باردة معه من ناحية الأحاسيس والاهتمام، ويشعر أنك تقليدية بعض الشيء ولا تحبين التجديد...أليس كذلك؟!
-استخدمي الأنوثة.

نعم أنت محق يا أخي.محق كثيراً.أنا باردة جداً مع زوجي،و لا أجيد التصرف معه خصوصا عندما يكون صامتاً،شارد البال، أو متضايق.أشعر أنه لا يثق فيني كزوجة يمكن أن يلقي بأسراره،و مشاكله لديها.صارحته مرة بذلك،فأجاب: ربما لأنني كتوم،و ربما لأنني لا زلت أتذكر مشاكلنا القديمة،و كيف كنتِ فيها عنيدة،وحساسة.
على فكرة هذه هي المشكلة الثانية التي وددت بطرحها بعد مشكلة الرسمية مع أمي.لكن لأنها مشكلة متشعبة،لا أستطيع وصفها كما هي. المهم أنها تشعرني بالعجز،و العزلة.
زوجي إنسان صعب،يظهر القسوة بشكل مخيف،لا زلت أذكر المواقف التي صرخ فيها علي صراخ مرعب جعلني أبكي أيام متواصلة في السر، ومن أمامه كنت أبتسم.لكنه شعر بذلك فراح يتقرب مني. يريدني أن أعترف له بالذي يجول في صدري،و عن الاشياء التي تضايقني،و عندما أعلن عنها أراه ينكمش إلى الوراء،و يتضايق مني.يقول لي اعتبريني كلّ شيء،لكنني لا أعرف كيف أقوم بذلك.لأنني كما ذكرت قسوته علي حين يغضب وكيف هي جارحة جداً،تجعلني أشعر أني وحيدة في الدنيا،و حزينة جداً.
أنا لا أطالبه بالكثير،لكنه يراني غير قنوع،و أحب المادة،و أحب تقليد و محاكاة العصر.هو لا يحب أن أطلب منه شيء رغم تكراره الدائم: في حال احتجتِ شيء اخبريني،و أنا حاضر. عجزت هذا التناقض.في الفترة الأخيرة صرت أشعر بملله مني. قال أنني لا يعجبني العجب،و كثيرة التذمر و الشكوى،و كثيرة التطلب.
صدقني يا أخي أنا أتفهم وضعه المادي خصوصا نحن في بداية زواجنا. لكن أنا أيضاً أحتاج أرغب،أطمح، أفضفض.
هو يريدني دائماً قانعة،راضية،هادئة،بشوشة،هو يغضب و أنا أطبطب. هو يبتعد،و أنا أقترب.,هو لا يستطيع،و أنا لا أطالب.هو لا يحدثني عنه،و أنا أحدثه عني.هو يكتم،و أنا أفصح.
صرت أتعب عندما أقابله،و يبدو ذلك على وجهي.

أبشرك أخي البليغ.ذهبنا لتناول العشاء اليوم في بيت أهلي.أقصد أنا وزوجي و كان ذلك اقتراح منه الحمد للرب كثيراً.لكن حبذا لو واصلت قراءة ما كتبت و التعليق عليه. أنا بحاجة لأن أجعل حياتنا نحن الاثنين سعيدة.

1) خبر رائع جداً، وأسعدني والله..هذا تقدم جميل؛ لذا كوني ذكية واستغلي هذا الحدث لصالحك، وتكلمي معه، وقولي له: أشكرك يا حبيبي على هذه الخطوة..لا تدري حجم سعادتي..لقد شرّفتني أمام أهلي ورفعت رأسي..لقد أسعدتَ أهلي بزيارتك لأنك ولدهم..أسعد الله قلبك في الدنيا والآخرة..أشكرك من أعماق قلبي..أسأل الله أن يحفظك لي، ويرفع قدرك..ثم قبّلي جبينه.
2) مارسي معه حسن التبعل، والأنوثة، وحقّقي له كل ما يريد من أجواء جميلة في بيتك.
3) ادعي له أمامه..واشكريه على أي شيء يفعله من أجلك أو في البيت.
4) زوجك طيب، وله قلب كبير، وفيه أخلاق، وفيه ذكاء، وفي المقابل هو لمّاح، وشخص حساس..فانتبهي لحساسيته، ولا تجرحيه قدر الإمكان.
5) أظهري له الحنان وأعطيه إياه فسوف يعطيك ما تريدين.
6) استقبليه أحسن استقبال في حال عودته من العمل أو من خارج البيت مع ابتسامة نقية.
7) صدقيني خلافاتكما بسيطة، وتحدث في بداية الزواج لكني أتوقع لكما حياة سعيدة في قادم الأيام والمستقبل.
8) اقرئي كثيراً في الكتب الذي أحضرها، وسوف تتطورين بشكل ملحوظ ورائع.
9) قولي دوماً "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين".
10) اجعلي سورة البقرة تعمل في البيت كي تطرد الشياطين منه.
:::
أخوكم في الله/ حاتم بن أحمد-الرياض